ولفتت الصحيفة إلى عدم وجود أحد يملك السبل اللازمة لاستكمال استعادة سيطرة قوات الأسد على كامل أراضي البلاد، فضلاً عن صعوبة الحصول على تمويل عملية إعادة الإعمار المكلفة والطويلة الأمد. وتحدثت عن أن النفوذ الإيراني في سوريا، لا يمكن إلا أن يثني دول الخليج عن التدخل، بينما تشكل العقوبات الغربية عقبة أخيرة نحو تدفق الأموال إلى سوريا.
واعتبرت أن بشار الأسد، يرى أن السياسة الواقعية ستؤدي في نهاية المطاف إلى اختفاء العقوبات، بمجرد الاعتراف بالقوة الوحيدة المتبقية له، وهي الإزعاج الذي يسببه دوره الضار في تهريب المخدرات على نطاق واسع في المنطقة، دون التنازل عن أدنى جزء من السلطة.
وأضافت: "يبقى هذا الحساب عبثاً، لأن إعادة الدمج الرمزي لسوريا في جامعة الدول العربية العاجزة، لم تغير المأزق الذي تجد سوريا نفسها فيه".
وسبق أن سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في تقرير موسع، الضوء عما أسمته "اقتصاد الزومبي" في سوريا القائم على تصنيع المخدرات برعاية النظام السوري والميليشيات الداعمة له، لافتة إلى أن حبوب الكبتاغون باتت تجارة مربحة بشكل كبير لـ"اقتصاد الزومبي" الذي ساعد النخبة السياسية والعسكرية في سوريا على التشبث بالسلطة بعد 13 عامًا من الحرب وعقد من العقوبات المشددة.
وقالت الصحيفة، إنه بعد أن تضخمت هذه التجارة على نطاق واسع بموافقة حكومية ضمنية، وفقاً لمسؤولين أميركيين وشرق أوسطيين، أصبحت تهدد بشكل متزايد جيران سوريا بعد إغراق المنطقة بالمخدرات الرخيصة.
وتحدثت الصحيفة عن جهود جيران سوريا لكبح جماح هذه التجارة وعلي رأسها الأردن، موضحة أن عمّان أرسلت طائرات مقاتلة مرتين إلى المجال الجوي السوري لتنفيذ ضربات ضد المهربين ومنازلهم، وفقاً لمسؤولي المخابرات في المنطقة.
وترى "واشنطن بوست" أنه رغم الجهود غير العادية لوقف هذا المد، فإن المليارات من حبوب الكبتاغون من العشرات من مراكز التصنيع لا تزال تتدفق عبر حدود سوريا وعبر موانئها البحرية