بلغ عدد مستخدمي التطبيق نحو 15 مليون شخص في ألمانيا وحدها.
كثيرون يستخدمون هذا التطبيق يوميا لعرض صور خاصة بهم، أو مشاهدة صور للآخرين.
هناك الآن كتاب يحذر مستخدمي إنستجرام، تقول مؤلفته، نينا شينك/27 عاما/ إن هذه الشبكة الاجتماعية تنطوي على خطر كبير للإدمان.
يحمل الكتاب عنوان "إلغاء المتابعة.. كيف يدمر إنستجرام حياتنا"، ويصدر في ألمانيا غدا الجمعة.
توصلت الصحفية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية ، شينك، التي تعاملت كثيرا مع إنستجرام ومع ظاهرة التسويق المؤثر، إلى أحكام مذهلة، وتقول: "أحب أن أشبه نشاطي على إنستجرام بحبي للسجائر. العادة الأولى تضر روحي، والأخرى تضر جسمي".
تابعت الكاتبة الشابة الألمانية، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) في ميونخ: "أسس موقع فيسبوك للبقاء على تواصل مع الأصدقاء، وأسس موقع "لينكد إن" ليساعد مستخدميه على تحقيق تقدم وظيفي، ولكن ليس هناك على موقع إنستجرام شيء آخر غير كسب اهتمام الآخرين، لذلك فإننا نتحول جميعا إلى سُذج ومغرر بهم. ولا يسوده سوى التباهي الاجتماعي".
تقول الطبيبة النفسية الألمانية، فريدريكه جيرستنبرج، من الرابطة الاتحادية لأطباء النفس: "كلما أصبحت هذه المنصة تجارية، كلما تم الالتزام بمراوغة النشر، التي تتلاءم مع الخوارزميات، وهو ما يمكن أن يؤدي بدوره لمزيد من الضغط، سواء لدى الشخص الناشر أو الشخص المتابع".
وفقا للرابطة الألمانية للتسويق المؤثر، و التي تأسست عام 2017، فإن هذا القطاع أوشك العام الماضي على كسر حاجز المليار مستخدم.
وتتوقع الرابطة أن يحقق القطاع في ألمانيا والنمسا وسويسرا، مبيعات تصل إلى 990 مليون يورو عام 2020.
وفقا للتقديرات فإن ما يصل إلى 165 ألف شخص يتكسبون من خلال موقع إنستجرام والمدونات و مقاطع الفيديو.
وبذلك يصبح الجانب التجاري إحدى القضايا التي يتناولها كتاب شينك.
توسعت شينك في الحديث عن فكرة الاستثمار في التسويق المؤثر على الإنترنت، و وصفت مدى جمال فكرة التعرف في الواقع على نساء يعرضن حياتهن كاملة عبر إنستجرام.
غير أن المؤلفة حرصت أيضا على نشر قصتها الخاصة في كتابها، وذلك لأنها وبعد محاولة ذاتية لها بعنوان "كيف أصبح مؤثرة"، وكان كل شيء في حياتها يتركز على إنستجرام، على مدى سنوات،ولكن يوما ما، خرج كل شيء عن السيطرة".
ولكن، شينك التي تعتبر نفسها مدافعة عن حقوق النساء، تقول إنها شعرت ذات يوم أنها وصلت للحضيض، وذلك عندما كانت تتمطى على فرش مخصص للشاطئ، مرتدية البكيني، وكانت تقضي ما يصل إلى ساعتين يوميا، على إنستجرام، "14 ساعة أسبوعيا، 672 ساعة سنويا، 28 يوما، شهر، إجمالي عام كامل من حياتي".
ليست شينك هي الوحيدة التي ترى أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تصيب بالإدمان، حيث أنه و وفقا لدراسة لشركة التأمين الصحي الألمانية DAK، والمركز الألماني لقضايا الإدمان، بمستشفى هامبورج الجامعي، تعود لعام 2018، فإن 6ر2% من الأطفال والناشئة في ألمانيا ينطبق عليهم وصف إدمان هذه الوسائل.
وحسب الدراسة فإن الفتيات والفتية في سن 12 إلى 17 عاما في ألمانيا، يقضون في المتوسط نحو ساعتين ونصف يوميا، على شبكات التواصل الاجتماعي.
وجاء في بيان لمفوضة الحكومة الألمانية لمكافحة الإدمان أن "الاستخدام المكثف لهذه الشبكات يتسبب في مشاكل صحية"، و "بل إن هناك علاقة بين إدمان شبكات التواصل الاجتماعي والإصابة بحالات الاكتئاب".
تقول جيرستنبرج: "لا أريد أن أشيطن إنستجرام"، ومع ذلك فهي ترى أن هناك خطر إصابة بإدمان هذه المنصات، وتقول: "يمثل إدمان وسائل الإعلام مشكلة، خاصة بالنسبة للأشخاص قليلي الثقة بأنفسهم، وذلك لأنهم يجدون في الغالب صعوبة في الابتعاد عن "عالم إنستا" الذي يقدم نفسه على أنه العالم الكامل، ويعانون من ضغوط متعلقة بالنشر".
وأوضحت جيرستنبرج أن الكثير من خبراء تقنية المعلومات وأخصائيي علم النفس، في وادي السيلكون في كاليفورنيا ، يعملون بشكل منتظم من خلال ابتكار ألوان ذات مغزى وقلوب ورموز وغير ذلك من الحيل النفسية لكي نظل تحت التأثير"، وأضافت: "أستطيع كخبيرة نفسية، أن أصف الكثير من الطرق والوسائل المستخدمة في سبيل ذلك، بأنها غير أخلاقية، ولا تستهدف مصلحة البشر".