وعلى خلفية الحرب الباردة، غطى الخطاب عدة مواضيع، بما في ذلك الأمن القومي. ولكن الإعلان الأكثر أهمية كان محجوزاً حتى النهاية، عندما نظر كينيدي إلى أعضاء الكونغرس وأعلن عن نية أمريكا للذهاب إلى القمر.
وقال كينيدي: "أعتقد أن هذه الأمة يجب أن تلزم نفسها بتحقيق الهدف قبل نهاية هذا العقد، من خلال إنزال أول رجل على سطح القمر وإعادته سالماً إلى الأرض".
ووفقاً لبعض التقارير، كاد الخطاب الذي دفع الولايات المتحدة نحو الذهاب إلى القمر أن يُقدم على أنه تصريح مكتوب.
ومع ذلك، تظهر الوثائق الداخلية التي قدمتها مكتبة جون كينيدي الرئاسية إلى CNN أن طاقم الرئيس كان يستعد لخطاب شخصي قبل ما يقرب من 10 أيام، وهو حدث بدأوا في الإشارة إليه على أنه "حالة الاتحاد الثانية".
وبحسب مقالة نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية من يوم الخطاب، قال نائب الرئيس آنذاك ليندون جونسون، للصحفيين إنه حث كينيدي على إيصال رسالته شخصياً.
ويقول روجر لاونيوس، كبير مؤرخي ناسا السابق ومؤلف كتاب "إرث أبولو": "كانت الحقيقة أن برنامج القمر كان محاولة لتغيير الموضوع".
وقبل شهر واحد، في مذكرة من كينيدي إلى جونسون في 20 أبريل/ نيسان، سأل الرئيس نائبه عما إذا كانت لديهم "فرصة لهزيمة السوفييت" من خلال وضع مختبر في الفضاء، أو الدوران حول القمر أو حتى الهبوط على سطحه.
كتب كينيدي: "هل هناك أي برنامج فضاء آخر يعد بنتائج دراماتيكية يمكننا الفوز بها؟"
ويقول فريدريك لوجيفال، أستاذ التاريخ في جامعة هارفارد: "كان بحاجة إلى القيام بشيء مثير".
وقرر كينيدي وفريقه أن الدراما ستأتي من الهبوط على سطح القمر.
ويضيف لوجيفال: "كان هذا اقتراحاً ثقيلًا، وقد أمضوا الكثير من الوقت في كتابة الخطاب، وكان تيد سورنسن هو الشخص الذي أجرى معظم الصياغة"، مشيراً إلى أن تيد سورنسن كان أحد أقرب مستشاري جون كينيدي ومن بين كاتبي الخطابات، مما جعل الثنائي يشكل "أحد أكبر الشراكات السياسية في القرن العشرين".
ويوضح لوجيفال: "كان الاثنان على توافق للغاية ...لقد أولوا الكثير من الاهتمام لخطابات الآخرين وأولوا الكثير من الاهتمام لكيفية تعامل الشخصيات التاريخية مع الجمهور"، مضيفاً: "أعتقد أن خطابات كينيدي استفادت بوضوح من ذلك".
ولم يكن سورنسن وحده، إذ ساهم كينيدي نفسه في كتابة الخطابات أكثر مما يتذكره الناس غالباً، ويضيف لوجيفال: "يمكنك أن ترى خط يده في الهوامش"، موضحاً أنه "أصبح ماهراً في الارتجال، ويمكنه أن يحيد عن النص ويعطي مقاطع كاملة في فقرات كاملة".
مع ذلك، لم يتم تصنيف خطاب 25 مايو/ أيار عموماً على أنه من بين أفضل خطابات جون كنيدي، إذ يمكن العثور على أكثر سطوره التي لا تنسى في خطاب تنصيبه ("لا تسأل عما يمكن أن يفعله لك بلدك ... اسأل عما يمكنك فعله لبلدك")، أو حتى خطابه الثاني المتعلق بالقمر، والذي ألقاه بعد عام في جامعة "رايس" في هيوستن، تكساس، وقال للشعب الأمريكي: "اخترنا الذهاب إلى القمر في هذا العقد والقيام بالأشياء الأخرى، وليس لأنها سهلة، بل لأنها صعبة".
وقال لوجيفال: "خطاب رايس يعد أغنى وأكثر إلهاماً، إنه خطاب أكثر بلاغة"، مضيفاً أنه "يسمو بطريقة أعتقد أنها تجعل خطاب 25 مايو 1961 ... لا يصلح حقاً".
