نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


تقنيه النانوتكنولوجي .. وميض جزئيات الذهب للقضاء على الخلايا السرطانية




الهدهد - حسين غريب : أمل جديد في علاج الخلايا المدمرة لجسم الانسان و المتمثلة في الخلايا السرطانية ، من خلال تقنية حديثة تستخدم الذهب لحقن تلك الخلايا و من ثم القضاء عليها ، مما يثبت ان لمعان الذهب يخبئ اسرارا قد تنقذ البشرية من اشرس الامراض التى يواجهها ، كما يعني ان هذه المادة العجيبة ليس قوة اقتصادية و لكنها ايضا لها قوتها الطبية


تقنيه النانوتكنولوجي .. وميض جزئيات الذهب للقضاء على الخلايا السرطانية
هذه التقنية الجديدة التي أعلن عنها في العام الماضي و نال عنها العالم المصري مصطفي السيد قلادة العلوم الوطنية الأمريكية التي تعتبر أعلي وسام أمريكي للعلوم لإنجازاته في مجال التكنولوجيا الدقيقة المعروفة باسم (النانو) وتطبيقه لهذه التكنولوجيا باستخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان.و للتعريف بهذة التقنية المثيرة توجهت صحيفة الهدهد الدولية الى الدكتور حسين غريب لتوضيح و تبسيط ما وراء لمعان الذهب ، و هذا ما جاء في اجابتة :
الذهب عنصر كميائي من عناصر الموجودة في الطبيعة ، اللمعان من خواصة الفيزيائية المعروفة ، و كذلك صلابتة التي تقل بطبيعة الحال عن الالماس و هو المعدن الأكثر صلابة ، أما الصفات الكيميائية فهي التي تؤدى الى التفاعلات مع العناصر و المركبات الأخرى ، وهي أيضا معروفة و مستخدمة في عدة تطبيقات ، فتفاعله المميز مع الزئبق و تحوله الى مادة بيضاء هشة ، جعلت الزئيق يستخدم بكثرة في مناجم الذهب ، من أجل تنقية هذة المادة ذات القيمة الإقتصادية العالية من الشوائب ، و لكن الجديد هو ما أكتشفه العالم المصري الدكتور مصطفى السيد و الذي اكتشف ان الذهب يفقد خواصه اللاتفاعلية حينما يتم تفتيته إلى دقائق نانوية ليتحول إلى عنصر تفاعلي محفز، يمكن ان يتفاعل مع الخلية السرطانية داخل جسم الكائن الحي ويحدث هذا التفاعل الذي لم يكن معروفا قبل الان وميضاً خاصا داخل الخلية يمكن إلتقاطة أو الكشف عنة تحت مجاهر إلكترونية خاصة . بينما لا تتفاعل ذات ذرات الذهب المتداخلة مع الخلية السليمة وبالتالي تبدو داكنة تحت المجهر.و قد أثبتت التجارب التى إجريت على مدى سنوات ان دقائق الذهب النانوية تتجمع لتشكل طبقة مضيئة على جسم الخلية المريضة لتقتلها خلال دقائق بينما تتفتت داخل الخلايا السليمة ولاتؤثر عليها بأي حال.و يعني هذا ان دقائق الذهب النانوية تتعرف على الخلايا السرطانية المصابة لكنها لاترى الخلايا السليمة ، حيث تقوم مادة (النانو) الذهبية بامتصاص ضوء الليزر الذي يسلط عليها بعد وصولها إلى الخلية المصابة وتحوله إلى حرارة تذيب الخلية السرطانية.
و من المعروف أن (النانو) هو أصغر وحدة في الذرة توصل إليها العلماء حتى الآن وتبلغ من الدقة تحت الميكروسكوب بحيث يعادل سمك شعرة الإنسان الواحدة 50 ألف نانو.ويصل حجم كرة الدم الحمراء ألف نانو ويشكل النانو واحد على ألف من المللي متر ، أصغر وحدة قياس أطول تري بالعين المجردة .
و من المتوقع أن يشكل هذا الكشف العلمي فتحاً لآفاق و آمال لعلاج ملايين البشر حول العالم من مرضى من السرطان على اختلاف أنواعة أو الأعضاء التي يصيبها ، حيث ما يزال العلاج الإشعاعي و العقار الكميائي المرهق للمريض على مختلف أنواعة ، هو الوسيلة المتوفرة حاليا لعلاج المرض ، و لم يحقق العلاج الكميائي ما يرجى منه في الكثير من الحالات ، أضافة الى المتاعب الصحية الأخرى التي يسببها للمريض ويؤثرعلى تعايشه مع الحياة ، كما ان تكاليف العلاج الإشعاعي و الكميائي عالية و ليست في قدرة أغلب المرضى ما لم تتولى مؤسسات التأمين الصحي تسديد فواتير العلاج الباهظ ، بينما العلاج بتقنية النانو أقل تكلفة من ناحية المواد المستخدمة فيه حيث قد يكفي جزء واحد من ألف جزء من جرام الذهب لعلاج كبد مصاب بالسرطان.
وحذرالدكتور مصطفى من أن النانو الذهبي يقتل الخلايا فقط التي يتم توجيهه إليها إذ من الممكن أن تظهر في أماكن أخرى من الجسم وبالتالي يتعين التعامل معها بنفس الأسلوب أينما كانت ، وتوقع أن يتم الأخذ بهذا الأسوب في علاج السرطان بعد أن تقره إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، التي تعد البوابة الوحيدة التي تخرج منها كافة تراخيص استخدام العقاقير والأغذية في الولايات المتحدة، إن لم يكن في العالم كله، وهي فترة قال أنها قد تصل إلى سبع سنوات من الآن ، حيث نجح فريق البحث في علاج الخلايا السرطانية باستخدام مركبات الذهب النانومترية لعلاج الحيوانات المصابة بالسرطانات البشرية بنسبة نجاح 100% و ذلك بحقن الأوردة الدموية بدقائق نانوية من الذهب تمكن من إبادة الخلايا السرطانية دون التأثير على الخلايا السليمة وذلك بعد تعديل درجات سمية المواد بالتحكم في كيماوياتها ، و ما يزال الفريق في انتظار الموافقات الرسمية لإجراء تجاريه على البشر. و من المعلوم ان القوانين الأمريكية تفرض قيودا صارمة على التجارب العلمية على البشر تحول دون الإسراع في تجريب هذا الأسلوب على المرضى من البشر
من هو الدكتور مصطفى السيد؟
تخرج من كلية العلوم جامعة عين شمس ، م انتخب عضواً بالأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة عام 1980، وتولى وعلى مدى 24 عاماً رئاسة تحرير "مجلة علوم الكيمياء الطبيعية،" وهي من أهم المجلات العلمية في العالم.كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم عام 1990 والعديد من الجوائز الأكاديمية العلمية من مؤسسات العلوم الأمريكية المختلفة، ومنح زمالة أكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية، وعضوية الجمعية الأمريكية لعلوم الطبيعة، والجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، وأكاديمية العالم الثالث للعلوم. يرأس حاليا كرسي جوليوس براون بمعهد جورجيا للعلوم والتكنولوجيا كما يرأس مركز أطياف الليزر بنفس المعهد


الصورة : وميض جزيئات الذهب داخل الخلايا السرطانية

حسين غريب
الاربعاء 20 ماي 2009