بنيان محمد شاب أثيوبي لجأ الى بريطانيا عام 1994وكان مسيحيا لكنه أعتنق الاسلام وبعد اسلامه ذهب الى باكستان عام 2001 ليتعرف على نموذج العيش في دولة اسلامية كما يقول وللانضمام الى تنظيم القاعدة كما كانت تفترض المخابرات الأميركية التي اسقطت كل التهم ضده بعد تحقيق وتعذيب دام ثمانية سنوات كما اسقطتها عن سامي الحاج وآخرين لأنها ومنذ اعتقلت اؤلئك الناس لم يكن لديها ضدهم أي دليل غير تواجدهم في باكستان وافغانستان ومع ذلك سمحت الدولة العظمى ذات القوانين لنفسها باعتقالهم وتعذيبهم ولكن خارج التراب الأميركي فالقانون هناك لا يجيز التعذيب بل ولا يجيزه اي قانون لكن البلاد العربية كل شئ فيها جائز وممكن لذا رحلت السي آي ايه من تريد تعذيبهم الى الأردن والمغرب - ويقال مصر أيضا - حيث خضع أكثر من شخص لتعذيب مرير لكن قبل الافراج عن بنيان محمد ما كان بالامكان اثبات تلك الوحشية الدولية المتكاتفة والمتحالفة اما وقد وصل أحد الضحايا أمس الى العاصمة البريطانية بعد الافراج عنه فقد أصبح اثبات التعذيب ممكنا وصار عند الحقوقيين أدلة وشهادات وتواريخ تدين ثلاثة أجهزة استخبارات بينها المخابرات المغربية .
بنيان محمد لم يتحدث للصحافيين بعد لكن المحامين الذين يتولون الدفاع عنه بدأوا بتسريب تفاصيل الحكاية المأساوية حيث بدأت المخابرات البريطانية تساعد في التحقيق معه وهو يخضع للتعذيب في باكستان ثم في افغانستان قبل نقله الى المغرب ودليل هؤلاء على الدور البريطاني تزويد المحققين الاميركين بوثائق وصور ومعلومات لا يدري أحد غيرها بوجودها قدمها بنيان اثناء النظر في طلبه للجوء السياسي .
وقد تكرر الأمر ذاته في المغرب كما يقول محامو الأثيوبي فهناك في زنازين التعذيب المغربية كان من يزود الجلاد المغربي والمخبر الاميركي بمعلومات كانت حكرا على الاستخبارات البريطانية وقد سارع ديفيد مليبان وزير الخارجية الى نفي التهمة فقال ان بلاده لم تشارك في اي عملية تعذيب ثم جاء الدور على رئيس الوزراء لينفي بصيغة الاثبات حين قال انه لا يحبذ الافراج عن وثائق استخبارية لان العلاقة بين المخابرات الدولية تقوم على الثقة وما دام الاميركيون لا يريدون الافراج عن الوثائق الخاصة ببنيان محمد فلن يفرج عنها .
ان الافراج عن الوثائق الخاصة بالتعذيب المشترك قد تساهم ضمن امور اخرى أهمها الازمة الاقتصادية والماليةفي زعزعة استقرار الحكومة فأمر انتهاك القوانين مسألة لا يمكن التساهل بها في بريطانيا حتى لو كان المنتهك جهازا اسخباراتيا حكوميا يطلع رئاسة الوزراء على كل ما يقوم به
القصة لن تتوقف هنا فنحن نرى بدايتها فقط ففي بريطاني هيئات حقوقية ستجبر الحكومة في النهاية على الاعتراف بالمشاركة في هذه الجرائم الانسانية لكن السؤال الآن ماذا عن الدور العربي المتهم بالاعمال القذرة نيابة عن الاميركيين وماذا عن دور المخابرات المغربية بالتحديد في قضية بنيان محمد ؟
في المغرب أيضا هيئات حقوقية نشطة ووزارة حقوق انسان نضع امامهم جميعا هذه التفاصيل ليساءلوا السلطات المغربية عن حقيقة ما جرى في زنازينها فليس جيدا لسمعة المغرب ان يكون وكيل عذاب للاميركيين الذين يريدوا أن يتناظفوا على حساب غيرهم وكأنهم يعتقدون أنهم يستطيعون ادعاء البراءة لمجرد ان التعذيب وقع نيابة عنهم في اراض غير اميركية
----------
الصورة : بنيان محمد قبل اعتقاله وفي اللقطة الثانية يخفي وجهه من الكاميرات بعد عودته من غوانتانامو
بنيان محمد لم يتحدث للصحافيين بعد لكن المحامين الذين يتولون الدفاع عنه بدأوا بتسريب تفاصيل الحكاية المأساوية حيث بدأت المخابرات البريطانية تساعد في التحقيق معه وهو يخضع للتعذيب في باكستان ثم في افغانستان قبل نقله الى المغرب ودليل هؤلاء على الدور البريطاني تزويد المحققين الاميركين بوثائق وصور ومعلومات لا يدري أحد غيرها بوجودها قدمها بنيان اثناء النظر في طلبه للجوء السياسي .
وقد تكرر الأمر ذاته في المغرب كما يقول محامو الأثيوبي فهناك في زنازين التعذيب المغربية كان من يزود الجلاد المغربي والمخبر الاميركي بمعلومات كانت حكرا على الاستخبارات البريطانية وقد سارع ديفيد مليبان وزير الخارجية الى نفي التهمة فقال ان بلاده لم تشارك في اي عملية تعذيب ثم جاء الدور على رئيس الوزراء لينفي بصيغة الاثبات حين قال انه لا يحبذ الافراج عن وثائق استخبارية لان العلاقة بين المخابرات الدولية تقوم على الثقة وما دام الاميركيون لا يريدون الافراج عن الوثائق الخاصة ببنيان محمد فلن يفرج عنها .
ان الافراج عن الوثائق الخاصة بالتعذيب المشترك قد تساهم ضمن امور اخرى أهمها الازمة الاقتصادية والماليةفي زعزعة استقرار الحكومة فأمر انتهاك القوانين مسألة لا يمكن التساهل بها في بريطانيا حتى لو كان المنتهك جهازا اسخباراتيا حكوميا يطلع رئاسة الوزراء على كل ما يقوم به
القصة لن تتوقف هنا فنحن نرى بدايتها فقط ففي بريطاني هيئات حقوقية ستجبر الحكومة في النهاية على الاعتراف بالمشاركة في هذه الجرائم الانسانية لكن السؤال الآن ماذا عن الدور العربي المتهم بالاعمال القذرة نيابة عن الاميركيين وماذا عن دور المخابرات المغربية بالتحديد في قضية بنيان محمد ؟
في المغرب أيضا هيئات حقوقية نشطة ووزارة حقوق انسان نضع امامهم جميعا هذه التفاصيل ليساءلوا السلطات المغربية عن حقيقة ما جرى في زنازينها فليس جيدا لسمعة المغرب ان يكون وكيل عذاب للاميركيين الذين يريدوا أن يتناظفوا على حساب غيرهم وكأنهم يعتقدون أنهم يستطيعون ادعاء البراءة لمجرد ان التعذيب وقع نيابة عنهم في اراض غير اميركية
----------
الصورة : بنيان محمد قبل اعتقاله وفي اللقطة الثانية يخفي وجهه من الكاميرات بعد عودته من غوانتانامو