وأشار لوجيفال إلى أن الأمر الأكثر أهمية في خطاب مايو /أيار "قد يكون تلك الكلمات الأربع، عندما يقول (كينيدي) "قبل نهاية هذا العقد".
ورغم أنه قد يفتقر إلى بلاغة خطاب "رايس" الأخير، إلا أنه "خدم أهدافه في الكونغرس، في الوقت الذي واجه فيه (كينيدي) هذه النكسات، وكان بحاجة إلى محاولة استعادة الزخم".
قد كانت مقامرة كبيرة أدت إلى تسريع الجدول الزمني الفضائي لأمريكا. وفي نهاية المطاف، في عام 1961، كانت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" موجودة منذ 3 أعوام فقط.
ويقول لاونيوس: "لقد كان لديهم غموض بعض الشيء بشأن الموعد النهائي، فماذا يعني نهاية العقد؟ هل هو عام 1969 أم 1970؟ يمكنك تقديم حجة لكليهما ... وهكذا شعروا، بصراحة تامة، أنه يمكن أن يكون لديهم مساحة صغيرة للمناورة لمدة عام آخر إذا لزم الأمر".
كما شكل الخطاب سابقة لـ"ناسا"، وهي وكالة تعتمد على التمويل الحكومي.
ويشرح لاونيوس: "بالنسبة لمجتمع الفضاء، أصبح أمراً مهماً حقاً. كان هناك ولا يزال (هذا الشعور) موجوداً داخل مجتمع الفضاء ... أنه إذا تمكنا من إقناع الرئيس بإعلان هدف كبير، فستحدث كل الأشياء الجيدة".
وبينما أن لغة خطاب "رايس" عام 1962 قد علقت بالأذهان بشكل كبير، إلا أن أول خطاب عن الذهاب إلى القمر في عام 1961 شكل مساراً لهبوط مهمة أبولو 11 الناجح بعد ثماني سنوات فقط، في الواقع قبل انتهاء العقد.
ومع مرور الوقت، أعطى التاريخ أهمية كبيرة لذلك الخطاب الذي استغرق 46 دقيقة تقريباً، حين بدأ كل شيء.
ويضيف لوجيفال أن هذا المشروع (أبولو) الذي أعلن عنه الرئيس كينيدي في 25 مايو 1961، يلوح في الأفق حقاً ليس فقط في تاريخ الأمة، بل في تاريخ العالم للقرن العشرين.
وقال كينيدي: "أعتقد أن هذه الأمة يجب أن تلزم نفسها بتحقيق الهدف قبل نهاية هذا العقد، من خلال إنزال أول رجل على سطح القمر وإعادته سالماً إلى الأرض".
ووفقاً لبعض التقارير، كاد الخطاب الذي دفع الولايات المتحدة نحو الذهاب إلى القمر أن يُقدم على أنه تصريح مكتوب.
ومع ذلك، تظهر الوثائق الداخلية التي قدمتها مكتبة جون كينيدي الرئاسية إلى CNN أن طاقم الرئيس كان يستعد لخطاب شخصي قبل ما يقرب من 10 أيام، وهو حدث بدأوا في الإشارة إليه على أنه "حالة الاتحاد الثانية".
وبحسب مقالة نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية من يوم الخطاب، قال نائب الرئيس آنذاك ليندون جونسون، للصحفيين إنه حث كينيدي على إيصال رسالته شخصياً.
ويقول روجر لاونيوس، كبير مؤرخي ناسا السابق ومؤلف كتاب "إرث أبولو": "كانت الحقيقة أن برنامج القمر كان محاولة لتغيير الموضوع".
وقبل شهر واحد، في مذكرة من كينيدي إلى جونسون في 20 أبريل/ نيسان، سأل الرئيس نائبه عما إذا كانت لديهم "فرصة لهزيمة السوفييت" من خلال وضع مختبر في الفضاء، أو الدوران حول القمر أو حتى الهبوط على سطحه.
كتب كينيدي: "هل هناك أي برنامج فضاء آخر يعد بنتائج دراماتيكية يمكننا الفوز بها؟"
ويقول فريدريك لوجيفال، أستاذ التاريخ في جامعة هارفارد: "كان بحاجة إلى القيام بشيء مثير".
وقرر كينيدي وفريقه أن الدراما ستأتي من الهبوط على سطح القمر.
