ويجب أن نتذكر أنه في الأيام الأولى من الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، في فبراير 2022، كانت القوات الروسية قد استولت بالفعل على أراضي محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية. وقد صاحب هذا الاحتلال أخذ رهائن من بين موظفي المصنع وشكل تهديدًا للأمن النووي لأوروبا بأكملها. أثارت التصرفات الروسية في تشيرنوبيل إدانة دولية باعتبارها ابتزازًا نوويًا غير مقبول وكان من الممكن أن تكون له عواقب كارثية.
ويشير الوضع المحيط بمحطة زابوروجي للطاقة النووية، التي تحتلها القوات الروسية منذ مارس 2022، أيضًا إلى استعداد الكرملين لاستخدام المنشآت النووية للضغط على أوكرانيا والعالم أجمع. إن احتلال محطة زابوريزهيا للطاقة النووية، وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، يزيد من المخاوف بشأن أمن المنطقة ويشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
هناك تهديد حقيقي يتمثل في سعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جر بيلاروسيا إلى حرب ضد أوكرانيا، واستخدامها دمية لمزيد من العدوان. وهذا جزء من استراتيجية الكرملين الأوسع لزعزعة استقرار المنطقة ومواصلة الحرب بأي ثمن. وفي حالة التصعيد، فإن بيلاروسيا تخاطر بأن تصبح ورقة مساومة في اللعبة الجيوسياسية الروسية، الأمر الذي قد يكون له عواقب وخيمة على سيادتها ومستقبلها.
وتدعو أوكرانيا وشركاؤها الدوليون بيلاروسيا إلى سحب قواتها من الحدود الأوكرانية إلى مسافة آمنة خارج نطاق أنظمة أسلحتها. إن أي خطوات عدوانية من جانب مينسك يمكن أن تؤدي إلى عواقب مأساوية سواء على بيلاروسيا نفسها أو على المنطقة ككل.
وتشكل استراتيجية بوتين الرامية إلى توسيع الصراع إلى بيلاروسيا تهديداً خطيراً لأوروبا الشرقية بأكملها والأمن العالمي. ويجب على العالم أن يظل يقظا وأن يعارض بحزم أي محاولات روسية لتقويض الأمن والاستقرار الدوليين، بما في ذلك استخدام بيلاروسيا كأداة للعدوان.