كما نشر مقاطع من أغاني الراب دعماً للاحتجاجات التي أثارتها وفاة مهسا أميني، وهي امرأة تبلغ من العمر 22 عاماً، أثناء احتجازها من قبل الشرطة قبل 10 أسابيع بتهمة انتهاك قواعد الحجاب الصارمة في إيران.
وشنّت السلطات الإيرانية حملة عنيفة على الاحتجاجات التي وصفتها بأنها "أعمال شغب" يحرض عليها أعداء أجانب.
وقتل ما لا يقل عن 451 متظاهراً واعتقل 18,170 آخرون، وفقا لوكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان. كما أفادت الوكالة بمقتل 60 من أفراد الأمن.
وفي مقابلة مع شبكة "سي بي سي نيوز" صورت قبل أيام قليلة فقط من اعتقاله في 30 أكتوبر/تشرين الأول، قال صالحي إن نشر مقاطع فيديو تنتقد المؤسسة كان "صعباً، لأنك تجعل نفسك هدفاً لقوات النظام".
كما حذر من أن الإيرانيين يعيشون "في مكان مروع" و"يتعاملون مع مافيا مستعدة لقتل الأمة بأكملها... من أجل الحفاظ على قوتها ومالها وسلاحها".
وفي بداية نوفمبر/تشرين الثاني، نشرت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية مقطع فيديو يظهر على ما يبدو صالح محتجزاً في محافظة أصفهان في وسط البلاد.
وفي الفيديو، يظهر رجل يعرف نفسه باسم صالحي معصوب العينين ويجلس على الأرض. ويقول بصوت مرتجف إنه "ارتكب خطأ" عندما طلب من قوات الأمن الهرب في أحد مقاطع الفيديو التي صورها في مظاهرة.
وأدانت منظمة "المادة 19" المدافعة عن حرية التعبير ما وصفته بأنه "اعترافات قسرية لمغني الراب توماج صالحي تحت إكراه واضح".
ويوم الأحد، أكد رئيس السلطة القضائية في أصفهان أن صالحي اتهم بـ"الفساد في الأرض"، حسبما ذكرت وكالة أنباء "إسنا" شبه الرسمية، مضيفاً أنه متهم "بنشر الأكاذيب على نطاق واسع، بطريقة تسببت في أضرار كبيرة".
وقال ابن عم صالح، آزاده بابادي، المقيم في لندن، لشبكة "سي بي سي" إنه يخشى أن تكون الأدلة ملفقة لضمان إدانته.
وأعرب زملاؤه من نجوم الموسيقى والعديد من الإيرانيين الآخرين عن مخاوف مماثلة على تويتر، ما دفع الهاشتاغ الفارسي الذي يحمل اسمه إلى اكتساب زخم
وكتب مغني الراب هيشكاس على تويتر أن الجمهورية الإسلامية "تحاول قتل توماج"، بينما كتب المغني مهدي ياراهي: "بتهم لا أساس لها، يريدون تلقين درس للآخرين الذين لا يخشون الموت".
وأعلن القضاء أن ستة أشخاص، لم يكشف عن أسمائهم، اعتقلوا لصلتهم بالاحتجاجات، حُكم عليهم بالإعدام بعد إدانتهم بتهم "معاداة الله" أو "الفساد في الأرض". ووجهت إلى ما لا يقل عن 15 شخصاً آخرين إلى جانب صالحي تهم يعاقَب عليها بالإعدام، بمن فيهم مغني الراب الكردي سامان ياسين، وفقاً لمنظمة العفو الدولية.
وفي تطور منفصل يوم الأحد، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن عدداً من الشخصيات البارزة الذين اعتقلوا بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات أو دعمهم لها قد أفرج عنهم بكفالة.
وكان من بينهم الممثلة المشهورة هنغامه غازياني، والناشط والمدون حسين روناغي، ولاعبة كرة القدم الدولية السابقة فوريا غفوري، والنائبة الإصلاحية السابقة بارفانه صلاح شوري.
واعتقلت غازياني في وقت سابق من هذا الشهر بعدما نشرت مقطع فيديو لنفسها وهي في مكان عام من دون حجاب.
ولم يرد أي ذكر يوم الأحد لزميلتها الممثلة كتايون الرياحي التي اعتُقلت في الوقت نفسه بعد نشرها مقطع فيديو مماثلاً.