وإذا تمت الموافقة على العقار في بريطانيا، يمكن أن يستفيد منه ما لا يقل عن مئة ألف شخص يعانون من شكل خفيف من المرض.
وقالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) إن هناك "أدلة قوية على أن عقار "أدوكانوماب" يقلل من لويحات الأميلويد بيتا في الدماغ" وأن هذا "من المرجح بشكل معقول أن يكون مؤشرا على فوائد مهمة للمرضى".
تجارب مثيرة للجدل
في آذار/ مارس 2019، توقفت التجارب الدولية المتأخرة عن عقار أدوكانوماب، والتي شملت حوالي 3000 مريض، عندما أظهرت التحاليل أن الدواء، الذي يُعطى على شكل محلول يحصل عليه المريض شهريا، لم يكن أفضل في إبطاء تدهور مشاكل الذاكرة والتفكير من الدواء الوهمي.
ولكن في وقت لاحق من ذلك العام، قامت الشركة المصنعة الأمريكية بيوجين Biogen بتحليل المزيد من البيانات، وخلصت إلى أن العقار ناجح، طالما تم إعطاؤه بجرعات أعلى. وقالت الشركة أيضا إنه نجح بشكل كبير في إبطاء التدهور المعرفي
ويستهدف "أدوكانوماب" بروتين الأميلويد، وهو بروتين يشكل كتلًا غير طبيعية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر والتي يمكن أن تدمر الخلايا وتحفز الخرف، بما في ذلك: مشاكل الذاكرة والتفكير، والتواصل مع الآخرين، والالتباس والتشوش.
"المضي في الاتجاه الصحيح"
لاحظ ألدو سيريسا، الذي شارك في التجربة، لأول مرة مشاكل في التفريق بين اليسار واليمين قبل 10 سنوات.
وبعد تشخيص حالته، اضطر الرجل البالغ من العمر 68 عاما، وهو في الأصل من غلاسكو ويعيش الآن في أوكسفوردشير، بالقرب من عائلته، إلى التخلي عن وظيفته كجراح.
حصل سيريسا على دواء أدوكانوماب لمدة عامين قبل أن يتم إيقاف التجربة، ثم اضطر إلى الانتظار لفترة طويلة نسبيا لبدء تجربة أخرى، في المستشفى الوطني لطب الأعصاب وجراحة الأعصاب في لندن.
وقال سيريسا "أنا سعيد جدًا بالتطوع".
وأضاف "أنا حقًا أستمتع بهذه الرحلة التي أقوم بها، وبالفوائد التي أحصل عليها منها، والتي أنا ممتن جدًا لها".
وسيريسا مقتنع بأن الدواء ساعده.
وقال "أشعر أنني لست في حيرة من أمري. على الرغم من أن الشعور بالتشوش موجود، إلا أنه ليس بهذا السوء".
وأضاف "أصبحت أكثر ثقة الآن".
وقال سيريسا إن عائلته لاحظت تحسنا أيضا.
وقال "من قبل، إذا كنت أحاول إحضار شيء، لم أستطع تذكر أين أجد الأشياء في المطبخ".
وأضاف "لم يعد الأمر مشكلة كبيرة كالسابق".
وقال "لم ألحق بالمستوى الذي كنت عليه من قبل، لكني أسير في الاتجاه الصحيح."
ويُعتقد أن أكثر من 30 مليون شخص حول العالم مصابون بمرض الزهايمر، ومعظمهم تزيد أعمارهم عن 65 عاما.
وبالنسبة لحوالي 500 ألف شخص مصاب في بريطانيا، سيكون معظم الأشخاص المؤهلين للحصول على "أدوكانوماب" في الستينات أو السبعينات من العمر وفي مرحلة مبكرة من المرض.
وقال البروفيسور بارت دي ستروبر، مدير معهد أبحاث الخرف في بريطانيا، إن قرار الموافقة على عقار"أدوكانوماب" يمثل "علامة فارقة كبيرة" في البحث عن علاجات لمرض الزهايمر.
وفي العقد الماضي، فشل أكثر من 100 علاج محتمل لمرض الزهايمر.
لكن بينما يأمل دي ستروير في أن تكون الموافقة على العقار نقطة تحول لملايين الأشخاص المصابين بهذه الحالة، إلا أنه قال إنه "لا يزال هناك الكثير من الحواجز التي يتعين التغلب عليها".
وقال البروفيسور جون هاردي، أستاذ علم الأعصاب في يونيفرسيتي كوليدج لندن "يجب أن نكون واضحين، في أحسن الأحوال، هذا دواء ذو فائدة هامشية لن يساعد إلا المرضى المختارين بعناية شديدة".
وذهب البروفيسور روبرت هوارد، أستاذ الطب النفسي للشيخوخة في يونيفرستي كوليدج لندن، إلى أبعد من ذلك واصفا الموافقة على العقار بأنها "خطأ فادح" ويمكن أن يعرقل البحث المستمر عن علاجات فعالة للخرف "لعقد من الزمن".
وقالت جمعية الزهايمر إن العقار "واعد" لكنها أضافت أنه "مجرد بداية الطريق إلى علاجات جديدة لمرض الزهايمر".
وقالت مؤسسة خيرية أخرى، وهي مؤسسة "أبحاث الزهايمر في بريطانيا"، إنها كتبت إلى وزير الصحة، مات هانكوك، تطلب من الحكومة إعطاء الأولوية لعملية الموافقة السريعة على الدواء في المملكة المتحدة.
وقالت الرئيسة التنفيذية هيلاري إيفانز "الأشخاص المصابون بالخرف وأسرهم ينتظرون وقتًا طويلاً جدًا للحصول على علاجات جديدة تغير حياتهم".
وأضافت "من الضروري الآن أن تقوم السلطات التنظيمية بتقييم الأدلة لتقرير ما إذا كانت تعتقد أن العقار آمن وفعال للاستخدام في المملكة المتحدة."
على الرغم من أن العديد من الأطباء يشككون في فوائد "أدوكانوماب"، إلا أن الموافقة الأمريكية عليه يمكن أن تكون بمثابة دفعة كبيرة لأبحاث الخرف، والتي تعاني تقليديا من نقص التمويل مقارنة بالسرطان أو أمراض القلب.