الصفحات
سياسة
ومن الزيارات التي لا تنسى زيارة مدينه بيزا للاستمتاع ببرجها المائل , ذاك الذي سمعنا كثيرا عن الاعجاز في بنائه وتثبيته مما ضمن له مكانا بين عجائب الدنيا السبع , فكان لابد من الزياره لكن كيف السبيل ؟
بالبحث و السؤال وجدت ان مدينه بيزا التي تحوى البرج الاعجوبه , علي بعد ثلاث ساعات بالسيارة من روما , و الاسهل ان تستقل الطائرة الي مطارها الدولي (مطارغاليليو) , و هذا ما فعلته .
بيزا مدينة ايطالية تقع في إقليم توسكانا على مقربة من البحر الابيض المتوسط وهي عاصمة مقاطعة بيزا، و طبعا تشتهر بوجود بلاد بيزا المائل فيها. كما توجد في المدينه ساحة المعجزات المعلنة من قبل اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي وفيها الكاتدرائية الرخامية التي بنيت بأسلوب بناء روماني و بأبواب برونزية، اما برد بيزا المائل فقد تم بنائه في القرن الثاني عشر و أخذ شكله المائل مباشرة بعد البدء ببنائه و الذي استمر لقرنين من الزمان .
و يختلف المؤرخون في تحديد اسم المعماري الذي قام بهندسة و بناء البرج , لكن هذا لا يهم الا المؤرخين والمعماريين أما الزائر فينسى كل ذلك امام روعه و جمال و اعجاز البناء ذاته .
يتكون البرج الشهير من ثمانية طوابق مبنية من الرخام الابيض على الطراز الروماني بارتفاع 55 متر وبه درج مبني داخل الجدران يتألف من 300 درجة تقريبًا. و يُعرف البرج باسم برج بيزا أو برج بيزا المائل كما يعرف باسم برج الجرس وهو مُصطلح يُطلق على الأبراج التي تحتوي على أجراس بداخلها.
ويتبع بُرج بيزا للكاتدرائيّة الموجودة في المدينة الإيطالية بيزا وهو ثالث أقدم بناء في محيط الكاتدرائية في مدينة بيزا. يُعتبر البرج من أقدم الإنشاءات الموجودة منذ العصور الوسطى، كما يُعتبر من أبرز المواقع الأثريّة التي يأتي إليها السُيّاح من مختلف أنحاء العالم.
من الحكايات عن العلاقة بين البرج والتجارب العلمية , حكاية العالم الإيطالي الشهير عاليليو وتجربته عن الجاذبية الارضية. حيث يروى انه أسقط كرتين من قذائف مدفع ذوات كتل مختلفة من اعلى برج بيزا , لتوضيح أن سرعة سقوطهما لا تعتمد على كتلهما ووزنهما . وهذه القصة، بالرغم أنها على لسان تلميذ لغاليليو، الا انه لم تثبت صحتها تاريخيا.
ميل البرج واضح للعيان حيث يبلغ حوالي 18 قدما , ويقال بأن سبب هذا الميلان هو رخاوة وهبوط في التربة المبني عليها البرج. وظهر هذا الميلان منذ المراحل الأولى لبناء هذا البرج, لكن المعماريين استمروا في البناء على أساس نفس الميلان، وعندما كانوا يبنون الدوريين الرابع والخامس من البرج حاول المعماريون تحريك مركز ثقل البرج لتلافي الميلان ولكن يبدوا انهم لم يفلحوا بذلك. وفي عهد الزعيم الايطالي موسوليني أمر بتدعيم قواعد البرج بصب الخرسانة , حتى يتم إعادته إلى وضعه الأفقي , لكن ذلك أدى إلى غوصه أكثر في التربة.
وبعد عدة عقود من البحث والعمل حول الموضوع، تم إغلاق البرج أمام الزوار في يناير 1990. وبعد عقد من جهود التصحيح والتثبيت تمت إعادة فتح الأبواب للزوار في ديسمبر 2001. وقد تم اقتراح العديد من الطرق لتثبيت البرج من ضمنها إضافة اطنان من الرصاص كثقل مقابل على الطرف المرتفع من قاعدة البرج. لكن الحل النهائي لتصحيح الميلان كان إزالة 38 متر مكعب من التربة من تحت الطرف المرتفع من قاعدة البرج. وتم إعلان البرج "مستقرا" لثلاثمئة عام قادمة على الاقل .
