وبالرغم من انخفاض حدة الثلوج مع ساعات نهار الأربعاء إلا أن الأضرار التي خلفتها مازالت قائمة حيث يحاول السكان إصلاح الخيم التي أسقطتها قبل أن تشتد العاصفة مرة ثانية.
وحرص الآباء على إصلاح ما أفسدته العاصفة، بينما كان الأبناء الصغار يقفون أمامهم متلحفين ببطانيات تقيهم البرد على أمل الانتهاء من الأمر سريعاً ليعودوا إلى شيء من الدفء داخل الخيام.
وبعد كل مرة يتعرضون فيها للسيول الناجمة عن الأمطار أو العواصف الثلجية لا يملك سكان المخيمات إلا مناشدة المنظمات الإنسانية لتساعدهم على الخروج مما هم فيه.
وقال محمد هشام أحد ساكني مخيم في محيط مدينة أعزاز، إن خيمهم سقطت على رؤوسهم في الليل بعد أن تحول المطر بشكل مفاجئ إلى عاصفة ثلجية شديدة.
وأوضح المتحدث أن الخيام سقطت على رؤوس الأطفال والنساء وهم نيام، مشيراً إلى أن 50 خيمة على الأقل هوت وبقي ساكنوها في العراء دون مأوى، ما اضطرهم إلى إشعال النيران في مواد بلاستيكية وكرتونية، لتقيهم البرد القارس.
وناشد هشام المنظمات الإنسانية لمساعدتهم في مواجهة ظروف الشتاء الصعبة، وعدم تركهم وحيدين في مواجهة الثلوج والأمطار.
بدوره، قال مواطن آخر يدعى، وديع يعجور، إنهم لجؤوا إلى تغطية الخيام بالبطانيات لجعلها أكثر دفئاً، إلا أن الثلوج باغتتهم فسقطت البطانيات ومعها الخيم.
وأشار النازح السوري، إلى أنه وأبناءه حاولوا إصلاح الخيمة التي تأويهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من إعادتها لوضعها السابق، ما اضطرهم للسكن بشكل مؤقت عند جيرانهم.
وبيّن يعجور أن بعض فاعلي الخير أعطوهم وقوداً للتدفئة إلا أنهم يضطرون إلى إشعال الكرتون والبلاستيك في الشتاء لأن كمية الوقود غير كافية.
ويعيش ملايين النازحين في مخيمات شمالي سوريا بالقرب من الحدود التركية بعد أن فروا من قصف النظام لقراهم وبلداتهم ومدنهم.
ورغم مرور أعوام على إنشاء تلك المخيمات إلا أنها لا تزال تعيش ظروفاً صعبة للغاية، وتنعدم فيها المواد الأساسية، بينما يعاني أطفالها من الحرمان والمرض.