نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إلى حرب على لبنان ولو صارت إقليمية

20/09/2024 - عبد الوهاب بدرخان

هجمات "البيجر" مُؤشّر حرب أوسع

20/09/2024 - عبدالجبار عكيدي

عامٌ من الألم

19/09/2024 - الياس خوري

الصراع على دمشق.. إلى متى؟

13/09/2024 - جمال الشوفي

( ماذا نفعل بالعلويين؟ )

12/09/2024 - حاتم علي


الاخوان المسلمون يطالبون البابا بالاعتذار ومسيحيو غزة يتساءلون عن تجاهله لزيارة القطاع




عمان - رندا حبيب - الفاتيكان - كاترين جوو - تعود العلاقات بين الفاتيكان والمسلمين الى الواجهة من جديد مع زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى الشرق الاوسط حيث يطالبه الاسلاميون الذين لم ينسوا خطابه عام 2006 بالاعتذار عن تصريحات ربطت الاسلام بالعنف.


الاخوان المسلمون يطالبون البابا بالاعتذار ومسيحيو غزة يتساءلون عن تجاهله لزيارة القطاع
وقالت جماعة الاخوان المسلمين في الاردن الذي يزوره البابا من 8 الى 11 آيار/مايو المقبل، في اطار رحلة حج الى الاراضي المقدسة ان على الحبر الاعظم تقديم الاعتذار مجددا قبل زيارة المملكة عن تصريحاته التي "مست الاسلام والرسول الكريم".
وحض زكي بني ارشيد امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للجماعة، الحكومة الاردنية في رسالة بعث بها الى رئيس الوزراء نادر الذهبي على "طلب اعتذار علني من بابا الفاتيكان عن التصريحات المسيئة لديننا الحنيف ولرسولنا الكريم".
واشار الى ان "البابا لم يعتذر عن الاساءة حتى الان مما يعتبر استفزازا لمشاعر مليار ونصف من المسلمين في ارجاء المعمورة".
واعتبر حزبه، المعارض الرئيسي في الاردن الذي يملك ستة مقاعد في مجلس النواب ان زيارة البابا للمملكة "مرفوضة وغير مرحب بها في حال اصراره على مواقفه المسيئة للاسلام والمسلمين واستخفافه بمشاعرهم وعدم اعلانه احترام الاسلام والرسول".
وسبق ذلك ان دعا جميل ابو بكر، المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين في الاردن، الفاتيكان الى "ارجاء هذه الزيارة بحيث تتم معالجة الملاحظات السالفة الذكر".
ولا تشاطر الحكومة الاردنية الاسلاميين هذا الرأي وهي ماضية في استعدادها لاستقبال البابا "الذي اختار ان يبدأ زيارته المنطقة بالاردن كدلالة على ان المملكة مثال على التعايش الديني"، كما يقول نبيل الشريف وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والاتصال لوكالة فرانس برس.
واضاف الشريف الذي يعتبر زيارة البابا لمسجد الملك الحسين في عمان "دلالة على الاحترام الذي يكنه البابا للاسلام والمسلمين" ان "هذه الزيارة فرصة من اجل تعزيز التفاهم بين الاديان والحوار بين القادة من رجال الدين".
ويشكل المسيحيون في الاردن 5% من تعداد السكان البالغ نحو ستة ملايين نسمة اي ما يقارب 300 الف نسمة، 118 الفا منهم من رعايا الكنيسة الكاثوليكية.
وكان البابا القى خطابا في 11 ايلول/سبتمبر 2006 في جامعة بالمانيا، استشهد خلاله بامبراطور مسيحي كان انتقد بعض تعاليم الرسول محمد على انها "شريرة وغير انسانية" وتناقض بين الاسلام والعقل، ما اثار احتجاجات وغضبا في العالم الاسلامي.
واعتذر البابا عن هذه التصريحات في مناسبتين، ثم نظم لقاء استثنائيا مع سفراء الدول الاسلامية المعتمدين لدى الفاتيكان.
من جانبه، قال الشريف ان لقاء البابا مع قيادات اسلامية في مسجد الحسين بن طلال "دلالة على احترامه الاسلام والمسلمين".