وقد تساءلت : يا ترى خلال الاعوام العشرة التي اغلق البرج خلالها ... كم من سائح فقد الفرصة لزياره البناء الاعجوبة هذا .. و كم من زائر اكتفي – اضطراريا – بالنظر الخارجي الي شكل البرج دون ان يقترب ان يصعد درجاته ؟
المهم انني كنت من المحظوظين اللذين واتتهم الفرصه للمشاهده الخارجيه و ايضا صعود الثلاثمائه درجة الضيقه حتى سطح البرج .
اما المشاهدة الخارجيه فهي مثيره و جميله و الاستزادة منها اساسي و لا تمل منها من كل الجهات ما دمت في المدينه , و لذا فقد انتشرت الفنادق الصغيره حول المكان , ومعظمها تطل شرفاته علي منظر البرج المائل , و لك ان تقضي ليله طويله متاملا و متسائلا .. لما لم يسقط هذا البرج حتى الان ؟ و ماذا لو سقط امامي الآن ؟وهي اسئلة غير رومانسية لا تليق بالليالي القمرية الصالحة لتأمل الجمال دون مخاوف .
مشهد اخر لا ينسي في زياره برج بيزا المائل , فالزوار الكثر و المنتشرون حول المكان و حول البرج يلتقطون الصور من كل الاتجاهات و الغريب , ليس التقاط الصور الفوتوغرافيه , و لكن الاوضاع التي تلتقط فيها تلك الصور , فهذا و ذاك و تلك , يقف امام الكاميرا رافعا يده او كلتا يديه في الهواء من ناحيه البرج , و البعض ينحني بجسده قليلا و هو يشير بأصبعه لناحية البرج , وبعد ان دققت النظر و تطفلت علي بعض شاشات الكاميرات , اكتشفت ان هذا الوضع الذي يبدو غريبا للناظر , يبدو من الكاميرا و كانك تسند البرج المائل لتمنعة من السقوط او الانهيار.
بصراحة اعجبتني الفكرة و لا انكر انني التقطت لنفسي صورة فوتوغرافيه و انا ابدو اسند البرج المائل من الانهيار .. و كانني صرت شمشون الزمان الجديد.
اما الاثارة الاخرى فكانت صعود الدرج الضيق فهناك, 300 درجة ضيقه لتصعد البرج الي سطحة , عليك بانتظار دورك و عليك ان تضمن ان لك مكانا في ذلك اليوم للصعود فالعدد المسموح به يوميا عدد محدود حتى لا تزيد الطين بله , او حتى لا تزيد الميل ميلاٌ , وقد صعدت الدرجات حتي السطح , و ودرت كما دار الاخرون حول السور العلوي , و الغرابة انك لا تحس بالخوف من انهيار مفاجئ وانت على السطح , او لعلها طمأنينة الصور فكلها توحي ان شمشون آخر علي الارض يسند البرج ويمنع سقوطه .
علي السطح العلوي للبرج درت و تلفت و التقطت صورا جمعتها في البوم صغير , لأعود له كلما طافت الذاكره بمدينة بيزا و برجها و الساحة التي تدعى ساحة المعجزات , كذلك هناك حول البرج مساحة خضراء تلقي نفسك عليها في طمأنينه غريبة فقد تأكدت الآن ان البرج و رغم ميله , لن يقع فوقك .
وبعد البرج لابد أن تاخذك السياحة على الاقدام الي طرقات المدينه العتيقة بأزقتها الضيقة و نهرها الهادئ , و المسير علي ضفاف النهر يضفي على المدينه لمسة من النشوة و الفرح الخاص الذي ينبعث من تحقق حلم قديم .
