ومن هؤلاء المبدعين البارزين، فنان الكاريكاتير رشاد السامعي، الذي واصل في زمن الحرب رسم آهات وأوجاع بلاده بريشته المميزة التي أكسبته شهرة كبيرة في الداخل والخارج، بسبب حسن انتقائه للأفكار الفريدة التي عن طريقها يعالج قضايا هامة برسوم كاريكاتيرية يتم نشرها في وسائل إعلامية محلية ودولية، أو في مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك.
وإذا ما تم النظر إلى مدى تفاعل اليمنيين مع الرسوم الكاريكاتيرية، تلحظ اهتمامهم الكبير وتفاعلهم مع ما تخطه ريشة السامعي التي اكتسبت شهرة لدى المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي.
في حديثه مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) يقول الفنان اليمني رشاد السامعي، إن بدايته مع الكاريكاتير كانت في المرحلة الثانوية كهواية(قبل أكثر من 25 عاما تقريبا).
ويضيف السامعي، وهو في الأربعينات من عمره حاليا، أنه شارك لأول مرة في معرض بخمسة رسوم، في السنة الأولى لدراسته الجامعية، مشيرا إلى أن الرسوم كانت تناقش ظروف الطالب الجامعي في اليمن.
ويواصل السامعي سرد مسيرته الفنية بالقول: "إنه بعدها تم نشر أولى رسوماته في صحيفة الجمهورية الرسمية التي تنشر من مدينة تعز جنوب غربي اليمن، وذلك في صفحة بريد القراء حينها".
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد كانت للسامعي طموحات وأحلام بالبروز الكبير في مجال رسوم الكاريكاتير، ويلفت إلى أنه بدأ بوقت لاحق الرسم للصحف، وتوظف في مؤسسة الجمهورية للصحافة كرسام كاريكاتير، وتم تعيينه بعدها رئيسا لتحرير مجلة كانت تصدر للأطفال عن المؤسسة ذاتها في مدينة تعز.
وفيما يتعلق بالدوافع التي جعلته يلتحق بمجال الرسوم الكاريكاتيرية يفيد السامعي بأنه لا يستطيع تحديد السبب للدخول إلى هذا العالم حينها ،
واستدرك قائلا "لكن أتذكر أني كنت شغوفا بمتابعة رسوم الكاريكاتير في الصحف، وكانت أمنيتي أن أرى صورتي يوما ما على صدر صحيفة".
ظروف الحرب في اليمن، كانت لها انعكاسات سلبية على الغالبية العظمى من السكان، في الوقت الذي تشير تقارير أممية إلى أن 80 بالمئة من اليمنيين باتوا بحاجة إلى مساعدات، فيما نزح الملايين جراء النزاع.
هذه التأثيرات الكبيرة على اليمنيين جعلت السامعي يصف بلاده في ظل الحرب بالقول "حال اليمن يصعب وصفه بكلمات أو رسمات ... ظروف الحرب كانت قاسية على الجميع ومن ضمنهم الفنانون".
وتابع "بالنسبة لي كان لظروف الحرب تأثيرات على واقعي، حيث نزحت بسبب المخاطر الأمنية خارج مدينتي . مدينة تعز ... ونجوت بأعجوبة من الاعتقال".
وأضاف “توقفت مصادر الرزق، بسبب توقف الصحافة ونهب المؤسسات الإعلامية التي كنا نعمل بها وتوقفت المرتبات".
وزاد في سرد تأثيرات الحرب قائلا " في بلاد النزوح واجهت عدة مشاكل أثرت على استمراريتي في رسم الكاريكاتير؛ لكن كنت أرسم بشكل متقطع وأنشر ذلك على صفحتى بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك".
وحول الصعوبات التي واجهها أثناء الحرب بخصوص عمله الفني ذكر السامعي "عانينا من وجود صعوبة في متابعة الأحداث بدقة وتناولها برسوم الكاريكاتير، بسبب ضعف شبكة الإنترنت... هذا الأمر كان يأخذ مني جهدا كبيرا حتى في نشر الرسوم على صفحتي الشخصية".
وحتى وقت قريب كان يرسم السامعي لحسابه على فيسبوك فقط كالتزام أدبي، بسبب انعدام فرص العمل لأي جهة.
عمل السامعي لفترة في الموقع القطري العربي الجديد ... وحاليا يرسم لمواقع يمنية كموقع المصدر وموقع قناة بلقيس الفضائية، إضافة إلى الرسم لمواقع إذاعة هولندا.
