وأوضح جينكينز في مقابلة مع مجموعة (آدنكرونوس) أن “التهديدات النووية يمكن أن ترضي صقور الكرملين الذين يريدون من بوتين أن يخلع قفازاته ويستخدم أي تكتيكات وأسلحة مطلوبة لإنهاء المقاومة الأوكرانية”. وأردف “بالتلويح بهذا التهديد، الذي فعله بوتين مرارًا وإن كان بحذر في الأشهر الأخيرة، فإنه يخاطب الجماهير الغربية. إنه يصرف الانتباه عن الإخفاقات العسكرية لموسكو من خلال تذكير الجميع بأن روسيا لا تزال قوة نووية قوية”.
ووفق الخبير الأمريكي، فإن “الهدف هو دق ناقوس الخطر بأن الصراع في أوكرانيا يمكن أن يتصاعد إلى حرب نووية عامة ستكون كارثية للبشرية جمعاء. وهذا أيضًا يعطي غطاءًا إنسانيًا لمن يجادلون بأن الحرب يجب أن تتوقف ولو عن طريق التخلي عن أوكرانيا إذا لزم الأمر، كما أن لها تأثيرًا عمليًا في تثبيط الغرب عن تزويد أسلحة من شأنها أن تسمح لأوكرانيا بضرب عمق روسيا”.
ويرى جينكينز أن هناك “جزء ثالث من الرسالة: فنشر الأسلحة النووية في بيلاروسيا سيعيد الوضع الذي كان موجودًا حتى منتصف التسعينيات، عندما كانت بيلاروسيا لا تزال جزءًا من الاتحاد السوفيتي. من الناحية الرمزية، فإن إعادة نشرها هناك يعيد روسيا البيضاء إلى سيادة موسكو. وهذا يساهم في طموح بوتين على المدى الطويل لاستعادة الاتحاد السوفيتي”.
وحسب الخبير الأمريكي، فإن “بوسع روسيا كسب الحرب في أوكرانيا إما بهزيمة القوات الأوكرانية أو بالتغلب على تصميم الغرب على مواصلة دعم أوكرانيا. السيناريو الأول يتطلب نجاحًا في ساحة المعركة لم تتمكن القوات الروسية من إنجازه على الرغم من التعزيزات وتغيير القيادة العسكرية، ناهيك عن الخسائر الفادحة”.
ويرى جينكينز أن “التفوق العددي للقوات الروسية قد يسمح لها بالانتصار عسكريًا، إلا أن الغزو بدأ يتحول إلى حرب طويلة الأمد، مما سيفرض صعوبات على روسيا. يقولون أن الروس يجيدون تحمل المعاناة، لكنهم بحاجة إلى حافز”.
أما السيناريو الثاني، وفق رؤية الخبير الاستراتيجي، فيكمن في “رهان بوتين أكثر على ضجر المجتمع الغربي من الحرب ومخاوف انهيار التحالف الغربي، وهو أمر أساسي لبقاء أوكرانيا”.
ويرى الخبير في مركز (راند) أنه “من غير الواضح” ما إذا كان كل هذا سيكون له تأثير على الحرب الجارية، منوها بأنه “يمكن لروسيا إطلاق صواريخ على أوكرانيا من الأراضي الروسية ومن شبه جزيرة القرم ومناطق محتلة أخرى في أوكرانيا. إن نشر أسلحة في بيلاروسيا سيقرب أجزاء من أوكرانيا ويقلل من زمن الرحلة. لكن صاروخ إسكندر يطير بسرعة تزيد عن 7000 كم / ساعة، أي يستغرق حوالي أربع دقائق ونصف. وقد استخدمت روسيا أيضًا صواريخها التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في أوكرانيا، التي يمكن أن تصل بحسب التقارير إلى 12000 كم /ساعة “.
ووفقًا لجينكينز ، فإن “الانتشار في بيلاروسيا لا يغير بشكل كبير التهديد العام لأوروبا، لكنه يعني أن بولندا وليتوانيا ولاتفيا ستكون في خط المواجهة بشكل أكبر إذا قررت روسيا مهاجمة الناتو. ومع ذلك، فإن روسيا تنشر صواريخ إسكندر في منطقة كالينينغراد منذ عدة سنوات، مما يعني أن بولندا وجمهوريات البلطيق تقع بالفعل في مرمى الأسلحة النووية التكتيكية الروسية التي تُطلق من كالينينغراد أو من الأراضي الروسية نفسها “.
ويشدد الخبير الاستراتيجي الامريكي على أنه “من الواضح لا يمكننا تجاهل هذا التهديد النووي. لا ينبغي أن نتجاهل أي تهديد نووي: حتى لو كنا نعتقد أن هذه الاعلانات هي للتأثير النفسي، فإنها تعكس عقلية خطيرة”.