و كما اتيت غادرت المدينه من مطار غاليليو , وبينما كانت الطائره تحلق كنت أطل من نافذتها فأرى البرج شامخاُ رغم ميله ٫ فالوح له مودعة , و اخرج من حقيبة يدي مجسما تذكاريا له , اتامله و اطيل النظر
بالبحث و السؤال وجدت ان مدينه بيزا التي تحوى البرج الاعجوبه , علي بعد ثلاث ساعات بالسيارة من روما , و الاسهل ان تستقل الطائرة الي مطارها الدولي (مطارغاليليو) , و هذا ما فعلته .
بيزا مدينة ايطالية تقع في إقليم توسكانا على مقربة من البحر الابيض المتوسط وهي عاصمة مقاطعة بيزا، و طبعا تشتهر بوجود بلاد بيزا المائل فيها. كما توجد في المدينه ساحة المعجزات المعلنة من قبل اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي وفيها الكاتدرائية الرخامية التي بنيت بأسلوب بناء روماني و بأبواب برونزية، اما برد بيزا المائل فقد تم بنائه في القرن الثاني عشر و أخذ شكله المائل مباشرة بعد البدء ببنائه و الذي استمر لقرنين من الزمان .
و يختلف المؤرخون في تحديد اسم المعماري الذي قام بهندسة و بناء البرج , لكن هذا لا يهم الا المؤرخين والمعماريين أما الزائر فينسى كل ذلك امام روعه و جمال و اعجاز البناء ذاته .
يتكون البرج الشهير من ثمانية طوابق مبنية من الرخام الابيض على الطراز الروماني بارتفاع 55 متر وبه درج مبني داخل الجدران يتألف من 300 درجة تقريبًا. و يُعرف البرج باسم برج بيزا أو برج بيزا المائل كما يعرف باسم برج الجرس وهو مُصطلح يُطلق على الأبراج التي تحتوي على أجراس بداخلها.
ويتبع بُرج بيزا للكاتدرائيّة الموجودة في المدينة الإيطالية بيزا وهو ثالث أقدم بناء في محيط الكاتدرائية في مدينة بيزا. يُعتبر البرج من أقدم الإنشاءات الموجودة منذ العصور الوسطى، كما يُعتبر من أبرز المواقع الأثريّة التي يأتي إليها السُيّاح من مختلف أنحاء العالم.
من الحكايات عن العلاقة بين البرج والتجارب العلمية , حكاية العالم الإيطالي الشهير عاليليو وتجربته عن الجاذبية الارضية. حيث يروى انه أسقط كرتين من قذائف مدفع ذوات كتل مختلفة من اعلى برج بيزا , لتوضيح أن سرعة سقوطهما لا تعتمد على كتلهما ووزنهما . وهذه القصة، بالرغم أنها على لسان تلميذ لغاليليو، الا انه لم تثبت صحتها تاريخيا.
ميل البرج واضح للعيان حيث يبلغ حوالي 18 قدما , ويقال بأن سبب هذا الميلان هو رخاوة وهبوط في التربة المبني عليها البرج. وظهر هذا الميلان منذ المراحل الأولى لبناء هذا البرج, لكن المعماريين استمروا في البناء على أساس نفس الميلان، وعندما كانوا يبنون الدوريين الرابع والخامس من البرج حاول المعماريون تحريك مركز ثقل البرج لتلافي الميلان ولكن يبدوا انهم لم يفلحوا بذلك. وفي عهد الزعيم الايطالي موسوليني أمر بتدعيم قواعد البرج بصب الخرسانة , حتى يتم إعادته إلى وضعه الأفقي , لكن ذلك أدى إلى غوصه أكثر في التربة.
وبعد عدة عقود من البحث والعمل حول الموضوع، تم إغلاق البرج أمام الزوار في يناير 1990. وبعد عقد من جهود التصحيح والتثبيت تمت إعادة فتح الأبواب للزوار في ديسمبر 2001. وقد تم اقتراح العديد من الطرق لتثبيت البرج من ضمنها إضافة اطنان من الرصاص كثقل مقابل على الطرف المرتفع من قاعدة البرج. لكن الحل النهائي لتصحيح الميلان كان إزالة 38 متر مكعب من التربة من تحت الطرف المرتفع من قاعدة البرج. وتم إعلان البرج "مستقرا" لثلاثمئة عام قادمة على الاقل .
