نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


الهافانا أعرق مقاهي دمشق الأدبية و محمد الماغوط أشهر رواده





دمشق - وكالات - يعكس المقهى الشعبي تغيرات المجتمع السوري اذ بات الشبان والنساء يرتادونه لكنه حافظ في الوقت نفسه على مكانته التاريخية في دمشق امام اجتياح المقاهي الحديثة مؤخرا ارصفة العاصمة


الهافانا أعرق مقاهي دمشق الأدبية و محمد الماغوط أشهر رواده
ويذكر احد العاملين في مقهى الهافانا العريق الواقع في الوسط التجاري للعاصمة انه "في الاربعينات من القرن الماضي كان كل مقهى يتميز عن الآخر بالشخصيات السياسية والثقافية البارزة التي كانت ترتاده".
ويضيف ان "رواد المقهى كانوا ينقسمون الى قطاع فكري وسياسي يتزعمه المفكران زكي الارسوزي وصدقي اسماعيل، وتيار ادبي يمثله شاكر مصطفى وعبد المطلب الأمين وسعيد حورانية" أما أشهر رواد مقهى الهافانا من الشعراء فكان الشاعر الراحل محمد الماغوط الذي هجر الهافانا في سنواته الاخيرة ليلتحق بمقهى فندق الشام .
ويقول المحامي عدنان طبنج الذي يرتاد يوميا منذ اربعين عاما مقهى الكمال المجاور للهافانا "كان رواد الكمال من جماعة اكرم الحوراني" (1911-1996) السياسي السوري.
ويتابع "لكن طرأ تحول عند استلام حزب البعث العربي الاشتراكي الحكم فأصبح الحراك السياسي محدودا واقتصر دور النشاط في المقاهي على النشاط الاجتماعي الترفيهي".
واضاف ان "الامور تغيرت بعد تولي بشار الاسد الرئاسة وطرح برنامج التغيير، فارتاد الشباب الراغبون في اعادة العمل المدني في المؤسسات المقهى بعد ان كانت وقفا على كبار السن".
ويقول الاديب عادل ابو شنب "لم يكن الشباب يجرؤون على دخول المقهى بسبب وجود كبار الشخصيات التي كانت تنظر اليهم بازدراء".
ويتذكر ابو شنب انه دخل مقهى البرازيل الذي كان يجمع نخبة السياسيين قبل ان يتم هدمه نهاية الخمسينيات، "بشفاعة" الاديب سعيد الجزائري.
الا ان عدد الرواد الاصليين للمقهى بدأ بالانحسار بسبب "غزو" الفئات العمرية الشابة التي استهوتها عادة دخان المعسل (نوع من النرجيلة) الشائع في المقاهي منذ ثماني سنوات.
واسف طبنج لانه "سابقا لم يكن يدخن النرجيلة من كان عمره دون الخمسين، اما اليوم فاصبحت النرجيلة عادة اجتماعية مقبولة حتى بين النساء".
ويعلو صوت خليل الجالس على الطاولة المجاورة قائلا "يعود سبب ارتياد عدد كبير من الشباب المقهى الى البطالة المرتفعة وهي ظاهرة لم تكن ملموسة في الماضي".
والمح ايضا الى "ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس التي برزت منذ سنتين".
وانعكس ارتياد الشباب على طابع بعض المقاهي، اذ رضخت مؤخرا ادارة مقهى الروضة التاريخي الى متطلبات هذه الفئة وقامت بتجهيز المقهى بشاشات عرض كبيرة لنقل البرامج الفنية والمباريات الرياضية.
اما حكمت، اقدم العاملين في المقهى، فاوضح ان الادارة قامت بتنويع لائحة مشروباتها التي كانت تقتصر على القهوة والشاي والنرجيلة ارضاء لزبائنها الجدد.
وتحدث ابو شنب عن ظاهرة دخول العنصر النسائي بكثافة الى المقهى حيث "تشكل نسبتهن 40 بالمئة بينهن 50 بالمئة من المحجبات".
واشار الى ان كوليت خوري الاديبة السورية كانت اول من كسر الحاجز عندما ارتادت مقهى البرازيل في بداية الستينات.
وتتذكر الكاتبة نضال حمارنة اول مرة دخلت فيها مقهى الروضة "الذكوري بامتياز" في 1999، وتقول "اقترح علي الروائي هاني الراهب لقاءه في الروضة فاستغربت الامر لكنني وافقت حبا بالتجريب". وتتابع حمارنة "دخلت المقهى ولم اجد اي امراة فدخلت بقدم الى الامام وقدمين الى الوراء الى ان وصلت الطاولة فجلست وكنت متوترة جدا". وتضيف "اليوم يرتاد الروضة الكثير من النساء من اجل التواصل انسانيا ومهنيا".
كما ان للازمة الاقتصادية تاثيرها المباشر على ممارسات المرتادين.
ويقول طبنج "في الماضي كان هناك في كل طاولة شخص يعتبر كبير قعدة يأخذ على عاتقه حساب الطاولة، فلم يكن هناك احد يجرؤ على دفع الحساب بوجوده وان فعل فخفية، اما اليوم فكل شخص يحاسب عن نفسه".
وبرزت في العاصمة دمشق مؤخرا عدة مقاه حديثة تابعة لمختلف العلامات التجارية العالمية مثل سيغافريدو" و"كوستا كافيه" التي لاقت رواجا كبيرا دفعها الى فتح عدة فروع لها في مختلف الاحياء الدمشقية.
وكانت العاصمة السورية تفتقر حتى فترة قصيرة الى مثل هذه المقاهي الحديثة التي تستهوي الشباب. الا ان اصحاب المقاهي الشعبية لا يخشون من وجودها ولا يعتبرون انها تشكل منافسا لها.
ويقول احد العاملين في الهافانا ان "الشباب الذين يتبعون ما هو سائد في طريقة التسريحة او الملابس سيبدون شاذين وسط مرتادي هذا المقهى فلكل مقهى رواده
------------------------------------------------------------
الصورة : الشاعر الراحل محمد الماغوط أشهر رواد مقهى الهافانا

وكالات - ا ف ب
السبت 2 ماي 2009