وقالت أروى عثمان في بيان- تلقت... نسخة منه أمس، إن على جميع "مؤسسات الدولة، وزارة الثقافة والسياحة، وكل الأحزاب والقوى المدنية الفاعلة، وكل الناشطين والناشطات، والمنظمات المدنية الدولية، كاليونسكو والأليسكو، و... و... الخ، وكل المعنيين في الداخل والخارج"، أن يقفوا "بمسؤولية أكبر في وجه القوى الجهادية التي تخوض حروبها المقدسة -على حد زعمها- لتمس بهذا التراث، باعتباره إرثاً إنسانياً خارج المعادلة الجهادية..".
وناشدت الباحثة في التراث الثقافي "كافة القوى المتحاربة الكف عن تصويب قذائفهم نحو ما تبقى من روح تربطنا كيمنيين على اختلافاتهم الفكرية والسياسية والدينية، والكف عن عادة الاحتماء بالمواقع والمباني، التاريخية والأثرية، والتمترس بها، واستخدامها كقواعد عسكرية، ومخازن للذخيرة..".
وجاء في البيان: "فيما تشهد البلاد حرباً مدمرة استعر أوارها بين المليشيات والقبائل والجهات والعصبيات والعشائر، ومسعري الحروب من الجنرالات على اختلاف مسمياتهم وعناوينهم، وفي الوقت الذي يدفع اليمنيون حياتهم ثمناً باهظاً لهذه الحروب، لم يبقَ بمقدور الذين أشعلوها، إيقافها أو السيطرة على مجرياتها، أو كبح مفاعيلها والحد من أكلافها الباهظة، بما في ذلك تدمير التراث الثقافي الإنساني من المعالم الأثرية التاريخية وطمسها، والتي كنا نعرفها قبل هذه الحرب العبثية المدمرة والمجنونة، وتعد المشترك الإنساني الذي يربطنا بالعالم".
وأضافت: "في هذه الأثناء، يبدو أن كافة المليشيات المتحاربة تلتقي على خط استهداف وتدمير ممنهج لما تبقى من معالم ذاكرة هذه البلاد شمالاً وجنوباً".
وتابعت: "لما كان واضحاً ومؤكداً أن الجائحة المليشياوية التي عصفت ببلاد أخرى كأفغانستان، وسوريا، والعراق، ونيجريا، وليبيا، وغيرها، لا تنقض على البشر والشجر والحجر فحسب، بل على الذاكرة البشرية التي حافظت على وجودها آلاف السنيين.. فإن الدور يأتي على تاريخ اليمن، لنقحم ذاكرتنا في هذا الصراع المجنون، الحروب الداخلية والخارجية التي استهدفت مؤخراً: مدينة براقش التاريخية، والمعابد والمساجد والكنائس، والأضرحة، والبيوت الخشبية القديمة، والأحياء والمدارس والمتاحف، وأرشيف الإذاعات والتليفزيون... الخ من الكنوز التاريخية، بما في ذلك المواقع التاريخية في المدن المسجلة منذ أعوام في قائمة التراث العالمي لدى "اليونسكو".
واختتمت نداءها بتأكيد الدعوة "للداخل والخارج، لنلتقي على هدف ومبدأ: حماية إرثنا الثقافي الذي لا يقدر بثمن، ووقف أطراف القتال، وتلافي هذه الكارثة الإنسانية التي كل يوم نرى نتائجها تلتهم المدن المطحونة بالحروب.. مدينة صنعاء، وصنعاء القديمة خصوصاً، عدن، مأرب، الجوف، الضالع، رداع، البيضاء، شبوة، حضرموت