وقد تساءلت : يا ترى خلال الاعوام العشرة التي اغلق البرج خلالها ... كم من سائح فقد الفرصة لزياره البناء الاعجوبة هذا .. و كم من زائر اكتفي – اضطراريا – بالنظر الخارجي الي شكل البرج دون ان يقترب ان يصعد درجاته ؟
المهم انني كنت من المحظوظين اللذين واتتهم الفرصه للمشاهده الخارجيه و ايضا صعود الثلاثمائه درجة الضيقه حتى سطح البرج .
اما المشاهدة الخارجيه فهي مثيره و جميله و الاستزادة منها اساسي و لا تمل منها من كل الجهات ما دمت في المدينه , و لذا فقد انتشرت الفنادق الصغيره حول المكان , ومعظمها تطل شرفاته علي منظر البرج المائل , و لك ان تقضي ليله طويله متاملا و متسائلا .. لما لم يسقط هذا البرج حتى الان ؟ و ماذا لو سقط امامي الآن ؟وهي اسئلة غير رومانسية لا تليق بالليالي القمرية الصالحة لتأمل الجمال دون مخاوف .
مشهد اخر لا ينسي في زياره برج بيزا المائل , فالزوار الكثر و المنتشرون حول المكان و حول البرج يلتقطون الصور من كل الاتجاهات و الغريب , ليس التقاط الصور الفوتوغرافيه , و لكن الاوضاع التي تلتقط فيها تلك الصور , فهذا و ذاك و تلك , يقف امام الكاميرا رافعا يده او كلتا يديه في الهواء من ناحيه البرج , و البعض ينحني بجسده قليلا و هو يشير بأصبعه لناحية البرج , وبعد ان دققت النظر و تطفلت علي بعض شاشات الكاميرات , اكتشفت ان هذا الوضع الذي يبدو غريبا للناظر , يبدو من الكاميرا و كانك تسند البرج المائل لتمنعة من السقوط او الانهيار.
بصراحة اعجبتني الفكرة و لا انكر انني التقطت لنفسي صورة فوتوغرافيه و انا ابدو اسند البرج المائل من الانهيار .. و كانني صرت شمشون الزمان الجديد.
اما الاثارة الاخرى فكانت صعود الدرج الضيق فهناك, 300 درجة ضيقه لتصعد البرج الي سطحة , عليك بانتظار دورك و عليك ان تضمن ان لك مكانا في ذلك اليوم للصعود فالعدد المسموح به يوميا عدد محدود حتى لا تزيد الطين بله , او حتى لا تزيد الميل ميلاٌ , وقد صعدت الدرجات حتي السطح , و ودرت كما دار الاخرون حول السور العلوي , و الغرابة انك لا تحس بالخوف من انهيار مفاجئ وانت على السطح , او لعلها طمأنينة الصور فكلها توحي ان شمشون آخر علي الارض يسند البرج ويمنع سقوطه .
علي السطح العلوي للبرج درت و تلفت و التقطت صورا جمعتها في البوم صغير , لأعود له كلما طافت الذاكره بمدينة بيزا و برجها و الساحة التي تدعى ساحة المعجزات , كذلك هناك حول البرج مساحة خضراء تلقي نفسك عليها في طمأنينه غريبة فقد تأكدت الآن ان البرج و رغم ميله , لن يقع فوقك .
وبعد البرج لابد أن تاخذك السياحة على الاقدام الي طرقات المدينه العتيقة بأزقتها الضيقة و نهرها الهادئ , و المسير علي ضفاف النهر يضفي على المدينه لمسة من النشوة و الفرح الخاص الذي ينبعث من تحقق حلم قديم .
و كما اتيت غادرت المدينه من مطار غاليليو , وبينما كانت الطائره تحلق كنت أطل من نافذتها فأرى البرج شامخاُ رغم ميله ٫ فالوح له مودعة , و اخرج من حقيبة يدي مجسما تذكاريا له , اتامله و اطيل النظر
