الشباب العربي المهاجر في مسلسل تلفزيوني

ويسعى العمل الذي كتبه وأخرجه السوري أنور القوادري، إلى تغيير الصورة النمطية العالقة في أذهان الشباب العربي على نطاق واسع والمتمثلة بفكرة أن الغرب يشكل المكان المثالي والحلم للعمل والعيش والاستقرار، حيث يطرح بجرأة كبيرة قضايا ومشكلات المهاجرين العرب بما في ذلك الصراع الثقافي وأزمة فقدان الهوية وعلاقات الزواج والإرهاب واندماج العرب في المجتمعات الغربية، بالإضافة إلى علاقتهم وتفاعلهم مع ما يحصل في الوطن العربي. تُستخدم لندن في المسلسل كرمز للغرب، فالعمل يغطي في حلقاته الثلاثين الفترة الممتدة بين عامي 1990 و2006 والتي شهد خلالها العالم العربي تحولات وتطورات كبيرة، بما فيها الغزو العراقي للكويت واتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 والحرب الإسرائيلية على لبنان صيف عام 2006، وتدور المحاور الرئيسية حول الصديقين السوري والمصري (عابد فهد وتوفيق عبد الحميد) وما يدور في فلكهما من شخصيات تجسد نزاعات إنسانية ونفسية وعاطفية ونقاشات سياسية تبتعد عن التنظير وتقترب من حديث الشارع العربي. يجمع «عرب لندن» مجموعة كبيرة من الممثلين العرب والأجانب وهو يشكل بحد ذاته نموذجا يحتذى في تنفيذ الأعمال العربية المشتركة حيث يضم ممثلين من سوريا ومصر ولبنان والأردن وفلسطين وعمان، والكويت والسعودية والجزائر والمغرب ،وقد تم تصوير الجزء الأكبر من حلقات المسلسل في العاصمة البريطانية لندن، كما صُوِّرت المشاهد المتبقية منه في كل من سلوفينيا وسوريا