(2) أحد تكتيكات الشبيحة الإعلاميين وللأسف بعض أدعياء الفكر- يتمثل في التشكيك في الثورات والشعوب العربية، فيزعمون أن كل هذه الثورات مؤامرة كونية ضد الثائر الأوحد في العالم، وأن كل الشعوب
مرة أخرى يتطلع ملايين العرب من محيطهم إلى خليجهم نحو قمة عربية جديدة وكلهم أمل في أن تتوفر لدى قادتهم المجتمعين إرادة جادة وصادقة لتنفيذ قرارات القمم السابقة فيما يخص تحقيق الحد الأدني من الوحدة
لو كان ''عدم الانحياز'' ما زال قائماً، لما احتاج الطقس الإنساني إلى الربيع العربي. فقد انقضى زمن الحرب الباردة عندما استقال أحد الجباريْن المتصارعيْن، أي الاتحاد السوفياتي، من وجوده ومشروعه الثوري
كان يلزمه المرور من الشارع والاستجابة لدورية العسكر والأمن. الشاب ابن التاسعة عشرة، كان حائراً، هل يتجاوز الشارع؟ هو يعرف أن القناص يقوم باستهداف . لا بطل هنا سوى الموت. لا قصص
كان مشهد الأطفال في مجزرة داريا السورية رهيباً، شديد الرهبة، مثله مثل سائر المشاهد التي تتوالى منذ اندلعت ثورة الشعب السوريّ. لكنّ المرارة إزاء هذا المشهد الأخير كانت حارقة. لم يكن
أيضاً وأيضاً عن لبنان نكتب. فبعد استيراده الحرب في سورية ولو مرغماً ، وعملاً بمبدأ «وحدة المسار والمصير» بات الحديث عن تطورات ما يجري على الساحات السورية، هو نفسه الحديث عما تشهده الساحات اللبنانية.
مثل هذه المواقف تفرض قراءة مشحونة بالأحكام المسبقة والانفعالات، موضوعها ما نفهمه مما صدر عن الآخرين من وثائق أو مواقف أو آراء، أو ما يعزى لهم في أحيان كثيرة. هنا، لا يقرأ المرء ما تقع عيناه عليه، بل
على مشارف مؤتمر عدم الانحياز بطهران، أكثر المسؤولون الإيرانيون، والأمنيون قبل السياسيين؛ في إرسال الإشارات المتضاربة بشأن الأوضاع في سوريا، والدور الذي يرونه لأنفسهم تجاه حليفهم الصغير الحنون