نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


درنات بطاطس صغيرة ... تفتح أبواب العالم أمام مدينة صينية




قبل أكثر من 400 سنة، وعلى متن سفينة شراعية شقت طريقها عبر طريق الحرير البحري، وصلت البطاطس التي يرجع أصلها إلى قارة أمريكا الجنوبية، إلى الصين لتترسخ جذورها في الأرض الصينية وتصبح معها الصين الآن أكبر منتج للبطاطس في العالم، حيث تنتج البلاد بذورا عالية الجودة للبطاطس، وتصدرها جوا إلى مصر والسعودية وتركيا وتايلاند ونيكاراغوا وغيرها لإثراء موائد الطعام حول العالم.

وتعد مدينة دينغشي بمقاطعة قانسو شمال غربي الصين، من المناطق الثلاث الرئيسية لإنتاج البطاطس، كما أنها أكبر قاعدة بالصين لإنتاج بذور البطاطس الخالية من الفيروسات، حيث نجحت المدينة في تربية سلالات جيدة من البذور باستغلال التكنولوجيا العلمية المتقدمة والتقنيات الزراعية المختلفة.


وقال لي جين فو، المسؤول بمعهد بحوث البطاطس بمدينة دينغشي، إن هذه البطاطس الصغيرة التي تشبه الحصاة تمثل درنة لبذور البطاطس الخالية من الفيروسات وتسمى أيضا باسم "البطاطس المصغرة" أو "درنة البذور الأصلية"، مضيفا أنها تعد أصلا وراثيا ننتج منه بذور ثمار البطاطس التي تباع في السوق، حيث تُستخدم الدرنة لتربية بذور بطاطس عالية الجودة بفضل نقائها الكبير وخلوها من الفيروسات والفطريات والجراثيم.
وبمساعدة لي، الذي كرس حياته لدراسة تقنيات تربية بذور البطاطس عالية النقاء منذ أكثر من 20 سنة، حظيت البذور المنتجة في معهده بإقبال داخل الصين وخارجها، حيث يتم تصديرها إلى مصر والسعودية وغيرهما من سبع دول حول العالم.
وفي العام الماضي، وعلى الرغم من تأثير جائحة كوفيد-19، لم يوقف المعهد تعاونه مع الدول الأجنبية، حيث أكمل عددا كبيرا من الطلبات وصدر حوالي 10 ملايين قطعة من "البطاطس المصغرة" إلى مصر والسعودية ودول أخرى، وبلغت مبيعاته أكثر من مليون دولار أمريكي.
ويعتقد لي أن ذلك يدل مرة أخرى على جودة درنة البذور الأصلية في مدينة دينغشي وإقرار السوق الدولية بقيمتها.
أما في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، فقد تواصل المنحى الإيجابي رغم الجائحة، حيث صدّر المعهد 3 ملايين و1.2 مليون قطعة من درنة البذور الأصلية إلى مصر والسعودية على التوالي.
وستساعد درنة البذور الأصلية ذات الجودة العالية في تربية بذور أكثر للبطاطس في تلك الدول، ومن ثم الحصول على إنتاج أكبر وأفضل من ثمار البطاطس لموائد شعوبها، وفق ما ذكر لي.
وفي هذا المجال، ضرب لي مثلا بأنه إذا زرعنا 5000 قطعة من درنة البذور الأصلية في أرض مساحتها مو واحد (مو واحد يساوي نحو 666.67 متر مربع) فإنها يمكن أن تنتج بذورا تكفي لزراعة 15 مو أخرى لإنتاج جيل ثان من بذور البطاطس؛ ومن خلال الجيل الثاني من بذور البطاطس المتربة هذه، يمكن إنتاج 255 مو، أو 650 طنا من ثمار البطاطس الصالحة للأكل.
وأكد لي أن الدرنة المصدرة إلى مصر تلبي متطلبات صارمة ومعايير الاختبار في الاتحاد الأوروبي، حيث يتم زراعتها باستخدام تقنية الاستزراع المتقدمة برذاذ مائي وبدون التربة.
وداخل الدفيئات الزراعية، تُعلق الدرنات على الأرفف وجذورها في الهواء، بينما تمتص الأغذية من خلال رشاش المغذيات المائية القابل للاستعادة حسب التوقيت المحدد، ما يحول دون نمو الفيروسات أو ظهور الأمراض المتعلقة بالتربة ويرفع جودة الدرنات وإنتاجيتها، إذ تنتج كل درنة 35 ثمرة بطاطس في المتوسط و80 ثمرة بطاطس على الأكثر، وهو ما يعادل 10 أضعاف الإنتاج بالأساليب التقليدية.
ويجمع العمال درنات البذور الأصلية الناضجة في الدفيئات الزراعية، ويضعونها في حقائب شبكية تُرص بدورها في صناديق كرتونية ويختمونها ليتم نقلها لاحقا إلى بكين أولا، ثم إلى مصر والسعودية على متن طائرات شحن.
وبعد فترة معينة من الاستزراع من قبل العملاء المحليين، تنتج هذه الدرنات ثمار بطاطس لذيذة الطعم لموائد المصريين والسعوديين.
وأضاف لي أن تصدير واستيراد بذور النباتات الزراعية قد أصبح أسهل خلال السنوات الأخيرة بفضل مبادرة "الحزام والطريق"، وهو ما يحفز الشركات على التعامل والتعاون مع عدد أكبر من العملاء في الدول المشاركة في المبادرة.
وقال لي إنه "رغم صغر حجم درنة بذور البطاطس الأصلية، إلا أنها يكمن في حجمها الصغير آفاق كبيرة جدا للتبادل والتعاون وفرص تجارية ضخمة، وتفتح أمامنا أبواب العالم للوصول إلى المزيد من الأصدقاء والأسواق"
 

شينخوا
الاربعاء 26 ماي 2021