وفيما يتصل بالرسومات التي حققت بروزا أكبر وقت الحرب يقول السامعي أن" اقتناص التوقيت وتوصيف الحدث مهم بالنسبة للكاريكاتير ... فهناك مواضيع كانت صاخبة بالتناقضات وكانت حديث الشارع، رسمت عنها ولاقت رواجا كبيرا، وكلها كانت رسوما سياسية".
كان للحرب اليمنية تأثيرات على واقع الفنانين في البلاد، ويرى الفنان السامعي أن الفنون بشكل عام في اليمن باتت تحتضر.
وأردف" كثير من الفنانين توقفوا بسبب ظروف الحرب خوفا على حياتهم بسبب تدني الحريات بشكل مخيف".
وفي سرده لواقع الفنانين اليمنيين قال إن" بعضهم شرد وبعضهم مات أو قتل بسبب المعارك، فيما توقفت معظم المؤسسات الصحفية والفنية التي كانت أصلا تعاني من قبل".
وأضاف "الفن يحتاج لبيئة مستقرة وحاضنة... الفنان بحاجة للاستقرار في كل الجوانب النفسية والمعيشية والأمنية وغيرها حتى ينتج ويتميز في إنتاجه، وهذا كله غير موجود باليمن".
وأضاف" لا تخلوا حياتنا من الترقب والتوجس والقلق ... فالقتل هنا أصبح أمرا اعتياديا ... ووسيلة تأديب لمن يخالف أو يتجاوز أو ينتقد، فيما الاعتقال وارد ".
ويشير السامعي إلى أن الفنان الناقد في خطر دائم والفنان يعرف ذلك ... وهذا ما دفع بعضهم للتوقف وتحييد موقفه، أو الانضمام لجماعة خارج قناعاته خوفا من بطشهم أو طمعا في مقابل يعيش منه.
وفي سياق الجوائز التي حصل عليها، فقد نال السامعي جوائز على المستوى العربي من تونس والأردن وفلسطين، والجائزة الأولى في التصوير الفوتوغرافي نظمها مكتب الأمم المتحدة في اليمن.
وبالنظر لطموحاته المستقبلية يقول السامعي إن أقصى طموح له هو أن يستمر في رسم الكاريكاتير واكتساب ثقة الناس واحترامهم، ومناقشة قضاياهم والتعبير عنهم.
واختتم حديثه لـ (د.ب.أ) قائلا "حب الناس شيء عظيم، من الصعب الوصول إليه ما لم يشعروا بأنك حقيقي ولست مزيفا"
وإذا ما تم النظر إلى مدى تفاعل اليمنيين مع الرسوم الكاريكاتيرية، تلحظ اهتمامهم الكبير وتفاعلهم مع ما تخطه ريشة السامعي التي اكتسبت شهرة لدى المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي.
في حديثه مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) يقول الفنان اليمني رشاد السامعي، إن بدايته مع الكاريكاتير كانت في المرحلة الثانوية كهواية(قبل أكثر من 25 عاما تقريبا).
ويضيف السامعي، وهو في الأربعينات من عمره حاليا، أنه شارك لأول مرة في معرض بخمسة رسوم، في السنة الأولى لدراسته الجامعية، مشيرا إلى أن الرسوم كانت تناقش ظروف الطالب الجامعي في اليمن.
ويواصل السامعي سرد مسيرته الفنية بالقول: "إنه بعدها تم نشر أولى رسوماته في صحيفة الجمهورية الرسمية التي تنشر من مدينة تعز جنوب غربي اليمن، وذلك في صفحة بريد القراء حينها".
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد كانت للسامعي طموحات وأحلام بالبروز الكبير في مجال رسوم الكاريكاتير، ويلفت إلى أنه بدأ بوقت لاحق الرسم للصحف، وتوظف في مؤسسة الجمهورية للصحافة كرسام كاريكاتير، وتم تعيينه بعدها رئيسا لتحرير مجلة كانت تصدر للأطفال عن المؤسسة ذاتها في مدينة تعز.
وفيما يتعلق بالدوافع التي جعلته يلتحق بمجال الرسوم الكاريكاتيرية يفيد السامعي بأنه لا يستطيع تحديد السبب للدخول إلى هذا العالم حينها ،
واستدرك قائلا "لكن أتذكر أني كنت شغوفا بمتابعة رسوم الكاريكاتير في الصحف، وكانت أمنيتي أن أرى صورتي يوما ما على صدر صحيفة".
