ـ بواقع الانهيارات العربية، وتخاذل النظام الرسمي، وانبطاحه أمام الأعداء، خاصة الصهاينة.. برزت مثل الصواعق ظاهرة " المقاومة الإسلامية"، وبسرعة خارقة انتزعت إعجاب الأغلبية الساحقة من الشارع العربي، بمثقفيه وعامته.. وصار نصر الله رمزاً، وأهم شخصية عربية ترفع جباه وجوه الهزائم، وتعتلي منصات الفخر بما يقوم به حزب الله من مقاومة، واستبسال، وانتصارات..ودقة في التنظيم، واستهداف قوات العدو الذي تبجح عقوداً كقدر لا يمكن فعل شيء معه.. حتى من تلك الجيوش العربية الجرارة التي استنقعت في مصالحها الخاصة، وصدئت أسلحتها، إلا من بقايا الشعارت الخلبية المزيفة، والملغومة التي يرفعها نظام الطغمة عن الممانعة .
ـ سكتت التحليلات السابقة وخافت الاتهام، فالمقاومة قدسيةن وفي ضمير ووجدان كل عربي، والإشادة بها ضرورة، والتسابق لإعلان ذلك زحام عربي اشتهر بالاندفاع والعطفة، وترجيح المشاعر، وكثير ساقته الأمواج القوية فأصبح جزءاً من خندقة التمجيد، وحتى التبويق.. وتعطلت حبال الانتماء اليساري والتقدمي وهي تتقولب مع ظاهرة اعتبرتها جديدة فانحنت لها، والبعض قبل أن يكون منظراً وجزءاً من ترسانتها الإعلامية والتعبوية، لأن الأمة تعيش هزائم متتالية، مها هي مجموعات بشرية مؤمنة تصنع ما يشبه العجائب، فكيف لا ترتقي إلى مصاف المقدّس، والأسطورة ؟؟..
.
ـ غضّ الناس نظرهم وعقولهم عن بعض المخاوف المشروعة النابعة من طبيعة التركيبة المذهبية . من موقع إيران ودورها في الإنشاء والدعم والاستخدام، لأن فعل المقاومة كان هو الأقوى، والأكثر تأثيراً وشدّاً للمواطن العربي المهزوم واليائس، والبائس من أنظمته المتخاذلة ..
ـ لم يتحدث عن الجنوب الذي كان يوماً خزان العمل الوطني، وكيف جرت فيه تلك التحولات المذهبية الطاغية تحت ظلال تدخل الطغمة الأسدية وألاعيبها الخبيثة في ضرب القوى الفلسطينية، ومحاصرة القوى الوطنية اللبنانية، واغتيال عديد الرموز الوطنية واليسارية المناهضة للمذهبية كي تخلو الساحة للطوفان الجديد.. ويصبح مثل الجدار الإسمنتي الأصم، او الاحتكار المدجج بالانتصارات، الرافض السماح لأي اتجاه آخر بأن يتخطى العتبة، حتى لو كان أول من دشن فعل المقاومة، وفتح الطريق بالشهداء إلى رفض الاحتلال وحمل السلاح ضده، وأطلق العنان لتسييد الظاهرة ووضعها في بؤبؤ العين، وسفر الأحلام
ـ غضّ الناس نظرهم وعقولهم عن بعض المخاوف المشروعة النابعة من طبيعة التركيبة المذهبية . من موقع إيران ودورها في الإنشاء والدعم والاستخدام، لأن فعل المقاومة كان هو الأقوى، والأكثر تأثيراً وشدّاً للمواطن العربي المهزوم واليائس، والبائس من أنظمته المتخاذلة ..
ـ لم يتحدث عن الجنوب الذي كان يوماً خزان العمل الوطني، وكيف جرت فيه تلك التحولات المذهبية الطاغية تحت ظلال تدخل الطغمة الأسدية وألاعيبها الخبيثة في ضرب القوى الفلسطينية، ومحاصرة القوى الوطنية اللبنانية، واغتيال عديد الرموز الوطنية واليسارية المناهضة للمذهبية كي تخلو الساحة للطوفان الجديد.. ويصبح مثل الجدار الإسمنتي الأصم، او الاحتكار المدجج بالانتصارات، الرافض السماح لأي اتجاه آخر بأن يتخطى العتبة، حتى لو كان أول من دشن فعل المقاومة، وفتح الطريق بالشهداء إلى رفض الاحتلال وحمل السلاح ضده، وأطلق العنان لتسييد الظاهرة ووضعها في بؤبؤ العين، وسفر الأحلام
.
