نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان

هل يشعل العراق حرباً إقليمية؟

09/11/2024 - عاصم عبد الرحمن


‏ الهزيمة ليست حكراً على"حزب الله"





الهزيمة الراهنة هي أكبر وأخطر من كل الهزائم السابقة، لأنها لن تكون حكراً على حزب الله وحده. الإحساس الدفين، السائد لدى اللبنانيين جميعا، هو ان الحرب ليست سوى غيمة سوداء، ستعبر سماء لبنان بعد أيام أو أسابيع، وسيعود كل شيء الى سيرته السابقة، المشابهة لسيرة حرب العام 2006 : ستوقف إسرائيل اطلاق النار، وتنسحب من الأراضي اللبنانية، وفق القرار 1701، معدلاً او مشدَداً، لتبدأ عملية إعادة الاعمار، بالاموال العربية، الخليجية إياها،


  ويعاد انتاج السلطة اللبنانية، بأقل قدر ممكن من التغيير بالوجوه والاحزاب، والسياسات.
الاطمئنان الداخلي الى قوة هذا السيناريو ليس مبنياً فقط على التجارب السابقة، بل أيضا الى سوء تقدير شديد، ومتكرر، لقيمة لبنان وأهميته وشرعية وجوده كدولة وشعب ومجتمع، لا بديل عنهم، وعن التمسك بأمنه وإستقراره ووحدته الوطنية، كجزء من رؤية عربية او دولية لم يعد لها أساس. وهي تحتاج اليوم الى الكثير من البراهين والأدلة، التي فُقدت خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية الأعنف على الكيان اللبناني.
ويمكن ان يُعزى هذا الاطمئنان الى ان العدو الإسرائيلي نفسه، لم يعلن حتى اللحظة عن شروطه لوقف الحرب، ولم يتمسك سوى بمطلب حدودي اسقطته وقائع الحرب، هو إعادة مئة الف مستوطن الى مساكنهم على الحدود مع لبنان وابعاد مقاتلي حزب الله. مع العلم أنه ينفذ عملياته العسكرية بالتدريج نفسه الذي اعتمده في الحرب على غزة، ويترك للميدان، وللاعلام الإسرائيلي ، ان يرسم سقف تلك العمليات، ويذكر بين الحين والأخر إسم العاصمة بيروت، كهدف نهائي للحرب، سواء بالغزو العسكري او حتى بالغزو السياسي.. مخالفاً النظرية الشائعة في بيروت عن أن إسرائيل لا ترغب ولا تقدر على تغيير وجه لبنان، كما شاءت في العام 1982، بل ستترك المهمة هذه المرة للعواصم العربية والدولية المعنية بإيجاد مخرج ملائم من الحرب.. مع أنه ليس هناك دليل فعلي حتى الان، على أيا من تلك العواصم مهتمة فعلا بمثل هذه الدور الشاق، بل ربما المستحيل.
لعل الحرب، وهي الان في ذروتها، تعيق التأمل في هذا المخرج، في المستقبل المنظور. وهذا هو أحد أخطر معالم الحرب التي ترفض فيها إسرائيل بشكل واضح تدخل أي وسيط عربي او دولي، وتؤكد كل يوم تقريبا ان الوقت لم يحن بعد للدبلوماسية، ولا للسياسة.. تماما كما هو الحال في الحرب على قطاع غزة، التي تدخل هذا الأسبوع سنتها الثانية، من دون ان يلوح في الأفق، أدنى أمل بالتفاوض، او التبادل، او حتى التوقف عن طرح الشروط الإسرائيلية المستحيلة، وآخرها خروج قيادة حركة حماس ومقاتليها من القطاع من دون مقابل.
تعتمد إسرائيل أسلوباً واحداً في إدارة الحرب على غزة وعلى لبنان: تضغط بدماء المدنيين على قيادتي حماس وحزب الله، من دون جدوى حتى الآن. لكن ذلك لا يعني بالضرورة انها ستعتمد السياسة نفسها لانهاء الحرب على الجبهتين، وبالشروط إياها، أي تفكيك التنظيمين وتجريدهما من السلاح، وكفا شرّ القتال، وشرّ اليوم التالي..حيث تبدو "الفرص"اللبنانية المتاحة لإسرائيل أكبر بكثير من المتاحة على الجانب الفلسطيني، المحكوم، ولو نظرياً ، بعقدة حل الدولتين، والقيادتين الفلسطينيتين المتهالكتين، بخلاف الأفق اللبناني المفتوح امام إسرائيل على تجارب عسكرية لا حصر لها، وعلى إستكشافات سياسية قد تصل الى حد السلام والتطبيع، والانضمام الى "معاهدات ابراهام"، مروراً بالتلويح بخطر استعادة الحرب الاهلية.
لعلها مجرد أوهام إسرائيلية، أبعد مدى من وهم الاحتلال الدائم لمنطقة جنوب نهر الاولي وإقامة قواعد ومستوطنات دائمة فيها..لكن التعاطي معها باعتبارها تهديدات او مخاطر جدية، بعيدة المدى، يمنع تعميم هزيمة حزب الله، والشيعة، في أرجاء الوطن المثخن بالجراح، الذي لن يكون له مستقبل، إذا لم يكف عن انتظاراته العقيمة لتدخل خارجي لن يأتي، وإذا أتى فانه سيكون هذه المرة مكلفاً فقط بصياغة وثيقة الاستسلام النهائي أمام العدو الاسرائيلي.
 -------
المدن

ساطع نورالدين
الاحد 6 أكتوبر 2024