غير أن مبنى الأوبرا لم ينته من الوجود، وكما يوحي به اسمها "فينيس" الذي يعني باللغة الإيطالية طائر العنقاء الخرافي، فقد قامت الأوبرا من وسط الرماد بعد الحريق الذي دمرها عام 1996، وبعد مرور 23 عاما لم تعد النيران مثلما حدث في السابق، وإنما المياه هي السبب في تخريب واحدة من أكثر دور الأوبرا شهرة في العالم.
وكان موزاتي هو أول من سارع بتقديم المساعدة في ليلة 12 تشرين ثان/نوفمبر 2019، عندما ملأت المياه التي ارتفع منسوبها المنطقة التاريخية بوسط مدينة فينيسا بالكامل تقريبا، وأغرقت المياه قبو دار الأوبرا حيث يوجد نظام الكهرباء والحاسبات الإليكترونية.
ويقول موزاتي "كان المكان مظلما تماما، ولم يكن لدينا سوى بعض البطاريات. كان من المستحيل وقتها الخروج من القبو، وكان من المتعذر فتح الأبواب لأن ضغط قوة المياه أدى إلى إغلاقها، واشتدت الرياح في الخارج مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه، وكان الوضع مخيفا".
غير أنه بعد مرور مئة يوم فقط على هذا الحدث لم يكن ثمة أثر للدمار، وفي الحقيقة عادت دار "لا فينيس" للعمل بعد مرور بضعة أيام فقط على حدوث الفيضان.
ويحكي فورتوناتو أورتومبينا المدير الفني للأوبرا كيف تعاون العاملون بشكل وثيق وسط أشد الظروف صعوبة، وتحدث عن "اجتياح المياه العنيف" قائلا "جاءت المياه الغزيرة وألحقت الدمار ثم تراجعت مرة أخرى بهدوء، وأصبحت الشوارع أكثر جمالا عن ذي قبل وأكثر نظافة".
ويضيف "ولكن التلفيات التي لحقت بمباني الأوبرا ظلت كما هي".
ويوضح أورتومبينا أن حالة المناخ الداخلي بدار الأوبرا الرائع الذي افتتح عام 1792 كان يتسم بالحساسية، وتلفت أجهزة تكييف الهواء بسبب الدمار الذي ألحقه ارتفاع منسوب المياه، "وأدت المياه إلى سقوط الجص من السقف".
كما أن التلفيات التي لحقت بالتراث الثقافي كانت تمثل خطورة بوجه خاص بالنسبة لإيطاليا، حيث أن هذه الدولة تتمتع بأكثر عدد من المواقع المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ويقول أورتومبينا "ليست الأوبرا مجرد جزء من ثقافة بلدنا، بل هي مصدر دخل لها".
وتضارع دار أوبرا "لا فينيس" في المكانة مثيلتها "لا سكالا" الكائنة في ميلانو، واستضافت أوبرا "لا فينيس" الحفلات الأولى على مستوى العالم، لعروض الأعمال الفنية لكبار الموسيقيين مثل جيوسيبي فيردي، وجيواشينو روسيني، وفينسينزو بيلليني، وجايتانو دونيزيتي.
وكانت مغنية الأوبرا الأسطورية ماريا كالاس تعرض أعمالها الأوبرالية في هذه الدار، وعندما احتل نابليون جمهورية فينيسيا قام ببناء مقصورة ذهبية فيها.
وأول حريق مدمر تعرضت له الدار التي لا تبعد كثيرا عن ميدان القديس مارك وقع عام 1863 ودمر المبنى، غير أن حريق عام 1996 كان أشد تدميرا وتسبب فيه اثنان من الفنيين بمجال الكهرباء تأخرا عن موعد حضورهما.
وفي ذلك اليوم كان مستوى المياه في قنوات فينيسيا منخفضا للغاية مما أدى إلى تعذر وصول فرق الإطفاء للمبنى المحترق، الأمر الذي نتج عنه التهام النيران لكل شيء تقريبا.
وتم إعادة افتتاح دار الأوبرا بعد ذلك بثمانية أعوام، كما تم إعادة بناء 170 مقصورة على نفس طراز "روكوكو" المعماري الأصلي، بل إن الثريات أعيدت على غرار نظيرتها التي احترقت، والتي تدلت من السقف الفيروزي اللون الذي يحمل رسوما لشخوص راقصة.
وهذه الرسوم هي على الأقل التي كتب لها النجاة من مياه الفيضان بحكم ارتفاع السقف.
وربما كان الأكثر خطورة من ذلك أن مدينة فينيسيا بكاملها ليست معدة جيدا لارتفاع مستوى مياه البحر نتيجة التغير المناخي وتعرضها للمزيد من الفيضانات المتكرة، وأوضح متحدث أن أوبرا "لا فينس" محمية من ارتفاع مستوى المياه لطول 184 سنتيمترا فوق مستوى البحر الطبيعي.
ولكن ارتفع مستوى المياه في تشرين ثان/نوفمبر 2019 إلى 187 سنتيمترا، ويصر عمدة المدينة لويجي بروجنارو على أن "الحريق يمثل خطورة أكبر على فينيسيا من المياه".
