- تعتقد طهران الدور الصيني المتعمق في الشرق الأوسط، يضعف نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة ويقوض نظام العقوبات الذي تقوده واشنطن والذي أصاب الاقتصاد الإيراني بالشلل.
- لتحقيق هذه الغاية، فإن العلاقات الأفضل مع دول مجلس التعاون الخليجي ستقلل من التهديد الذي تشكله اتفاقات أبراهام التي توسطت فيها إدارة ترامب، والتي بدأت تنسيقاً استخباراتياً وعسكرياً أوثق بين إسرائيل والمملكة والسعودية والإمارات العربية المتحدة (وامتد لاحقاً إلى المغرب والسودان) ، وبالتالي تمديد حرب الظل بين إيران وإسرائيل إلى الخليج.
- قد تكون طهران على استعداد لقبول العلاقات الثنائية بين دول مجلس التعاون الخليجي وإسرائيل، إلا أنها لا يمكن أن تتسامح مع تحالف عسكري عربي إسرائيلي تدعمه الولايات المتحدة ضدها.
- لن ينهي الحد من التوترات مع طهران المخاوف والتهديدات الأمنية السعودية، لكنه يمنح الرياض مزيدًا من الوقت لتعزيز أمنها وتنويع خياراتها الاستراتيجية. فقد دفعت هذه التهديدات الرغبة في إقامة علاقات مع إسرائيل على مدى العقد الماضي، وهذه الرغبة تذهب في اتجاه اخر وهو تنمية العلاقة مع الصين.
- استراتيجية السعودية لضمان أمنها. يتجسد اليوم من خلال تجميع شبكة واسعة من الشركاء، بما في ذلك الصين وإسرائيل والولايات المتحدة، ومن خلال تحسين العلاقات مع الخصوم مثل إيران وسوريا وتركيا، يأمل النظام السعودي في تعزيز استقراره على المدى الطويل.
- كانت واشنطن بطيئة في إدراك أن السعودية لم تعد ترى نفسها تابعة للولايات المتحدة وإنما كقوة إقليمية قادرة على لعب دور مستقل في السياسة العالمية. تعتقد الرياض أن النموذج القديم لـ “الأمن والحماية الامريكية مقابل أسعار النفط المنخفضة " قد ولى الى غير رجعة، بحسب مسؤول سعودي.
- رؤية السعودية الاستراتيجية لذاتها ودورها، ليست مجرد رد فعل على تقليص مشاركة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولكنها بيان لطموحات المملكة. تريد الرياض علاقات وثيقة ومستقلة مع الولايات المتحدة، وكذلك مع روسيا والصين. كما ترى نفسها، تلعب دورًا حاسمًا في المنطقة، وتحقق التوازن بين مصر وإيران وإسرائيل وتركيا لحماية أمنها وممارسة نفوذها الإقليمي.
- لتحتل هذه المكانة المنشودة، يجب على المملكة السعودية رعاية العلاقات مع جميع جيرانها. فقد اعادت في عام 2022، العلاقات مع تركيا؛ وهي الآن تفعل الشيء نفسه مع إيران. التالي سيكون دور إسرائيل. ستمنح العلاقات مع إيران السعودية غطاءً سياسيًا هم في أمس الحاجة إليه مع حلفائهم، مما يعني أنه يمكن تقديم صفقة مع إسرائيل على أنها اتفاقية ثنائية، بدلاً من كونها محورًا عسكريًا ضد دولة مسلمة أخرى.
- يشير تقارب المصالح الاستراتيجية الأوسع للصين مع إيران والمملكة العربية السعودية إلى أنه اختراق صيني، يرجح أن يكون بمثابة أساس لواقع جيوسياسي جديد في الشرق الأوسط. هذا التحول يمثل تحديًا تاريخيًا للولايات المتحدة.
- لم يعد بإمكان واشنطن ببساطة أن تطالب حلفائها العرب بالانفصال عن الصين والتوحد خلف قيادتها لمحاربة إيران. هذا النهج عفا عليه الزمن ولا يتماشى مع الاحتياجات الحالية لحلفائها. على حد تعبير أحد المسؤولين السعوديين، "تفشل الولايات المتحدة في فهم أننا لا نستطيع أن نكون حلفاء على حساب مصالحنا". لا يرى السعوديون أن مصالحهم تخدمها الحرب مع إيران أو المواجهة مع الصين.
---------
مقال في مجلة الشؤون الخارجية الاميركية
https://www.foreignaffairs.com