نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


ابتسم ايها الجنرال والقصة الحقيقة لاغتيال خلية الازمة





تعرضت خلية ادارة الازمة لمحاولتي اغتيال :
الاولى : بتاريخ 19-5-2012 بواسطة السم وكانت النتيجة زيارة اعضاء الخلية ورئيسها انذاك محمد سعيد بخيتان الامين القطري المساعد لحزب البعث للمشفى وانقضت معهم بغسيل معدة ونجوا جميعا رغم اني سمعت ان هذا النوع من السموم له آثار مديدة على جسم من يتعرض له .


مكسيم خليل في  مسلسل ابتسم ايها الجنرال- العربي
مكسيم خليل في مسلسل ابتسم ايها الجنرال- العربي

الثانية : وهي الاهم وبواسطة التفجير المعروف حيث سمعت وقرأت كثيرا عن ذلك التفجير ولكن ما انا متأكد منه حسب معلوماتي وما اطلعت عليه ساورده كما اعرفه :

بدايةً بالعادة كنت اداوم لساعة متاخرة بعد منتصف الليل ولذلك اضطر احيانا للنوم في بيت الاستراحة خلف مشفى المجتهد وغالبا انام ببيتي الذي اسكنه مع عائلتي في مساكن وزارة الداخلية بالقرب من المدرسة الباكستانية بالصبورة غرب مدينة دمشق واتأخر صباحا .

صباح الاربعاء ١٨ تموز ٢٠١٢ كنت في منزلي في الصبورة وردني اتصال خليوي من العميد ابراهيم الصالح قائد شرطة مدينة دمشق وهو صديق قديم

ـ صباح الخير
ـ اهلا
ـ وين انت ..؟؟
ـ بالبيت خير ان شاءالله عالصبح ..؟؟
ـ سمعت الانفجار ..؟؟
ـ لا .. انت تعرف بيتي بعيد .. اي انفجار ..!!؟؟
ـ تم تفجير مكتب الامن القومي اثناء اجتماع خلية ادارة الازمة واسعفوهم لمشفى الشامي ... خربت ..!!
ـ نازل باتجاه المشفى ...سلام .

خرجت باتجاه مشفى الشامي بمدينة دمشق
واتصلت مباشرة وكلفت ضابطين من الفرع مع عناصرهما ودورية من قسم الادلة الجنائية بالذهاب مباشرة الى مكتب الامن القومي .

وصلت المشفى كان الباب مغلقا وعناصر امنية تقف امامه تمنع الدخول ويتواجد كثيرون واغلبهم مرافقي اعضاء خلية الازمة وجميعهم يسيطر عليهم الذهول والوجوم ويتحركون بصمت وبطريقة لاارادية وكان العميد ابراهيم متواجدا جانب باب المشفى وقفت معه وشاهدت مرافق وزير الدفاع يدعى احمد البقاعي من درعا ( حيث ارسله الوزير سابقا لمكتبي لمتابعة معاملة ترخيص سلاح لصهره ) وكان لباسه مخضبا بالدم نتيجة اسعافه لمعلمه فسألته عن صحة الوزير فرد بان وضعه منتهي قبل وصوله المشفى وعلمت ايضا بأن العماد اصف شوكت ايضا متوفي وموجود بغرفة اول مدخل المشفى على اليسار .

اتصل بي احد الضباط الذين كلفتهم بالذهاب لمكتب الامن القومي واعلمني ان المكتب تطوقه عناصر امن القسم (٤٠ ) الذي يرأسه العقيد حافظ مخلوف وهو القسم التابع للفرع الداخلي بادارة المخابرات العامة ( امن الدولة ) ويمنعون دخول اي احد عندها طلبت حضورهم للمشفى .

بعد وصولي بفترة قصيرة حضرت بشرى الاسد ودخلت بسيارتها ال ( ب م دبليو ) الى مدخل المشفى وكانت تلبس بلوزة لون بنفسجي خفيف نص كم وياقة بزرين وبنطلون لون بيجي عريض اي لباس بيت او رياضة ودخلت وعلمت انهم بعد حضورها وضعوا جثمان زوجها بغرفة في احد الطوابق العلوية وبقيت بمفردها مع جثمانه حوالي ساعتين من الزمن ثم غادرت المشفى .

وبعد وصول بشرى بدقائق حضر العقيد حافظ مخلوف ويحمل بيده محفظة جلدية سوداء بحجم محفظة طلاب المدارس ودخل المشفى .

وبعد وصول ضباط الفرع للمشفى كلفتهم بالتواجد امام المشفى وتداولت مع قائد الشرطة ان نذهب لمكتبه كونه اقرب من مكتبي وبهذا الوقت فتحوا الباب ودخلت انا والعميد ابراهيم ودخل قناصون ايضا مع بواريدهم القناصة وصعدوا الى سطح المشفى وصلنا الى جناح وزير الداخلية وكان باحد الطوابق العلوية عبارة عن مايشبه البلكون وبآخره غرفة ضغيرة واجهتها بللور شفاف كان الوزير يجلس على كرسي طبي والاطباء يعالجون يده اليمنى حيث اصيبت بقطع في الوتر وابنه الاكبر الدكتور ابراهيم يمسك يده اليسرى وكان الرجل يتألم حيث اصيب بالاضافة ليده بشظايا كثيرة في رأسه لكنها صغيرة وليست خطرة .

