يعتبر محمد مسعاد المصور التلفزيوني الذي قضى أكثر من 20 عاما في المهجر متنقلا بين المدن الألمانية، الأقاصيص التي تضمنها الكتاب منطلقا لنقل رؤيته وتجربته إلى القارئ من خلال التنقل بين البلد الأصل وبلد الاستقبال.
ويضيف محمد على ذلك في حديثه مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) "المحكيات قد تبدو متفرقة لا رابط بينها، غير أن لها من التوابل الحكائية والشخوصية والأحداث والفضاءات ما يجعلها جسر عبور بين العوالم والأجناس الأدبية".
ويقول محمد "الكاتب دعوة للتفكير في أدب الهجرة والتنقل السلس بين المكان والزمان. إنها محكيات لأسرار وإفشاء عن تلك الروح التجانسية السردية، التي تقدم الوقائع من زوايا مختلفة في علاقتها المتماثلة بتجربة كل المهاجرين الواعين بالترحال".
غير أن الكتاب ينطوي أيضا على معالجة قضايا التباين الثقافي والاجتماعي بين الشمال والجنوب على الرغم من الادعاء القائل بعوملة الثقافة والقيم.
في الرواية تخوض "صليحة" الشخصية الرئيسية مسارا متعرجا في حياتها بين المدن المغربية، حاملة لشهادة جامعية بعد أن تلقت وعدا بوظيفة، غير أن البحث أعياها دون ان تنال مرادها.
وبينما ينتهي مشوار البحث المرهق لصليحة بالزواج من "عربي" المهاجر في ألمانيا ليمثل بذلك طوق نجاة ظاهريا لها، فإن تحديات أخرى تطرأ امامها في المهجر مع زوجها الذي لا تعرف عنه شيء.
يطرح الكتاب في بعض جوانبه جدلية الهوية والمكان، بجانب الشعور المشتت للاجئ العربي في محيط تسيطر عليه مشاعر الخوف من الإسلام والتوجس من العرب.
ويمثل "العربي" أحد أوجه هذا التشتت تحت وطأة الرغبة الجنسية المنفلتة من عقالها في أوروبا، وهو أمر أوجد أزمة مع زوجته صليحة لينتهي بها المطاف في دار النساء الهاربات من أزواجهن.
وعبر المحكيات في الرواية يلجأ الراوي الى استحضار الماضي بين أحياء الدار البيضاء ولكن يراوح في ذلك بصور من الحاضر بين تنقلاته في المدن الألمانية.
وفي ذلك يقول محمد "حين يكون البطل في ألمانيا يحن إلى الدار البيضاء، وعندما يكون في البيضاء يشتاق إلى فضاءات ألمانيا. إذا كان الزمن بالمعنى الأرسطي خط مستقيم، فإنه في المحكيات شماعة يعلق عليها البطل ذكرياته وأماله وآلامه".
ولكن الرواية لا تغفل في مواقف محددة أيضا عن التلميح الى واقع اللاجئ في ألمانيا اليوم.
وفي هذه النقطة لا يخفي محمد مسعاد في شرحه، الصراع المستمر بداخل اللاجئ مضيفا بالقول "إن اللاجئ في حالة فرار دائم، يعيش حالة طوارئ، تجعله مجردا من جميع الحقوق، وشخص غير مرغوب فيه من طرف الجميع".
ويتابع مسعاد "إن اللاجئ من جهة والفرداني المتعصب من جهة أخرى، هما على طرفي نقيض في الصراع من أجل الوطن والهوية".
وفي اثارته لمفهوم الهوية يذهب الكاتب الى حد التساؤل في الرواية عن مشاركة الجندي المغربي في حرب لا تخصه أيام الاستعمار الفرنسي، عندما تم الزج به في حرب فيتنام عام 1954 بعيدا عن وطنه المغرب.
يعتبر مسعاد بأن سؤال الهوية والتشرذم يظل أساسيا في أدب الهجرة، غير أن المعالجة حسب تقديره في زمن العولمة، تختلف عن المعالجة ذاتها في زمن كانت فيه المنافي هي مصير مشترك.
وعلى العكس من ذلك فإنه ينظر الى الرواية بحسب مسعاد كإعادة تعريف مهاجر اليوم باعتباره مواطنا عالميا، ومعنى ذلك الكف من قبل الكاتب عن التساؤل ما إذا كان ألمانيا أو مغربيا، ويعلق على ذلك "هاجرت مرة، سأظل مهاجرا للأبد... منافع السفر أفضل بكثير من مساوئها... أعتبر أن أبغض الإغتراب عند المرء هو اغترابه عن ذاته الذي يكون نتيجة لارتباطه بمحيطه الضيق".
على خلاف الشائع صيغت رواية "محكيات نظرات الخائن" بأسلوب يمزج بين الكتابة السردية الأدبية والكتاب الصحفية التقريرية، وهو أسلوب خضع الى مهنة مسعاد الأساسية باعتباره صحفيا تلفزيونيا بالأساس.
ويقول الكاتب "أعتقد أن المسافة بين الأسلوبين في الكتابة رهيفة للغاية، فجابرييل جارسيا ماركيز أحد رواد السرد والصحافة، يشدد على أن التقرير الإخباري قصة واقعية، بل إنه يعتبر التقرير الإخباري بحد ذاته جنسا أدبيا".