ووفقا للكنيسة الكاثوليكية في الاردن فان البابا سيؤكد خلال اللقاء على ان "الدين اساس لخدمة السلام العالمي والعدالة خصوصا في الشرق الاوسط".
واعتبر المحلل السياسي مصطفى حمارنة في تصريحات لوكالة فرانس برس بأن "ردة فعل الاسلاميين جاءت طبيعية نتيجة لفهمهم لتصريحات البابا".
واضاف "على كل حال يجب طي الصفحة الان والعمل على بدء حوار بين الاديان يقود الى التسامح وقبول الاخر".
الاسلاميون انتقدوا كذلك برنامج زيارة البابا لاسرائيل الذي يبدأ من 11 الى 15 آيار/المقبل، واحتج المتحدث بأسم جماعة الاخوان المسلمين قائلا ان "البابا سيزور نصب مايدعى بالمحرقة".
وقال ان زيارته تأتي "في وقت لم يمض فيه الكثير من الوقت على المحرقة التي اشعلها الكيان الصهيوني بأبناء غزة وراح ضحيتها مئات الاطفال والنساء والشيوخ وهدمت خلالها المعابد والمستشفيات والمدارس والبنية التحتية".
وتساءل ابو بكر "هل سيعرج بابا الفاتيكان على غزة لمعاينة كيف تنتهك الانسانية؟ ام ان الامر لايستحق!".
كما حذر الاسلاميون البابا من زيارة حائط البراق او المبكى في الحرم القدسي وقال ابو بكر ان "حائط البراق الذي ينوي البابا زيارته هو أرث اسلامي مسلوب"، محذرا البابا لهذه "الخطوة الاحتلالية بزيارته له".
وبدورهم انتقد مسيحيو غزة في تصريحات نشرها موقع "اسلام اون لاين" المستقل البابا لتجاهله زيارة القطاع الذي تعرض لهجوم عسكري اسرائيلي من 27 كانون الاول/ديسمبر 2008 الى 25 كانون الثاني/يناير 2009 اسفر عن مقتل 1330 فلسطينيا، وفق حصيلة لاجهزة الاسعاف الفلسطينية.
وتساءل الاب مانويل مسلم عن صوابية توقيت هذه الزيارة بعد اشهر قليلة من الحرب. والاب مسلم هو المسؤول عن الرعية الكاثوليكية في غزة التي لم تعد تضم سوى 200 شخص تقريبا.
واضاف لوكالة فرانس برس "سنسأله لماذا اتى، وما الذي سيقوله للمسلمين والمسيحيين واليهود؟ ولماذا لن يزور غزة؟ سنقول له ان هذا ليس الوقت المناسب لزيارة الاراضي المقدسة فيما لا تزال القدس محتلة. ونسأله عن جدوى زيارته، فنحن هنا نملك الاجوبة كلها".
من جانبها، دعت صحيفة الحقيقة الدولية الاسبوعية (اردنية-مستقلة) الخميس الكتاب والمفكرين والمثقفين والسياسيين ورجال الدين لكتابة مقالات على موقعها الالكتروني تطالب البابا "بتوضيح موقفه من الاسلام والقضية الفلسطينية".
وطالبت البابا بالاعتذار ناشرة صورة له كتب الى جانبها "فلتعتذر للاسلام والمسلمين أولا" الا انها اكدت ان "دعوتنا لا تنتقص من مدى ترحابنا وامنياتنا للبابا في اقامة مريحة وطيبة في ربوع بلادنا".
وقال قيادي اسلامي رفض الكشف عن اسمه ان "البابا يوحنا بولس الثاني سبق وان قام بزيارة هذه المواقع في القدس عام 2000 دون ان يؤدي ذلك الى اثارة اي جدل".
واضاف ان "بنديتكوس السادس عشر نجح في إثارة المسلمين ضده في الايام الاولى من تسلمه المنصب. والامر يتطلب افعالا لا كلاما لاعادة بناء جسور الثقة".
ويتوجه بعد تسع سنوات على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني، البابا بنديكتوس السادس عشر بدوره الى الارض المقدسة ليدعو الى السلام والمصالحة في الشرق الاوسط، في زيارة تثير الترقب والتوتر نظرا الى حساسية العلاقات تاريخيا بين اليهود والكنيسة الكاثوليكية.
واعتبر بنديكتوس السادس عشر زيارته بمثابة "رحلة حج" سيرفع خلالها الصلوات من اجل "الوحدة والسلام" في المنطقة. وقال الاب فيديريكو لومباردي "المتحدث" باسم الفاتيكان للتلفزيون الفاتيكاني ان البابا "سيبحث المصالحة في ارض جوهرية من اجل الحوار بين الديانات الكبرى والسلام في العالم".
