نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


صلاح ستيتية يقدم لديوان هيام بسيسو الجديد




باريس - هدى ابراهيم - تسكن غزة بجوها وعبيرها وصورة الام التي رحلت سطور ديوان الشعر الذي يحمل عنوان "زهور من التراب.. زهور من النار" الذي صدر عن دار البراق في بيروت للشاعرة والباحثة الفلسطينية المقيمة في باريس هيام بسيسو.
وعلى نسق الشتات الفلسطيني جاءت القصائد مكتوبة في بيروت حيث امضت بسيسو فترة دراستها الجامعية وفي تونس حيث عملت ضمن كوادر منظمة التحرير الفلسطينية وفي دكار بالسنغال وباريس اخيرا حيث استقر بها المقام.


بيد ان القصائد كلها ومن كل الامكنة ظلت تتوق لمكان ولادة الشاعرة ومكان الطفولة غزة التي لا تنسى فيها لون البحر بازرقه العميق و"حديقة الخس" حيث كان اهلها يصطحبونها يوم الجمعة وياكلون الليمون ويتنزهون.
روائح يافا ونسائم حيفا واجواء حي الشجاعية وكنائس وجوامع غزة حملتها هيام بسيسو الى ديوانها بقصائده المتفرقة التي تتعلق بالمكان الغائب كخشبة خلاص لا بد منها.
وتاخذ الوالدة التي اهدي اليها الديوان كما لفلسطين حيزا كبيرا من مساحة القصيدة.
وتقول الشاعرة لوكالة فرانس برس "مرضت والدتي وتوفيت في غيابي وانا ممنوعة من دخول غزة وبالتالي لم استطع رؤيتها واقامة الحداد. وفاة والدتي جرح لن يلتئم اذ لن يكون بمستطاعي اعلان الحداد اذا لم ادخل غزة وارى قبرها".
وتضيف "حين يموت اعزاؤنا فان جزءا منا يموت معهم ونعوض عن ذلك بالكتابة والذكريات. وكما والدتي فان الوان غزة وروائحها واشجارها وآثارها وشمسها ونزهاتها موجودة بكثافة في قصائدي."
اما عن سبب رغبتها بنشر هذه القصائد المتفرقة فتقول "الاحداث النضالية والوقائع اليومية للقضية الفلسطينية كانت تدفعني دائما لوضع القصائد جانبا والاهتمام بالواقع لكن القصائد كانت تتراكم وتلح بالخروج فقررت مشاركة الآخرين بها ونشرت الديوان".
هذا ما تشير اليه في مقدمتها الخاصة بالديوان. فكتابة الشعر "لم تعد تاخذ حيزا واسعا في حياتي اليومية حينما بدات الانخراط اكثر فاكثر في النشاط النضالي والجماهيري والعمل البحثي الجامعي لكن الحدث الفلسطيني كان يفرض نفسه ليوقظ في داخلي مشاعري العميقة التي تمخضت عن قصائدي المبعثرة هنا وهناك."
وتؤكد الشاعرة لفرانس برس ان "احداث غزة كانت صاعقة واهلي الذين عاشوا القمع والقتل والتدمير كل ذلك عجل في رغبتي بنشر الديوان الذي كتبت فيه كثيرا عن اللاجئين في اوطانهم".
ووضع الشاعر والدبلوماسي اللبناني الذي يكتب بالفرنسية صلاح ستيتية مقدمة للديوان جاء فيها ان هذه "الاضاءات في الليل الفلسطيني تعكس جليا الغياهب التي هبطت بعنف على ارض تخص كل نفس تائقة الى الاستقلال".
ويضيف الشاعر في مقدمته "هكذا تنشد لنا هيام بسيسو بكلمات بسيط وآلام كل فلسطينية متجذرة في التراب ملتزمة في سيل جرحها العمقي، جوهر الوجود او ربما بالحري اللاوجود فهي تسلط الضوء على المعاناة اليومية التي تراكمها الاهانة والقهر والجرح الذي لن يلتئم ابدا".
ويتابع ستيتية ان "الزهور التي تعبق بها ذكريات الشاعرة هي زهور من التراب لا بل من الرماد ترويها كلمات هيام بسيسو الدامية موقعة ميثاقها مع واقع شعبها الاليم المنفي حتى داخل ارضه نفسها".
وتكتب هيام بسيسو في قصيدة لغزة كتبت في 1990 "اذهب لالقاك بين الصنوبر وذاكرتي مسيجة بالموج من بحر غزة الذي لا يكف عن الانين شوقا لقادمين اغلقت المعابر في وجوهههم، وظلوا وراء الحدود، يغازلون موج بحرهم من بعيد".
وفي قصيدة اخرى تكتب متوجهة للمحتل "قد تسرق امي لكنك لن تسرق قلبها الذي احبني". اما في قصيدة "تداعيات من سفر المقاومة" فتورد "اخاف عليك من فرحك فانا رضعت الحزن من ثدي ورث النكبة".
سبق لهيام بسيسو نشر قصة في مجموعة "مئة امراة شاعرة من اجل السلام في فلسطين" صدرت عام 2002 باللغة الفرنسية عن منشورات "بوليغلوت" كما نشرت مجموعة قصص قصيرة بعنوان "ابتسامة في المنفى" بالفرنسية عام 2004 وصدرت عن دار جولياس.
وهيام بسيسو أديبة وباحثة فلسطينية من غزة نشرت ابحاثا عديدة وحاصلة على درجة دكتوراه في الانتروبولوجيا من جامعة باريس وموضوع اطروحتها "العائلة الفلسطينية في المخيمات الفلسطينية في لبنان".



هدى ابراهيم
الثلاثاء 5 ماي 2009