بين اليمين واليسار..ميلوني وآخرون يتحدثون عن برلسكوني يوم تشييعه

  وذكّرت رئيسة الحكومة، بأن “برلسكوني كان الأول في تاريخنا الجمهوري الذي أصبح رئيسًا للوزراء بعد أن رسخ نفسه في القطاع الخاص. رجل أعمال زاول السياسة وكسر نمطًا غدا راسخاً في إيطاليا الآن”.
واسترسلت: “لقد تحولت مسيرته في الأخبار إلى تاريخ لأنه، عند مرحلة معينة، تحول أسلوبه في الحياة الخاصة إلى نقطة تحول عامة، رد فعل على المثال الذي كان يتبّعه التاريخ الإيطالي بعد سقوط جدار برلين، إذ منع برلسكوني الشيوعيين الجدد من تولي السلطة في إيطاليا بعد بضع سنوات من انهيار الاتحاد السوفييتي، والذي خط نهاية الشيوعية في أوروبا”.
وأشارت ميلوني إلى أنها “مفارقة تاريخية تجنبها قراره تأسيس حزب (فورتسا إيتاليا) وتحقيق فدرالية القوى السياسية لتيارات اليمين، يمين الوسط وحركة رابطة الشمال. هذا هو الخطأ الكبير الذي لم يغفره اليسار له أبداً. لقد أدى ولوجه إلى ساحة السياسة إلى تسريع عمليات التحول التي كانت جارية بالفعل يمينًا ويسارًا”. واختتمت بالقول إن “برلسكوني امتلك التوقيت المناسب واغتنم اليمين اللحظة المواتية”.
بينما رأى القيادي في الحزب الديمقراطي الإيطالي، بييرو فاسينو أن رئيس الوزراء الأسبق الراحل سيلفيو يرلسكوني ساهم في صعود قوى اليمين إلى سدة السلطة. وقال فاسينو، في حديث متلفز الثلاثاء “عندما يتوفى زعيم سياسي، فإنه بالإضافة إلى التعازي، ينبغي الإشارة مزاياه” من المنظور السياسي. وأضاف “لكنني أعتقد بعد ذلك أنه يجب علينا محاولة إعطاء وصف حقيقي وموضوعي لبرلسكوني. ميزته السياسية هي أنه فتح الأبواب على قوى اليمين وسمح لها بتولي قيادة البلاد”.
وقاد برلسكوني، الذي ستقام  له جنازة دولة رسمية في كاتدرائية ميلانو الأربعاء، أربع حكومات لقوى يمين الوسط
وفي روما  أكد وزير إيطالي سابق: “ما أزال في حالة صدمة”، إثر رحيل سيلفيو برلسكوني، فـ”رجل استثنائي من جميع النواحي كهذا، بلغ بي الأمر أنني اعتبرته خالداً”. وفي تصريحات لمجموعة (أدنكرونوس) الإعلامية الإيطالية الثلاثاء، أعرب المحامي والصديق القديم لبرلسكوني، تشيزاري بريفتي (89 عاماً)، عن أنه لا يدرك أنه فقد “صديقه” سيلفيو.
وقال عضو البرلمان السابق من حزب (فورتسا إيتاليا) ووزير الدفاع في حكومة برلسكوني الأولى، إن هذا الأخير يُعتبر “بطلًا مطلقًا، في جميع المجالات، قادر على التعامل مع أي مشكلة، مستعد دائماً، قادر على دراسة وإتقان أي شيء في وقت قصير”، وأشاد بـ”قدرته على الذهاب دائمًا إلى لب المشكلة”. كان “عقلًا ديناميكيًا دائمًا، قادرًا على استيعاب فحوى الأمور”.
وتحدث بريفيتي بشكل خاص عن مستقبل حزب (فورتسا إيتاليا)، الذي أسسه برلسكوني عام 94، قائلاً: “تسألني عما إذا كان الحزب قد انتهى بدون سيلفيو؟ آمل أن يستمر، حتى لو كان من الصعب إيجاد بديل لشخص غير عادي مثله”. وأردف: “لا أعلم ما سيحدث فهناك أشخاص قادرون في الحزب، هناك بالتأكيد احتمال أن يستمر تاياني بحمل راية الحزب”، مؤكداً أنه “الشخص المناسب في هذه اللحظة”.
واستدرك: “لكن هذا لا يكفي: فالأحزاب بحاجة إلى سياسة محددة، واستراتيجية، وفي هذا المجال، كان برلسكوني لا يعوض حقاً”. وأعرب عن “الأمل بأن تترك الحقبة التي ميزها برلسكوني، آثارًا لا تمحى ومفيدة للبلد”، واختتم مشيراً إلى أنه: “بعد ذلك سيعتمد الأمر على عوامل عديدة، وبالتأكيد، أكرر أن الفراغ الذي تركه سيلفيو لا يزال غير قابل للملء”.