وقال “الأنصاري” إن “أبو الحسين” قُتل بعد مواجهة مباشرة مع ما أسماها “هيئة الردة والعمالة” في إشارة إلى “تحرير الشام”، في إحدى بلدات ريف إدلب إثر محاولتهم أسره وهو على رأس عمله، فاشتبك معهم بسلاحه حتى قُتل متأثرًا بجراحه، وفق المتحدث.
 
وذكر أن عناصر “الهيئة” الذين وصفهم بـ”أذناب المخابرات التركية”، ترصدوا في مكان قريب لمتحدث التنظيم “أبو عمر المهاجر” مع بعض إخوانه بينما “يسيّرون بعض المهام ومكروا به وأثبتوه أسيرًا، وأسروا الحرائر وساوموهم على بعض الملفات والأسرار خدمة لأردوغان واستجداء له”، وفق “الأنصاري”.
وذكر “الأنصاري” أن “الهيئة” سلمت “أبو الحسين” إلى الحكومة التركية “قربان وفاء وولاء” إلى أردوغان لتمنحه إنجازًا في حملته الانتخابية.
وامتدت صوتية “الأنصاري” إلى 30 دقيقة و12 ثانية، وحملت عنوان “فاستبشِروا ببيعكم الذي بايعتم به”.
ولم يصدر أي تعليق من “تحرير الشام” بشأن هذه الرواية، حتى لحظة نشر هذا التقرير.

90 يومًا على مقتله

يأتي إعلان مقتل “أبو الحسين” بعد أكثر من ثلاثة أشهر على أعلان الرئيس  التركي ، رجب طيب أردوغان، “تحييده” عبر جهاز الاستخبارات التركية  ام اي تي بعملية في مدينة جنديرس شمالي حلب، في 29 من نيسان الماضي، قائلًا إن جهاز الاستخبارات كان يتعقبه منذ فترة طويلة.
وفي 2 من أيار الماضي، نقلت وكالة “رويترز “، عن مسؤول أمني تركي كبير (لم تسمِّه)، أن “أبو الحسين القرشي” قُتل عندما فجر سترة ناسفة خلال غارة للقوات الخاصة التركية بعد رفضه الاستسلام.
المسؤول الأمني أوضح أن العملية استمرت أربع ساعات، وأن المخابرات التركية كانت تراقب “القرشي” منذ فترة، ونفذت العملية السرية بعد التأكد من أنه سينتقل من مكان إقامته في وقت قريب.
وذكر المسؤول أن “القرشي” فجر سترته الناسفة حين أدرك أنه سيجري القبض عليه، لافتًا إلى أنه تلقى عدة دعوات للاستسلام، لكنه لم يرد عليها.
واستمرت فترة تولي “أبو الحسين القرشي” زعامة “الدولة الإسلامية” أربعة أشهر، منذ تعيينه نهاية تشرين الثاني 2022 حتى إعلان “تحييده”، ويعد “الخليفة” الرابع للتنظيم.
واعتاد التنظيم بعد العمليات التي استهدفت زعماءه الإعلان عن مقتل “الخليفة” وتعيين زعيم خلفًا له بتسجيل واحد، وتراوحت الفترة بين عملية القتل وإعلان تعيين البديل بين أربعة أيام ونحو شهر.
وبحسب خبراء وباحثين، فإن أولويات التنظيم باختيار زعيمه هي العقيدة بالمقام الأول، وأن يكون “قرشيًا هاشميًا” بالمقام الثاني، وعربيًا بالدرجة الثالثة.
ويعود استخدام “القرشي الهاشمي” إلى أصل الرسول محمد، وبالتالي فإن استخدام قادة التنظيم لهذه الألقاب، يوحي بأنهم قادمون من نسب النبي، حسب زعمهم.