وبينما كنت والعميد ابراهيم والرائد حسن طالوستان من مكتب الوزير وزوجة الوزير وابنه الاصغر واذ بدخول ضابطين برتبة عقيد احدهما ابن اخ العماد حسن تركماني ويشبهه اعتقد اسمه علي والاخر قريبه اعرفه كونه زارني بمكتبي سابقا فسألتهم عن وضع العماد فقالوا ان وضعه جيد ودخل غرفة العمليات لاجراء عمل جراحي بسيط انشاءالله
كانوا مطمئنين على صحته ويتكلمون عن وضعه بثقة لدرجة انهم حرصوا ان يطمئنوا على صحة وزير الداخلية عند دخول العماد غرفة العمليات ثم عادوا ينتظرون خروجه وعندما اخرجوه منها كان جثة هامدة
علما حينها كان العماد حسن يرأس خلية ادارة الازمة بدلا من محمد سعيد بخيتان

وبعد ان انتهى الاطباء من معالجة وزير الداخلية طلبت من ضباط الفرع الذهاب مرة اخرى لموقع التفجير وعند وصولهم اخبروني ان الوضع كما كان ويمنعون الدخول وعندها طلبتهم ليتواجدوا امام المشفى

ذهبت لمكتبي وكان في المشفى ( ٥ ) خمسة ( ٣ ثلاثة متوفين وهم العماد حسن تركماني والعماد اصف شوكت والعماد داوود راجحة ) و ( ٢ اثنان مصابين وهم وزير الداخلية اللواء محمد الشعار وعضوالقيادة القطرية رئيس مكتب الامن القومي اللواء هشام بختيار )

بعد ثلاثة ايام جهزوا للمتوفين جنازة عسكرية واخذوا الجثامين الثلاثة الى جبل قاسيون عند نصب الجندي المجهول واصطف ذويهم بحضور ضباط وعناصر مراسم القصر وبانتظار وداعهم من قبل بشار وعلمتُ انه حدثت مشادة كلامية بين احد ضباط مراسم القصر واحد الضباط من عائلة التركماني عندما ابدى ضابط القصر ملاحظة حول كثرة عدد الجضور من آل التركماني وبعد انتظار لم يحضر بشار ليودعهم وتابعت الجنازات طريقها باتجاه المقابر

كانت الجنازات على المحلق الجنوبي في طريقها للدفن اعلمني احد ضباط الفرع المتواجد امام المشفى عبر رسالة لاسلكية بوفاة اللواء هشام بختيار وتم دفنه بدون المراسم التي حظي بها من سبقوه .

بعد ( ٥ ) ايام من حادثة التفجير اتصل بي اللواء نزيه حسون معاون مدير ادارة المخابرات العامة ( امن الدولة ) وهو المكلف برئاسة لجنة التحقيق في حادثة التفجير يطلب دورية ادلة جنائية لاعداد تقرير خبرة في حادثة التفجير اذ يعرفون ان لاقيمة قانونية لتحقيقاتهم بدون تقرير خبرة الادلة الجنائية لانهم سيعمدون على توزيع نسخا منه للامم المتحدة وسفارات الدول وقدّرت انهم يريدون شهود زور على تحقيقاتهم خاصة انهم لم يسمحوا للدورية نفسها التي يطلبوها الان الدخول لمسرح الجريمة بعد التفجير مباشرة وهو الوقت المناسب لعملها فقلت له :
ان امكانات القسم عندي لاتفي بمثل هكذا حدث وادارة الامن الجنائي لديها مخبر وخبراء تفي بالغرض
قال : اتواصل مع من ..؟؟
قلت : اتصل مع اللواء مدير الادارة

وفي اليوم الثاني كنت مع مدير الادارة وتبين انهم طلبوا الدورية المذكورة من فرع الادلة الجنائية الذي يرأسه حينها العميد كمال ابو العز واعدت لهم التقرير المطلوب

اخبرني احدهم انه كانت هناك عبوات اخرى مزروعة بالسقف ولم تنفجر وان بعض من دخلوا المكتب بعد التفجير من ضباط وعناصر امن الدولة ولعدم خبرتهم وقيامهم ببعض الحركات غير المسؤولة كادوا ان يتسببوا بتفجيرها وعندها كانت ستقع كارثة اخرى .

ذهبت لتعزية العماد حسن وكان ابناه علي وبلال يستقبلان المعزين والذين كانوا من قيادات اجهزة الدولة بوجه جاف جدا وتقرأ في وجوههم شعورا اكثر من الحزن
وبعد ذلك بعدة ايام همس باذني احد الضباط انه تم الاجهاز عليه في غرفة العمليات وان اهله واقرباءه يعلمون ذلك وهذا سبب الشعور الذي خيّم على ابنائه اثناء التعزية .

اما العماد اصف فقد حضر لدمشق بعض اخوته وجماعته من يوم التفجير وحتى مراسم الدفن وخلال هذه الفترة زارني احدهم في مكتبي كون تربطني بهم علاقة قديمة منذ ايام خدمتي في طرطوس واخبرني انهم باليوم الاول من وصولهم التقى بهم بشار ووعدهم بالثأر من الفاعلين علما ان اغلب عائلة شوكت يحمّلون بشار مسؤولية مقتله ومنهم من صرح بذلك واغلبهم لم يصرح .
اقاموا له مراسم العزاء في قريته المدحلة بريف محافظة طرطوس وبعدها اقاموا له مراسم عزاءً اخرى في دمشق وذهبت للتعزية فوجدت ان اغلب اخوته لم يحضروا مراسم العزاء بدمشق
---------.
  مواقع تواصل صفحة العميد
 

العميد عوض العلي
الاحد 30 أبريل 2023