والحديث عن «الجهاد» يتزايد الآن مع الإعلان عن وصول «أمير القوقاز» إلى سوريا بصحبة مقاتلين من الشيشان وأفغانستان، وهو أمر مثير للريبة، خصوصا إذا تذكرنا أن للنظام الأسدي باعا طويلا بتسهيل تنقلات
عن الانشقاق عن النظام والبقاء في مواقعها من أجل دعم الثورة من الداخل وتزويد الثوار المعلومات الضرورية والمساعدة على تغيير النظام وتنفيذ انقلاب عليه اذا أتيحت الظروف المناسبة
لم تدم «انتعاشة» النظام العسكرية طويلاً، ولم تذهب بعيداً، حتى في ريف دمشق. بل إنها لم تمكّنه من إسناد مشروعه لـ «الحل السياسي». اذ ما لبثت المعارضة المسلحة أن فتحت «حرب المطارات» بما غنمته
عندما يقول المنسق الأمني الأكبر، رئيس الجمهورية العربية السورية، إن البلاد تتعرض لمؤامرة إسلامية، يصير كل خصم للنظام إسلاميا ومتآمرا. وحين تكون الخصومة مع الفلسطينيين، يصير كل سوري
على العكس، فإن وقائع تأزم سلطة الإخوان المسلمين في مصر وتونس، والانكفاء النسبي للتيارات الإسلاموية في ليبيا، وصعوبات الحكومات التي لم يطاولها الربيع العربي إلا بصورة غير
ولو اكتفى بذلك، وبالرقم القياسي لعدد الذين أرداهم، بدءاً من الناصرية حتى الفلوجة والرمادي ومدينة الصدر في ضاحية بغداد، لهان الأمر. بل كتب مذكراته التي تحولت بسرعة إلى «الأكثر
بديهي أن يجد البعض أن مثل هذه الاجتهادات تقدم فائدة كبيرة للسلطة وتمنحها مزيداً من الفرص للتوغل في العنف وتسعير حربها وإظهار نفسها كطرف قوي أمام معارضة تستجدي، لكن ثمة من يجدها على العكس نقطة قوة
في اللقاء الوحيد الذي جمعني بالراهب السوري الأب باولو في بيروت، وبعدما روى لنا الملامح المأسوية التي يتخذها القمع الفالت من عقاله في سورية، تحدثنا عن سورية ما بعد سقوط الأسد. كان ذلك في العام الماضي،