ـ كما غضّ الناس أبصارهم عن حقيقة المشروع الإيراني، واكتفوا بالشعارات النارية التي تعيد التذكير بما كان مرفوعا عن فلسطين والصهيونية، وإيران هي المقصد، وإيران هي الأمل ..لكن الأمور تختلط في الأرض حين تترافق تلك الأمواج مع مدّ مذهبي يخلط القومي بالديني، وإذ بدنيا العرب تفتح جراحات الصراع المذهبي، وإذ بعمليات التشييع، والرد السني فتائل لتفجيرات هي الأخطر.. وإيران ما تزال راكبة على حرب التصريحات بإزالة إسرائيل، وما زالت المقاومة الإسلامية وليدها، ورأس حربتها.. فأصيب الكثير بنوع من الازدواج .. ازدواج مرحّب بفعل وتصريحات، وآخر يوغل في الخلفيات فتكثر وتكبر الأسئلة، وفي حرب تموز ترتفع أسهم حزب الله إلى السماء.. لكن هناك من كان يسأل عن المسار والأسباب، وعن النتائج والتوظيف، ومن يخدم " الانتصار الإلهي"، والغد ..حتى كان السابع من أيار عام 2007 حين دخل حزب الله على خط الوضع الداخلي اللبناني قوة حاسمة لصالح مشروعهن وحليفه النظام السوري، وزعيمه يصرخ تأييداً ل" سورية الأسد" فيفقد الكثير من التاييد والتعاطف، وتقوم معادلة جديدة تسقط فيها كثير من تلك الصور السابقةن وينزل السيد حسن نصر الله من علياء الانفراد زعيماً إلى قائد مليشيا، وطرف كغيره في الأزمة اللبنانية.. حتى جاء الربيع العربي الكاشف والفاضح..
ـ كما غضّ الناس أبصارهم عن حقيقة المشروع الإيراني، واكتفوا بالشعارات النارية التي تعيد التذكير بما كان مرفوعا عن فلسطين والصهيونية، وإيران هي المقصد، وإيران هي الأمل ..لكن الأمور تختلط في الأرض حين تترافق تلك الأمواج مع مدّ مذهبي يخلط القومي بالديني، وإذ بدنيا العرب تفتح جراحات الصراع المذهبي، وإذ بعمليات التشييع، والرد السني فتائل لتفجيرات هي الأخطر.. وإيران ما تزال راكبة على حرب التصريحات بإزالة إسرائيل، وما زالت المقاومة الإسلامية وليدها، ورأس حربتها.. فأصيب الكثير بنوع من الازدواج .. ازدواج مرحّب بفعل وتصريحات، وآخر يوغل في الخلفيات فتكثر وتكبر الأسئلة، وفي حرب تموز ترتفع أسهم حزب الله إلى السماء.. لكن هناك من كان يسأل عن المسار والأسباب، وعن النتائج والتوظيف، ومن يخدم " الانتصار الإلهي"، والغد ..حتى كان السابع من أيار عام 2007 حين دخل حزب الله على خط الوضع الداخلي اللبناني قوة حاسمة لصالح مشروعهن وحليفه النظام السوري، وزعيمه يصرخ تأييداً ل" سورية الأسد" فيفقد الكثير من التاييد والتعاطف، وتقوم معادلة جديدة تسقط فيها كثير من تلك الصور السابقةن وينزل السيد حسن نصر الله من علياء الانفراد زعيماً إلى قائد مليشيا، وطرف كغيره في الأزمة اللبنانية.. حتى جاء الربيع العربي الكاشف والفاضح..