ويضيف لوجيفال: "كان هذا اقتراحاً ثقيلًا، وقد أمضوا الكثير من الوقت في كتابة الخطاب، وكان تيد سورنسن هو الشخص الذي أجرى معظم الصياغة"، مشيراً إلى أن تيد سورنسن كان أحد أقرب مستشاري جون كينيدي ومن بين كاتبي الخطابات، مما جعل الثنائي يشكل "أحد أكبر الشراكات السياسية في القرن العشرين".
ويوضح لوجيفال: "كان الاثنان على توافق للغاية ...لقد أولوا الكثير من الاهتمام لخطابات الآخرين وأولوا الكثير من الاهتمام لكيفية تعامل الشخصيات التاريخية مع الجمهور"، مضيفاً: "أعتقد أن خطابات كينيدي استفادت بوضوح من ذلك".
ولم يكن سورنسن وحده، إذ ساهم كينيدي نفسه في كتابة الخطابات أكثر مما يتذكره الناس غالباً، ويضيف لوجيفال: "يمكنك أن ترى خط يده في الهوامش"، موضحاً أنه "أصبح ماهراً في الارتجال، ويمكنه أن يحيد عن النص ويعطي مقاطع كاملة في فقرات كاملة".
مع ذلك، لم يتم تصنيف خطاب 25 مايو/ أيار عموماً على أنه من بين أفضل خطابات جون كنيدي، إذ يمكن العثور على أكثر سطوره التي لا تنسى في خطاب تنصيبه ("لا تسأل عما يمكن أن يفعله لك بلدك ... اسأل عما يمكنك فعله لبلدك")، أو حتى خطابه الثاني المتعلق بالقمر، والذي ألقاه بعد عام في جامعة "رايس" في هيوستن، تكساس، وقال للشعب الأمريكي: "اخترنا الذهاب إلى القمر في هذا العقد والقيام بالأشياء الأخرى، وليس لأنها سهلة، بل لأنها صعبة".
وقال لوجيفال: "خطاب رايس يعد أغنى وأكثر إلهاماً، إنه خطاب أكثر بلاغة"، مضيفاً أنه "يسمو بطريقة أعتقد أنها تجعل خطاب 25 مايو 1961 ... لا يصلح حقاً".
وأشار لوجيفال إلى أن الأمر الأكثر أهمية في خطاب مايو /أيار "قد يكون تلك الكلمات الأربع، عندما يقول (كينيدي) "قبل نهاية هذا العقد".
ورغم أنه قد يفتقر إلى بلاغة خطاب "رايس" الأخير، إلا أنه "خدم أهدافه في الكونغرس، في الوقت الذي واجه فيه (كينيدي) هذه النكسات، وكان بحاجة إلى محاولة استعادة الزخم".
قد كانت مقامرة كبيرة أدت إلى تسريع الجدول الزمني الفضائي لأمريكا. وفي نهاية المطاف، في عام 1961، كانت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" موجودة منذ 3 أعوام فقط.
ويقول لاونيوس: "لقد كان لديهم غموض بعض الشيء بشأن الموعد النهائي، فماذا يعني نهاية العقد؟ هل هو عام 1969 أم 1970؟ يمكنك تقديم حجة لكليهما ... وهكذا شعروا، بصراحة تامة، أنه يمكن أن يكون لديهم مساحة صغيرة للمناورة لمدة عام آخر إذا لزم الأمر".
كما شكل الخطاب سابقة لـ"ناسا"، وهي وكالة تعتمد على التمويل الحكومي.
ويشرح لاونيوس: "بالنسبة لمجتمع الفضاء، أصبح أمراً مهماً حقاً. كان هناك ولا يزال (هذا الشعور) موجوداً داخل مجتمع الفضاء ... أنه إذا تمكنا من إقناع الرئيس بإعلان هدف كبير، فستحدث كل الأشياء الجيدة".
وبينما أن لغة خطاب "رايس" عام 1962 قد علقت بالأذهان بشكل كبير، إلا أن أول خطاب عن الذهاب إلى القمر في عام 1961 شكل مساراً لهبوط مهمة أبولو 11 الناجح بعد ثماني سنوات فقط، في الواقع قبل انتهاء العقد.
ومع مرور الوقت، أعطى التاريخ أهمية كبيرة لذلك الخطاب الذي استغرق 46 دقيقة تقريباً، حين بدأ كل شيء.
ويضيف لوجيفال أن هذا المشروع (أبولو) الذي أعلن عنه الرئيس كينيدي في 25 مايو 1961، يلوح في الأفق حقاً ليس فقط في تاريخ الأمة، بل في تاريخ العالم للقرن العشرين.