يمنيون غاضبون يهدمون منزل عائلة بتهمة تمزيق المصحف وإدارة شبكة دعارة

أهالي الحي الذين جلبوا الجرافات كانوا قد أضرموا النيران في المنزل وسيارتين تتبع أسرة عبد الملك ، فيما واصلت الجرافات مهمتها في هدم المنزل المكون من ثلاثة طوابق دون أن يمنعهم أحد ، حتى قوات الشرطة التي هرعت إلى مكان الحادثـة لم تتدخل وظلت تراقب المشهد، على أنها اكتفت بحماية عبد الملك ووالدته من اعتداء المواطنين الغاضبيـن وتعرضهم لأي أذى، قبل أن تنقلهم إلى سجن البحث الجنائي.
مصادر قضائية أكدت لـ "الهدهد الدولية" إن المرأة وتدعى "مكية " تعرضت للجلد في السجن قبل أن يتم تحويلها يوم الخميس إلى المحكمة الجزائية المتخصصة (محكمة أمن الدولة) للمحاكمة بتهمة إشاعة الفاحشـة وإدارة شبكة دعارة واسعة .
وطبقاً لمصادر محلية فإن أهالي الحي ظلوا طيلة سنوات يشكون من قيام تلك الأسرة بأعمال مشبوهة، وتورطها في تكوين شبكة دعارة والترويج للإباحية، مشيرين إلى أنهم تقدموا ببلاغات وشكاوى في أوقات سابقة إلى الأمن، وحدث أن سجنت المرأة أكثر من مرة لكن سرعان ما كان يتم الإفراج عنها في ظروف غامضة، غير أن أهالي المنطقة أشاروا إلى أن لها علاقات مع ضباطاً في الشرطة وصلات مع مسئولين محليين ، ومن المرجح أن يكونوا سبباً في حمايتها والإفراج عنها أكثر من مرة .
وأضافت تلك المصادر " إن اليوم السابق لقيامهم بهدم المنزل تحدى الابن المصلين في جامع العنقاء الذي يقع بالقرب من منزله عندما مزق المصحف وداسه تحت إقدامه في مشهد استفز الحاضرين "
وفيما تحدثت بعض المصادر أن رجال دين أسهموا في إباحة هدم منزله وحرضوا المواطنين على القيام بالمهمة، إلا أن أهالي الحي أكدوا قيامهم بهذا العمل بمفردهم بعد أن ضاق بهم الحال من سوء أعمال الأسرة، وعدم وجود جدوى في إبلاغ الجهات المختصة عنه ، ولم يكن أمامهم من خيار سوى ذلك الفعل "
وطبقاً لشهود عيان فإنه تم العثور أثناء هدم المنزل على أفلام جنسية وصور لفتيات وهن في أوضاع إباحية ، بالإضافة إلى مخدرات وأسلحة آلية وقنابل يدوية .
وفيما لم يستنكر أحد من الوافدين إلى مكان المنزل الحادثـة ، إذ تجمهر مئات المواطنين طيلة يوم الأربعاء لمشاهدة عملية الهدم بأعصاب باردة وإشراف أهالي الحي. قال عدد منهم لـ " الهدهد الدولية " إن أهل الخير تكفلوا بدفع أجرة الجرافات التي هدمت المنزل "
من جهته قال المحامي عبدالرحمن برمان من منظمة "هود" للدفاع عن الحقوق والحريات في تصريح لـ " الهدهد الدولية " إن ما قام به المواطنين جريمة قانونية " مؤكداً أنه " ليس من حقهم القيام بتطبيق القانون مهما كان الأمر وأن عليهم اللجوء إلى الجهات المختصة وهي المخولة بالتحقيق في الواقعة والمحاكمة "

وأضاف برمان " إن الحادثـة إضافة إلى كونها مسألة خطيرة تعمل على إثارة الفوضى في المجتمع ، فإن الجهات المعنية تتحمل كل المسئولية لسكوتها وصمتها تجاه ارتكاب هذه الجريمة من قبل مواطنين ليس لهم صفة تطبيق القوانين ".
-------------------------------------------------
الصور : مواطنون يتفرجون على إحدى الجرافات التي تهدم المنزل.
- ركام المنزل وتحته إحدى السيارات المحروقة.