تأتي هذه التطورات في إطار عملية أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم "السهم الواقي"، بعد نحو أسبوع من تصعيد عسكري اندلع في غزة عقب وفاة القيادي الأسير بحركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان بعد خوضه إضرابا عن الطعام منذ اعتقاله داخل سجون إسرائيل في 5 فبراير/ شباط الماضي، رفضا لاعتقاله وللتهم الموجهة إليه وعلى رأسها "التحريض".
واتهمت فصائل فلسطينية بغزة، الثلاثاء الماضي، إسرائيل بتنفيذ "عملية اغتيال بحق الأسير عدنان"، ما دفعها للرد على ذلك بإطلاق رشقات صاروخية من مناطق مختلفة من القطاع باتجاه المستوطنات المحاذية، رد عليها الجيش الإسرائيلي حينها بسلسلة غارات العنيفة.
ورغم توقف التصعيد العسكري بعد وفاة عدنان بناء على اتفاق وقف إطلاق نار بين تل أبيب والفصائل بغزة، إلا أن الجيش الإسرائيلي أعلن الثلاثاء، اغتيال قادة "سرايا القدس" الثلاثة بالتعاون مع جهاز الشاباك (الأمن العام)، متهما إياهم بـ"توجيه عمليات عسكرية بغزة والضفة الغربية والتخطيط لإطلاق صواريخ في عمق إسرائيل".
وفي أغسطس/ آب 2022 اغتال الجيش الإسرائيلي في غضون يومين "عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الجنوبية في سرايا القدس خالد سعيد منصور، وتيسير الجعبري القيادي البارز في السرايا".
جهاد الغنام
نجا الغنام وهو قائد المنطقة الجنوبية في "السرايا" وأمين سر مجلسها العسكري، من أكثر من 5 محاولات اغتيال كان أخطرها عام 2014 وأسفرت عن "استشهاد والدته وأشقائه وأبناء عمومته"، وفق معلومات مكتب "الجهاد".انضم الغنام لحركة الجهاد الإسلامي أواخر ثمانينات القرن الماضي، حيث شارك بعدة تكليفات أبرزها "تدريب مجاهدي الحركة في السودان وبيروت وغزة"، و"تأسيس سرايا القدس عام 2000".
كما شارك الغنام، بحسب المكتب في "إطلاق قذائف الهاون وصد الاجتياحات واستهداف الآليات الصهيونية"، بينما أشرف على "عدد من العمليات الاستشهادية وإمداد المقاومة بالسلاح النوعي بغزة وتجنيد خلايا عسكرية في الضفة".
وأفاد المكتب، بأن الغنام تعرض عام 2001 "لإصابة خطيرة فقد خلالها قدميه وجزءا من يديه".
خليل البهتيني
تعرض البهتيني عضو المجلس العسكري قائد المنطقة الشمالية لسرايا القدس، لإصابات في عدة محاولات اغتيال سابقة، بحسب معلومات حصلت عليها الأناضول من مكتب "الجهاد" في غزة.وأفاد المكتب بأن البهتيني أشرف على عدة تكليفات خلال مسيرته في الحركة، حيث تقلد "أحد التشكيلات العسكرية، والوحدة الدعوية، وتأسيس جهاز أمن السرايا، وقيادة الإعلام الحربي".
وبعد اغتيال القائد في السرايا تيسير الجعبري، كُلف البهتيني بقيادة المنطقة الشمالية للسرايا في القطاع، كما مثّل الحركة في غرفة العمليات المشتركة بغزة.
طارق عز الدين
يعد عز الدين أحد قادة العمل العسكري في "سرايا القدس" بالضفة الغربية، وهو معتقل سابق داخل سجون إسرائيل، أفرج عنه في صفقة تبادل أسرى عام 2011، وتم إبعاده من مدينة جنين مسقط رأسه إلى غزة.عز الدين الذي اعتقل عدة مرات آخرها عام 2004، حكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة "قيادة سرايا القدس في جنين وتنفيذ عمليات عسكرية أوقعت قتلى في صفوف العدو"، بحسب معلومات الحركة.
بعد الإفراج عنه، واصل عز الدين العمل في "خدمة قضية الأسرى والدفاع عنهم عبر المنابر الإعلامية، حيث تولى منصب إدارة إذاعة صوت الأسرى التي تبث من غزة"، وفق مكتب "الجهاد" في الضفة الغربية.
كما تقلد منصب "عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي والناطق باسمها في الضفة الغربية" كما ذكر مكتب الحركة أن عز الدين سبق أن "أشرف على عدد من العمليات العسكرية في الضفة الغربية المحتلة".
هذا وقد دانت إيران الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة فجر الثلاثاء التي أدت إلى مقتل 13 فلسطينيا بينهم 3 من القادة العسكريين لـ"حركة الجهاد الإسلامي". جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني.
وأعرب كنعاني في بيانه، عن إدانته "لصمت وتقاعس المنظمات الدولية والدول الغربية" حيال الهجمات الإسرائيلية على القطاع.
وتابع قائلا: "يتعين على الدول الإسلامية اتخاذ إجراءات عاجلة وفاعلة ورادعة ومنسقة لوقف الهجمات الإسرائيلية".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، "استشهاد 13 شخصا بينهم 4 أطفال و4 سيدات، وإصابة 20 آخرين" جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع.
وفجر الثلاثاء شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في قطاع غزة أطلق عليها اسم "السهم الواقي"، لاغتيال 3 من قادة "سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، نفّذ خلالها عدد من الغارات الجوية.
من جانبها، أعلنت "سرايا القدس" مقتل 3 من قادتها وزوجاتهم وعدد من أبنائهم في الغارات على غزة.
وتأتي العملية بعد نحو أسبوع من تصعيد عسكري اندلع بغزة عقب وفاة الأسير خضر عدنان داخل السجون الإسرائيلية، وانتهى التصعيد فجر الأربعاء الماضي، بالتوصل إلى وقف إطلاق نار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، خرقته الأخيرة فجرا باغتيال القادة الثلاثة.