نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إلى حرب على لبنان ولو صارت إقليمية

20/09/2024 - عبد الوهاب بدرخان

هجمات "البيجر" مُؤشّر حرب أوسع

20/09/2024 - عبدالجبار عكيدي

عامٌ من الألم

19/09/2024 - الياس خوري

الصراع على دمشق.. إلى متى؟

13/09/2024 - جمال الشوفي

( ماذا نفعل بالعلويين؟ )

12/09/2024 - حاتم علي


نكبة أم ابادة ؟...تناقض في المواقف بين أوباما وبيلوسي حول ابادة العثمانيين للأرمن




واشنطن ستيفن كولينسون - امتنع الرئيس الاميركي باراك اوباما عن وصف المجارز التي ارتكبتها الامبراطورية العثمانية بحق الارمن في 1915 بانها "ابادة"بينما استخدمت نانسي بيلوسي مصطلح الابادة واعتبرت ان الحكومة الاميركية تأخرت كثيرا في الاعتراف بابادة الارمن على يد العثمانيين .الا ان اوباما قال انه غير نادم على استخدام هذه العبارة اثناء حملته الانتخابية واعتمد عدد ضحايا هذه المجازر الذي تعترض عليه انقرة وقدره 1,5 مليون ضحية.


نكبة أم ابادة ؟...تناقض في المواقف بين أوباما وبيلوسي حول ابادة العثمانيين للأرمن
واتبع اوباما التقليد الدبلوماسي الاميركي الحديث باصدار بيان في يوم ذكرى مجازر الارمن، وصف فيه عمليات القتل هذه بانها "واحدة من اكبر الفظائع التي ارتكبت في القرن العشرين".
الا انه وبعد ضغوط من تركيا حليفة بلاده الكبرى التي تجري حاليا محادثات مصالحة مع ارمينيا، لم يستخدم اوباما كلمة "ابادة"، بل فضل التسمية الارمنية لهذه المجازر "ميدس يغيرن" اي "النكبة او المصيبة الكبرى".
وقال الرئيس الاميركي ان التصالح مع الماضي هو افضل طريقة للاتراك والارمن للمضي قدما والعمل لتجاوز "التاريخ المؤلم (...) بصدق وانفتاح وبشكل بناء".
واتهمت الجالية الارمنية في الولايات المتحدة اوباما بانه نكث بالوعود التي قطعها عندما كان مرشحا للرئاسة، بالاعتراف بحقيقة حدوث ابادة في حال انتخب.
ونفى اوباما في بيانه ان يكون نكث بوعوده. وقال "عبرت بوضوح عن رأيي الشخصي حول ما حدث في 1915 ورأيي في التاريخ لم يتغير. الامر الذي ما زال يهمني هو اعتراف كامل وصادق وعادل بالوقائع".
ومسألة الابادة الارمنية قضية بالغة الحساسية على الصعيد الدبلوماسي. ويمارس الارمن ضغوطا للحصول على اعتراف بان المجازر وعمليات التهجير بين 1915 و1917 كانت حملة ابادة ويؤكدون انها اودت بحياة 1,5 مليون شخص.
لكن تركيا تعترف بان ما بين 300 و500 الف شخص قد قضوا في الفوضى التي عمت السنوات الاخيرة من الامبراطورية العثمانية، وليس في حملة ابادة وترفض اطلاق صفة "الابادة" التي اقرتها فرنسا وكندا والبرلمان الاوروبي.
وتمارس كل من ارمينيا وتركيا ضغوطا قوية على الولايات المتحدة في هذا المجال.
لكن الرئيس التركي عبد الله غول قال انه اجرى محادثات مطولة مع اوباما و"اطلعه" على امور كثيرة خلال زيارته لتركيا. وقد امتنع اوباما حينذاك عن استخدام كلمة "ابادة".
وكانت تركيا الحليفة الكبرى للولايات المتحدة في حلف شمال الاطلسي، هددت في 2007 بسحب دعمها اللوجستي الثمين للعمليات في العراق اذا تبنى الكونغرس الاميركي نصا يعترف بان المجازر كانت "ابادة".
ودعم اوباما حينذاك القرار. وقد اكد في برنامجه الانتخابي "قناعته التامة" بان ابادة الارمن ليست مجرد رأي شخصي بل "واقعا مثبتا في وثائق كثيرة وادلة تاريخية. انها وقائع لا يمكن انكارها".
لكن اوباما قال الجمعة ان "افضل وسيلة" للتوصل الى اعتراف بالوقائع للارمن والاتراك هي الاستناد الى الوقائع التاريخية "للسير قدما".
واضاف انه يدعم "بقوة" الجهود التي يبذلها البلدان "لتجاوز هذا التاريخ المؤلم" وتطبيع العلاقات بينهما. ودعا تركيا وارمينيا الى "تنفيذ تعداتهما" المدرجة في "خارطة الطريق" التي تفاهما حولها بوساطة سويسرية مؤخرا.
من جهتها، اكدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي تدافع عن اعتبار المجازر ابادة، في بيان ان "الحكومة الاميركية تأخرت كثيرا في الاعتراف بابادة الارمن".
واضافت "اذا كنا نجهل التاريخ، فسنكرر اخطاء الماضي. الابادة في رواندا ودارفور تذكرنا بانه علينا ان نبذل مزيدا من الجهود حتى لا تتكرر مجددا".
وقال براين اردوني المسؤول في منظمة الأرمن في ان اوباما، بنكثه وعوده "تسبب من دون جدوى في تأثير مسألة الاعتراف بالابادة وقلل من مصداقية الولايات المتحدة عندما يتعلق الامر بمنع وقوع حملات ابادة".
واكد اوباما في بيانه "كل سنة نقف لنتذكر ال1,5 مليون ارمني الذين قتلوا في الايام الاخيرة للامبراطورية العثمانية". واضاف ان "+ميدس يغين+ يجب ان تبقى حية في ذاكرتنا كما تعيش في قلوب الشعب الارمني".
وتابع "لا شىء يمكن ان يعيد الذين فقدوا في +ميدس يغين+. لكن المساهمات التي قدمها الارمن في السنوات ال94 الاخيرة تشهد على موهبة وحيوية وتصميم الشعب الارمني وتشكل الرد الاخير على الذين حاولوا تدميره".


ستيف كولينسون
السبت 25 أبريل 2009