ـ حين احتل الغزاة العراق، ودمروا الدولة العراقي، وفعلوا ما فعلوا من الموبقات المخططة، واعتلت أحزاب وشخصيات شيعية منصات البروزة والحكم والتعاون.. غطّس حزب الله رأسه في البيئة الفئوية معلناً ازدواجاً فاضحا لا يمكن قبوله، وحين فتح أيام العزاء لباقر الحكيم، وغيره من المتعاونين مع الأمريكان.. كانت صفحات كمثيرة تطوى من تلك التي جناها، لتفتح صفحات أخرى تضعه ضمن خانة الأحزاب الإيرانية الدائرة في فلك المشروع الإيراني : لا أكثر ولا أقل، فبهتت الألوان، وتقشّر بعضها، وانزاحت قطاعات شعبية واسعة عن ذلك الإعجاب والتأييد، وارتفعت من جديد، حكاية التناحر المذهبي، والدور المشبوه الذي تقوم به إيران في المنطقة .
ـ إيران التي من حقها أن يكون لها مشروعها الكبير، وحتى الإمبراطوري الذي يطمح لإعادة أمجاد دولة فارس التي هزمها المسلمون في القادسية، والتي نجحت في دمج الديني بالقومي لسنوات، وفي احتضان القضية الفلسطينية التي تشكل قضية مركزية حساسة للعرب والمسلمين لا يختلف عليها إثنان تعرّت في الامتحانات الكبرى حين غزو العراق وتدمير دولته بظهورها طرفاً شريكاً للأمريكان .. تضع كل الشعارات جانباً حين تحضر مصالحها الخاصة، وتمد يدها للتعاون مع " الشيطان الأكبر" والتنسيق والتشارك، ودعم أزلامها وصنائعها وحلفائها، وتهديم المقاومة والتآمر عليها . وتعرّت أكثر وهي تنقل بقوة جرثومة التناحر المذهبي إلى عموم المنطقة العربية كأخطر الجراثيم المهددة بالتفتيت العمودي، وحرف الصراعات عن جوهرها ومجراها لتصبح صراعات بينية تحمل بذور الحروب والاقتتال والتقسيم، وهي بذور تلتقي والمشروع الصهيوني العامل عليها، وعلى زراعتها وتقويتها منذ سنوات مديدة.. فصعدت صراعات المذاهب إلى سطح الأوضاع تستنزفها، وتستهلكها.. بينما يرتع الأعداء الحقيقيون في نهش الوضع العربي، ومحاولة إهالة التراب على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة .
*******
ـ حين قامت ثورات الربيع العربي شمّر حزب اله عن سواعد التأييد الكبير لها في تونس ومصر وخاصة البحرين التي انحاز لها كلية وكأنها إنتاجه.. ولكن... ولكن حين حلّت بسورية حلّ الحَول والتحول في نظرة ومواقف حزب الله وسيده.. وإذ به آخر لا علاقة له بكل تلك المواقف. وإإذ به حالة شيعية مأسورة، ومقيدة بكل ترسانة المشروع الإيراني والارتباط مع الطغمة.. وإذ بنصر الله ينزل من تلك المكانة إلى الحضيض في نظر ومشاعر الشعب السوري الثائر ..
ـ وإذ بالأسئلة الكبيرة، الثقيلة تطرح نفسها بقوة في الشارعين السوري والعربي : هل يمكن لحالة مذهبية، فئوية أن ترتقي على طول الخط إلى حالة وطنية قومية، تتخطى حدودها ، ولا تقف عند تخوم مرتسماتها الفئوية أم أنها في الامتحانات المعنية ستستنقع في أساساتها ليغمرها موج الحقد، ولتجد نفسها في خندق الطغاة والقتلة تأييداً ومشاركة ؟؟..
نعم أظهرت الأحداث أن حزب الله وسيده أسيرين تلك الحالة الفئوية، وأنهما لا يقدران على الفكاك منها ، بل أكثر من ذلك فالحزب مستعد لتعريض كل رصيده السابق للفناء حين يتعلق الأمر بنسغه وحلفائه..ليصبح فصيلاً فئوياً لا أكثر ولا أقل.. مهما دبّج من شعارات.. وغلف الأمور بالمبررات .
ـ الشعب السوري الثائر، في أغلبيته الساحقة أسقط تلك المكانة التي كانت لحزب الله وسيده، وتحول عنده إلى عدو لا يختلف عن الطاغية الصغير، وعصابة القتلة.. الأمر الذي يعيد السؤال إلى الطرح : هل فعلاً يمكن لحالة طائفية أن ترتقي إلى مصاف القضية الوطنية والقومية فتكون حاملاً لها؟، أم انها منخورة بالأساس، وستظهر عوراتها عند الامتحانات كما يحدث الآن ؟؟.