ظروف الحرب في اليمن، كانت لها انعكاسات سلبية على الغالبية العظمى من السكان، في الوقت الذي تشير تقارير أممية إلى أن 80 بالمئة من اليمنيين باتوا بحاجة إلى مساعدات، فيما نزح الملايين جراء النزاع.
هذه التأثيرات الكبيرة على اليمنيين جعلت السامعي يصف بلاده في ظل الحرب بالقول "حال اليمن يصعب وصفه بكلمات أو رسمات ... ظروف الحرب كانت قاسية على الجميع ومن ضمنهم الفنانون".
وتابع "بالنسبة لي كان لظروف الحرب تأثيرات على واقعي، حيث نزحت بسبب المخاطر الأمنية خارج مدينتي . مدينة تعز ... ونجوت بأعجوبة من الاعتقال".
وأضاف “توقفت مصادر الرزق، بسبب توقف الصحافة ونهب المؤسسات الإعلامية التي كنا نعمل بها وتوقفت المرتبات".
وزاد في سرد تأثيرات الحرب قائلا " في بلاد النزوح واجهت عدة مشاكل أثرت على استمراريتي في رسم الكاريكاتير؛ لكن كنت أرسم بشكل متقطع وأنشر ذلك على صفحتى بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك".
وحول الصعوبات التي واجهها أثناء الحرب بخصوص عمله الفني ذكر السامعي "عانينا من وجود صعوبة في متابعة الأحداث بدقة وتناولها برسوم الكاريكاتير، بسبب ضعف شبكة الإنترنت... هذا الأمر كان يأخذ مني جهدا كبيرا حتى في نشر الرسوم على صفحتي الشخصية".
وحتى وقت قريب كان يرسم السامعي لحسابه على فيسبوك فقط كالتزام أدبي، بسبب انعدام فرص العمل لأي جهة.
عمل السامعي لفترة في الموقع القطري العربي الجديد ... وحاليا يرسم لمواقع يمنية كموقع المصدر وموقع قناة بلقيس الفضائية، إضافة إلى الرسم لمواقع إذاعة هولندا.
وفيما يتصل بالرسومات التي حققت بروزا أكبر وقت الحرب يقول السامعي أن" اقتناص التوقيت وتوصيف الحدث مهم بالنسبة للكاريكاتير ... فهناك مواضيع كانت صاخبة بالتناقضات وكانت حديث الشارع، رسمت عنها ولاقت رواجا كبيرا، وكلها كانت رسوما سياسية".
كان للحرب اليمنية تأثيرات على واقع الفنانين في البلاد، ويرى الفنان السامعي أن الفنون بشكل عام في اليمن باتت تحتضر.
وأردف" كثير من الفنانين توقفوا بسبب ظروف الحرب خوفا على حياتهم بسبب تدني الحريات بشكل مخيف".
وفي سرده لواقع الفنانين اليمنيين قال إن" بعضهم شرد وبعضهم مات أو قتل بسبب المعارك، فيما توقفت معظم المؤسسات الصحفية والفنية التي كانت أصلا تعاني من قبل".
وأضاف "الفن يحتاج لبيئة مستقرة وحاضنة... الفنان بحاجة للاستقرار في كل الجوانب النفسية والمعيشية والأمنية وغيرها حتى ينتج ويتميز في إنتاجه، وهذا كله غير موجود باليمن".
وأضاف" لا تخلوا حياتنا من الترقب والتوجس والقلق ... فالقتل هنا أصبح أمرا اعتياديا ... ووسيلة تأديب لمن يخالف أو يتجاوز أو ينتقد، فيما الاعتقال وارد ".
ويشير السامعي إلى أن الفنان الناقد في خطر دائم والفنان يعرف ذلك ... وهذا ما دفع بعضهم للتوقف وتحييد موقفه، أو الانضمام لجماعة خارج قناعاته خوفا من بطشهم أو طمعا في مقابل يعيش منه.
وفي سياق الجوائز التي حصل عليها، فقد نال السامعي جوائز على المستوى العربي من تونس والأردن وفلسطين، والجائزة الأولى في التصوير الفوتوغرافي نظمها مكتب الأمم المتحدة في اليمن.
وبالنظر لطموحاته المستقبلية يقول السامعي إن أقصى طموح له هو أن يستمر في رسم الكاريكاتير واكتساب ثقة الناس واحترامهم، ومناقشة قضاياهم والتعبير عنهم.
واختتم حديثه لـ (د.ب.أ) قائلا "حب الناس شيء عظيم، من الصعب الوصول إليه ما لم يشعروا بأنك حقيقي ولست مزيفا"