غير أن الباحثين في مجال المناخ حذروا منذ فترة طويلة من أن هذه المدينة المدرجة في قائمة مواقع التراث العالمي، ليست محمية من ارتفاع مستويات مياه البحر.
ويبقى الأمل كبيرا في ألا تعود مياه الفيضان إلى المدينة في أي وقت قريب.
وكان موزاتي هو أول من سارع بتقديم المساعدة في ليلة 12 تشرين ثان/نوفمبر 2019، عندما ملأت المياه التي ارتفع منسوبها المنطقة التاريخية بوسط مدينة فينيسا بالكامل تقريبا، وأغرقت المياه قبو دار الأوبرا حيث يوجد نظام الكهرباء والحاسبات الإليكترونية.
ويقول موزاتي "كان المكان مظلما تماما، ولم يكن لدينا سوى بعض البطاريات. كان من المستحيل وقتها الخروج من القبو، وكان من المتعذر فتح الأبواب لأن ضغط قوة المياه أدى إلى إغلاقها، واشتدت الرياح في الخارج مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه، وكان الوضع مخيفا".
غير أنه بعد مرور مئة يوم فقط على هذا الحدث لم يكن ثمة أثر للدمار، وفي الحقيقة عادت دار "لا فينيس" للعمل بعد مرور بضعة أيام فقط على حدوث الفيضان.
ويحكي فورتوناتو أورتومبينا المدير الفني للأوبرا كيف تعاون العاملون بشكل وثيق وسط أشد الظروف صعوبة، وتحدث عن "اجتياح المياه العنيف" قائلا "جاءت المياه الغزيرة وألحقت الدمار ثم تراجعت مرة أخرى بهدوء، وأصبحت الشوارع أكثر جمالا عن ذي قبل وأكثر نظافة".
ويضيف "ولكن التلفيات التي لحقت بمباني الأوبرا ظلت كما هي".
ويوضح أورتومبينا أن حالة المناخ الداخلي بدار الأوبرا الرائع الذي افتتح عام 1792 كان يتسم بالحساسية، وتلفت أجهزة تكييف الهواء بسبب الدمار الذي ألحقه ارتفاع منسوب المياه، "وأدت المياه إلى سقوط الجص من السقف".
كما أن التلفيات التي لحقت بالتراث الثقافي كانت تمثل خطورة بوجه خاص بالنسبة لإيطاليا، حيث أن هذه الدولة تتمتع بأكثر عدد من المواقع المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ويقول أورتومبينا "ليست الأوبرا مجرد جزء من ثقافة بلدنا، بل هي مصدر دخل لها".
وتضارع دار أوبرا "لا فينيس" في المكانة مثيلتها "لا سكالا" الكائنة في ميلانو، واستضافت أوبرا "لا فينيس" الحفلات الأولى على مستوى العالم، لعروض الأعمال الفنية لكبار الموسيقيين مثل جيوسيبي فيردي، وجيواشينو روسيني، وفينسينزو بيلليني، وجايتانو دونيزيتي.
وكانت مغنية الأوبرا الأسطورية ماريا كالاس تعرض أعمالها الأوبرالية في هذه الدار، وعندما احتل نابليون جمهورية فينيسيا قام ببناء مقصورة ذهبية فيها.
وأول حريق مدمر تعرضت له الدار التي لا تبعد كثيرا عن ميدان القديس مارك وقع عام 1863 ودمر المبنى، غير أن حريق عام 1996 كان أشد تدميرا وتسبب فيه اثنان من الفنيين بمجال الكهرباء تأخرا عن موعد حضورهما.
وفي ذلك اليوم كان مستوى المياه في قنوات فينيسيا منخفضا للغاية مما أدى إلى تعذر وصول فرق الإطفاء للمبنى المحترق، الأمر الذي نتج عنه التهام النيران لكل شيء تقريبا.
وتم إعادة افتتاح دار الأوبرا بعد ذلك بثمانية أعوام، كما تم إعادة بناء 170 مقصورة على نفس طراز "روكوكو" المعماري الأصلي، بل إن الثريات أعيدت على غرار نظيرتها التي احترقت، والتي تدلت من السقف الفيروزي اللون الذي يحمل رسوما لشخوص راقصة.
وهذه الرسوم هي على الأقل التي كتب لها النجاة من مياه الفيضان بحكم ارتفاع السقف.
وربما كان الأكثر خطورة من ذلك أن مدينة فينيسيا بكاملها ليست معدة جيدا لارتفاع مستوى مياه البحر نتيجة التغير المناخي وتعرضها للمزيد من الفيضانات المتكرة، وأوضح متحدث أن أوبرا "لا فينس" محمية من ارتفاع مستوى المياه لطول 184 سنتيمترا فوق مستوى البحر الطبيعي.
ولكن ارتفع مستوى المياه في تشرين ثان/نوفمبر 2019 إلى 187 سنتيمترا، ويصر عمدة المدينة لويجي بروجنارو على أن "الحريق يمثل خطورة أكبر على فينيسيا من المياه".
غير أن الباحثين في مجال المناخ حذروا منذ فترة طويلة من أن هذه المدينة المدرجة في قائمة مواقع التراث العالمي، ليست محمية من ارتفاع مستويات مياه البحر.
ويبقى الأمل كبيرا في ألا تعود مياه الفيضان إلى المدينة في أي وقت قريب.