وقد يؤثر الإضراب في مئات الآلاف من الأسر التي تخطط للسفر خلال عطلة الكريسمس، وكانت الحكومة البريطانية قد اتخذت إجراءات احترازية؛ للتصدي لتبعات الإضراب عبر تدريب 600 جندي بريطاني؛ لأداء مهمات موظفي الجوازات الذين سيشاركون في الإضراب.
وجاء ذلك بعد أن توعَّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بفرض قوانين صارمة؛ للحد من تأثير الإضرابات، كما انتقد سوناك نقابات العمال، وأشار إلى أن الإضرابات بلغت حدًّا غير معقول.
وبهذا الصدد أعلن مارك سيروتكا الأمين العام لموظفي الجوازات عن مواعيد الإضرابات بعد تصويت 100 ألف من موظفي الجوازات لمصلحة الإضراب الذي سيطول 214 مديرية وهيئة حكومية؛ للضغط على الحكومة من أجل رفع الأجور بنسبة 10 في المئة، وتحسين المعاشات التقاعدية وظروف العمل وعدم تسريح الموظفين.
وقال سيروتكا: إنه دعا الأدميرال السير توني راداكين قائد القوات المسلحة البريطانية، إلى عدم استقدام القوات المسلحة لتغطية مكان الموظفين المضربين.
وتلقت القوات المسلحة البريطانية تدريبًا تتراوح مدته بين ثلاثة وخمسة أيام؛ للنيابة عن موظفي الجوازات في أداء مهماتهم، وهي نفس مدة التدريب الأصلية لموظفي الجوازات الذين يتدربون على يد أحد المتخصصين لمدة شهر على الأقل. وصرَّحت الحكومة البريطانية قائلة: يمكن استقدام تعزيزات من القوات المسلحة لتأدية مهمات المسعفين ورجال الإطفاء، الذين أعلن معظمهم مشاركته في الإضرابات القادمة خلال شهر كانون الأول/ديسمبر.
وحث سيروتكا الحكومة على تقديم عرض أفضل للموظفين، وزيادة عرض رفع الأجور الذي اقترحته الحكومة بنسبة 2 في المئة.
وأضاف سيروتكا: “أشارت الحكومة إلى أن أبوابها مُشرَعة للتفاوض، لكن يبدو أنها غير مستعدة لتقديم أي تنازلات، وسيتوقف الإضراب في حالة واحدة فقط، ألا وهي رفع أجور الموظفين؛ لكي يؤمِّنوا لقمة عيش عائلاتهم في ظل أزمة المعيشة التي تشهدها البلاد”.
“ليس لدينا خيار آخر سوى شن الإضراب؛ لأن أعضاء النقابة وموظفي الجوازات يلجؤون إلى بنوك الطعام من أجل إطعام عائلاتهم، ولا يمكنهم تشغيل نظام التدفئة المركزية في الوقت الحالي”.
وأشار سيروتكا إلى احتمال التعاون والتنسيق مع النقابات الأخرى التي سيشن أعضاؤها مزيدًا من الإضرابات.
وتابع سيروتكا: “اتَّهَمَنا بعض وسال الأعلام باللعب على الوتر السياسي عبر المشاركة في هذه الإضرابات، لكن دعوني أوضح الأمر: إن مشكلتنا هي مع القائمين على قطاع الجوازات”.
وقال وزير الهجرة روبرت جينريك: “إن قرار الإضراب غير مبرر، وسيُفسِد خطط آلاف العائلات والشركات السياحية في بريطانيا”.
وأضاف: “نحن نعمل على التنسيق مع جميع الموانئ والمطارات في بريطانيا، ولدينا خطط فعالة لمنع تأخير رحلات المسافرين في حال استمرار الإضراب، لكن الركاب قد يواجهون بعض التأخيرات التي ستُفسِد عليهم عطلتهم”.
“لا بد أن يطلع المسافرون على نصائح وإرشادات المطارات أو الموانئ قبل الذهاب في رحلتهم خلال عطلة عيد الميلاد”.
وفي هذا الشأن حذر الأمين العام لموظفي الجوازات من أن هذه الإضرابات ليست سوى البداية فقط! ما يشير إلى إمكانية مشاركة موظفي الهجرة في ميناء دوفر بالإضراب، علمًا أن عدد موظفي وزارة الداخلية من الأعضاء في نقابة موظفي الجوازات يبغ 15 ألف موظف.
وقد كشفت النقابة عن مشاركة مزيد من أعضائها في الإضرابات التي ستبدأ في كانون الأول/ديسمبر، سواء كانوا من الموظفين في وزارة العمل، أو المشرفين على اختبارات القيادة.
وقال المتحدث باسم مطار هيثرو: إن الإضراب سيؤثر في الأقسام 2 و3 و4 و5 في المطار، وأضاف: إن عمليات فحص جوازات السفر والإجراءات الجمركية ستستغرق وقتًا أطول خلال أوقات الذروة التي ستتزامن مع الإضراب، وسيقدم مطار هيثرو الدعم لقسم الجوازات؛ لتجنب آثار الإضراب قدر الإمكان”.
“ننصح الركاب أن يتأكدوا من وضع رحلاتهم، ويراجعوا شركة الطيران قبل الالتحاق بالرحلة”.
وأكد المتحدث باسم هيثرو أن العمال المشاركين في الإضراب يعملون لمصلحة وزارة الداخلية وليس لمصلحة مطار هيثرو.
وقال المتحدث باسم اتحاد مشغلي المطارات: “قد نرى بعض الطوابير، لكن قسم الجوازات سيستمر في العمل”.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية: “نشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء قرار النقابات التي تستمر في شن الإضرابات وإزعاج الناس والشركات”.
“نعمل على التنسيق مع جميع الموانئ والمطارات في بريطانيا؛ لضمان وجود خطط فعالة لتجنيب المسافرين آثار الإضراب، لكن لا بد أن يستعد الركاب لمزيد من العرقلة والتأخير أثناء السفر، ونحن بدورنا سنعمل على توفير ما يلزم لضمان عدم تأخر المسافرين، وإدخال البضائع عبر الحدود بأسرع وقت ممكن”.