ويضيف مسعاد "قد تكون الصحافة هي الخبر التقريري، غير أن الرواية مثل الاحلام، مليئة بالأشياء التي نشعر أننا نعرفها من قبل".
ويضيف محمد على ذلك في حديثه مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) "المحكيات قد تبدو متفرقة لا رابط بينها، غير أن لها من التوابل الحكائية والشخوصية والأحداث والفضاءات ما يجعلها جسر عبور بين العوالم والأجناس الأدبية".
ويقول محمد "الكاتب دعوة للتفكير في أدب الهجرة والتنقل السلس بين المكان والزمان. إنها محكيات لأسرار وإفشاء عن تلك الروح التجانسية السردية، التي تقدم الوقائع من زوايا مختلفة في علاقتها المتماثلة بتجربة كل المهاجرين الواعين بالترحال".
غير أن الكتاب ينطوي أيضا على معالجة قضايا التباين الثقافي والاجتماعي بين الشمال والجنوب على الرغم من الادعاء القائل بعوملة الثقافة والقيم.
في الرواية تخوض "صليحة" الشخصية الرئيسية مسارا متعرجا في حياتها بين المدن المغربية، حاملة لشهادة جامعية بعد أن تلقت وعدا بوظيفة، غير أن البحث أعياها دون ان تنال مرادها.
وبينما ينتهي مشوار البحث المرهق لصليحة بالزواج من "عربي" المهاجر في ألمانيا ليمثل بذلك طوق نجاة ظاهريا لها، فإن تحديات أخرى تطرأ امامها في المهجر مع زوجها الذي لا تعرف عنه شيء.
يطرح الكتاب في بعض جوانبه جدلية الهوية والمكان، بجانب الشعور المشتت للاجئ العربي في محيط تسيطر عليه مشاعر الخوف من الإسلام والتوجس من العرب.
ويمثل "العربي" أحد أوجه هذا التشتت تحت وطأة الرغبة الجنسية المنفلتة من عقالها في أوروبا، وهو أمر أوجد أزمة مع زوجته صليحة لينتهي بها المطاف في دار النساء الهاربات من أزواجهن.
وعبر المحكيات في الرواية يلجأ الراوي الى استحضار الماضي بين أحياء الدار البيضاء ولكن يراوح في ذلك بصور من الحاضر بين تنقلاته في المدن الألمانية.
وفي ذلك يقول محمد "حين يكون البطل في ألمانيا يحن إلى الدار البيضاء، وعندما يكون في البيضاء يشتاق إلى فضاءات ألمانيا. إذا كان الزمن بالمعنى الأرسطي خط مستقيم، فإنه في المحكيات شماعة يعلق عليها البطل ذكرياته وأماله وآلامه".
ولكن الرواية لا تغفل في مواقف محددة أيضا عن التلميح الى واقع اللاجئ في ألمانيا اليوم.
وفي هذه النقطة لا يخفي محمد مسعاد في شرحه، الصراع المستمر بداخل اللاجئ مضيفا بالقول "إن اللاجئ في حالة فرار دائم، يعيش حالة طوارئ، تجعله مجردا من جميع الحقوق، وشخص غير مرغوب فيه من طرف الجميع".
ويتابع مسعاد "إن اللاجئ من جهة والفرداني المتعصب من جهة أخرى، هما على طرفي نقيض في الصراع من أجل الوطن والهوية".
وفي اثارته لمفهوم الهوية يذهب الكاتب الى حد التساؤل في الرواية عن مشاركة الجندي المغربي في حرب لا تخصه أيام الاستعمار الفرنسي، عندما تم الزج به في حرب فيتنام عام 1954 بعيدا عن وطنه المغرب.
يعتبر مسعاد بأن سؤال الهوية والتشرذم يظل أساسيا في أدب الهجرة، غير أن المعالجة حسب تقديره في زمن العولمة، تختلف عن المعالجة ذاتها في زمن كانت فيه المنافي هي مصير مشترك.
وعلى العكس من ذلك فإنه ينظر الى الرواية بحسب مسعاد كإعادة تعريف مهاجر اليوم باعتباره مواطنا عالميا، ومعنى ذلك الكف من قبل الكاتب عن التساؤل ما إذا كان ألمانيا أو مغربيا، ويعلق على ذلك "هاجرت مرة، سأظل مهاجرا للأبد... منافع السفر أفضل بكثير من مساوئها... أعتبر أن أبغض الإغتراب عند المرء هو اغترابه عن ذاته الذي يكون نتيجة لارتباطه بمحيطه الضيق".
على خلاف الشائع صيغت رواية "محكيات نظرات الخائن" بأسلوب يمزج بين الكتابة السردية الأدبية والكتاب الصحفية التقريرية، وهو أسلوب خضع الى مهنة مسعاد الأساسية باعتباره صحفيا تلفزيونيا بالأساس.
ويقول الكاتب "أعتقد أن المسافة بين الأسلوبين في الكتابة رهيفة للغاية، فجابرييل جارسيا ماركيز أحد رواد السرد والصحافة، يشدد على أن التقرير الإخباري قصة واقعية، بل إنه يعتبر التقرير الإخباري بحد ذاته جنسا أدبيا".
ويضيف مسعاد "قد تكون الصحافة هي الخبر التقريري، غير أن الرواية مثل الاحلام، مليئة بالأشياء التي نشعر أننا نعرفها من قبل".