لكن ان كانت اسرائيل تعول على هذه الزيارة لتحسين صورتها بعدما تضررت جراء هجومها الاخير على حركة حماس في قطاع غزة والذي اوقع اكثر من 1300 قتيل فلسطيني بين 27 كانون الاول/ديسمبر و18 كانون الثاني/يناير، فثمة مواضيع كثيرة تثير توترا بين الدولتين.
وصدمت اسرائيل لقرار البابا في نهاية كانون الثاني/يناير رفع الحرم الكنسي عن الاسقف الاصولي ريتشارد ويليامسون الذي ادلى بتصريحات انكر فيها وجود غرف الغاز، كما انها تعارض عزم بنديكتوس السادس عشر اعلان طوباوية البابا بيوس الثاني عشر الذي تتهمه اسرائيل بلزوم الصمت عن محرقة اليهود ابان الحرب العالمية الثانية.
واثارت مشاركة الفاتيكان اخيرا في مؤتمر دوربان 2 حول العنصرية الذي قاطعته اسرائيل استياء كبيرا في الاوساط اليهودية.
ويبقى رغم ذلك ان هذه الزيارة مرتقبة "بكثير من الاستحسان" على ما اوضح المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا واوضح احد ممثليه لوكالة فرانس برس "ننتظر منه كلاما قويا يعبر عن رغبة الكنيسة في مواصلة الحوار اليهودي-الكاثوليكي الذي انطلق في مسيرة الى الامام لا رجعة عنها" منذ المجمع الفاتيكاني الثاني.
الكنيسة من جهتها تأسف للظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها المسيحيون الذين يمثلون 2% من سكان اسرائيل البالغ عددهم سبعة ملايين، ومعظمهم من العرب، ما يدفعهم الى الهجرة، ويثير مخاوف من زوال الوجود الكاثوليكي مستقبلا في هذه المنطقة التي تعتبر مهد الديانة المسيحية.
كما يود الفاتيكان ان يتمكن من الوصول بحرية الى المواقع المقدسة والقيام بنشاطاته الرعوية في الارض المقدسة بدون قيود او موانع، وهي مسائل لا تزال عالقة منذ اقامة علاقات دبلوماسية بين اسرائيل والفاتيكان في كانون الاول/ديسمبر 1993.
لكن مع وصول بنيامين نتانياهو الى السلطة في اسرائيل في 31 اذار/مارس، تتراجع امكانية التوصل الى تسوية للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.
وسيتمكن بنديكتوس السادس عشر من التطرق الى كل هذه المواضيع خلال ثلاثين مداخلة مقررة في برنامج زيارته الذي يبدو مشحونا بالنسبة لرجل اتم للتو سنته الثانية والثمانين.
وسيمشي البابا في خطى بوحنا بولس الثاني العام الفين فيزور المواقع ذات القيمة الرمزية الكبرى في الكتاب المقدس والاناجيل، مثل جبل نبو الذي كشف منه الله لموسى بحسب الكتاب المقدس ارض الميعاد،قبل ان يموت ويدفن في ذلك الجبل فضلا عن القدس وبيت لحم والناصرة. وسيحيي اربعة قداديس في عمان في العاشر من ايار/مايو والقدس في 12 من الشهر وبيت لحم في 13 والناصرة في 14.
وللزيارة بعد انساني مهم حيث سيزور البابا مركز ريجينا باسيس فور وصوله الى عمان كما سيزور مستشفى كاريتاس للاطفال ومخيما للاجئين في بيت لحم. كما سيخاطب الفلسطينيين مباشرة في بيت لحم.
وقال نوربرت هوفمان سكرتير لجنة العلاقات مع اليهود متحدثا لصحيفة "لوسيرفاتوري رومانو" ان "زيارة بنديكتوس السادس عشر شبيهة بزيارة يوحنا بولس الثاني" وهو يريد "الحفاظ على ارثه وتعميقه، بما في ذلك على صعيد الحوار مع اليهودية".
غير ان العلاقات مع المسلمين ستحتل حيزا اكبر منه في العام 2000 ولا سيما في الاردن حيث سيمكث بنديكتوس السادس عشر لفترة اطول من سلفه. وفي القدس سيكون اول حبر اعظم يزور مسجد قبة الصخرة في الحرم القدسي.
------------------------------------
الصورة : تاريخ جبل نيبو حيث يوجد قبر موسى عليه السلام حسب الكتاب المقدس

رندا حبيب - كاترين جوو
الاحد 3 ماي 2009