ونقلت عن مهاجر سوري يدعى أبو عمر إن شخصين جاءا إلى المخيم السوري، أحدهما يرتدي زيا عسكريا والآخر بملابس مدنية، وأبلغا اللاجئين أن عليهما اقتحام الجانب البولندي في غضون ثلاثة أيام.
وأكد الرجل الذي يرتدي ملابس مدنية لأبو عمر ورفاقه أن حرس الحدود البيلاروسي سيوفر لهم منفذاً مجانياً للعبور وإلا سيتم نقل اللاجئين إلى مينسك ومن ثم ترحيلهم إلى وطنهم سوريا.
وبحسب المصدر، لا يزال حتى اليوم في منطقة حاجز غرودنو الحدودي قرابة 1400 لاجئ، معظمهم من المناطق الكردية في العراق وسوريا ومن بينهم نحو 150 عربياً منهم 53 سورياً من إدلب.
ومن شأن ترحيل السوريين إلى دمشق أن يعرض حياتهم للخطر ولا سيما أن القادمين من إدلب سيواجهون بدون شك الاعتقال الفوري.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية العراقية أعلنت في 11 تشرين الثاني أنها ستنظم رحلات لاستعادة مواطنيها. لكن الأمر مختلف بالنسبة لحكومة أسد، فالأشخاص الذين فروا إلى أوروبا يعتبرون أعداء للنظام، ولن يتم الترحيب بعودتهم، ولهذا السبب جاءت قوات الأمن البيلاروسية إلى المهاجرين السوريين الذين يدركون بأنهم لا يستطيعون العودة إلى وطنهم، فهناك سوف يُسجنون أو يموتون.
وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، شهدت الحدود البيلاروسية البولندية أزمة لجوء إنسانية تمثلت بمحاولة نحو أربعة آلاف من اللاجئين للوصول إلى الاتحاد الأوروبي انطلاقاً من الأراضي البيلاروسية، معظمهم من العراقيين والسوريين.
كما قضى في الأسابيع الأخيرة ما لا يقل عن 13 شخصاً مهاجراً في المنطقة الحدودية بين بيلاروسيا وبولندا بسبب الطقس البارد والجوع والظروف المناخية.
ويتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي "ألكسندر لوكاشينكو" بتدبير أزمة المهاجرين، التي تشمل آلاف الأشخاص من الشرق الأوسط انتقاماً لتشديد العقوبات التي فرضتها الكتلة بسبب قمع احتجاجات المعارضة في أعقاب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها العام الماضي.