نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


قلق اسلامي ازاء لعبة فيديو عن حرب اليكترونية مميتة بين محمد والمسيح




لندن - الهدهد - جدة - وكالات - في الافق معركة متوقعة ينتظرها المتشددون و ستثيرها على الأرجح لعبة اليكترونية جديدة تزيد من حالة التأزم والاحتقان بين الأديان فقد أعرب متحدث باسم مرصد الاسلاموفوبيا التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي في جدة عن القلق ازاء لعبة فيديو تصور معركة حتى الموت بين رموز دينية من بينها النبي محمد والمسيح.


قلق اسلامي ازاء لعبة فيديو عن حرب اليكترونية مميتة بين محمد والمسيح
وقال المتحدث باسم المرصد في بيان له نشرت وكالة الانباء الفرنسية جزءا منه ان الموقع الالكتروني مترو. سي يو. يو كي اعلن اطلاق هذه اللعبة الالكترونية بعنوان "فايث فايتر" (مقاتل في سبيل الايمان) "التي تشخص بعض الرموز الدينية المقدسة، من قبيل المسيح ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وهما يخوضان القتال في ما بينهما حتى الموت".
واعتبر ان "محتوى هذه اللعبة يمثل تجريحا لمشاعر المسيحيين والمسلمين" معا، وانها "لا تخدم أي هدف سوى التحريض على التعصب وعدم التسامح".
ودعا المتحدث باسم المرصد المسؤولين عن الموقع الذي يستضيف اللعبة، الى "اتخاذ اجراءات فورية لسحبها من شبكة الانترنت".
وتدل اللعبة الجديدة على نقص في الحساسية عند الغربيين اتجاه الاديان وقد سبق ان ظهر انعدام هذه الحساسية في مقال للاكسبريس الفرنسية منعت لاجله المجلة في معظم الدول العربية والاسلامية بسبب تقرير نشر في العدد 2991 في نوفمبر الماضي وقد حملت إحدى المقالات عنوان "المسيح، الرسالة المتمردة" وأخرى "محمد، نبي ومحارب"، لعرض الاختلافات بين الإسلام والديانة الكاثوليكية.
ولم يفهم مدير التحرير "كريستيان ماكاريان" حينها ردة الفعل هذه، لأن هذا التقرير يتحدث عن العلاقة النزاعية التي يمكن أن تظهر بين الإسلام وغيره من الديانات، لكنه لا يحمل أي إساءة او إهانة للديانة الإسلامية.
و عند المنع فوجئ المعنيون في الصحيفة بهذا القرار وبدوا أنهم لا يفهمون التهم الموجهة إلى التقرير. وتم اتخاذ عدة قرارات احتياطية. احتراما منهم للحساسيات الاسلامية تمت تغطية وجه النبي محمد، تماشيا مع العقيدة الإسلامية بعدم إظهار وجهه.
والحقيقة أن ذلك التقرير الذي كانت تنقصه الحساسية كاللعبة الاليكترونية الجديدة كان يستمد إلهامه من كتاب لكريستيان ماكاريان، نائب مدير تحرير الاكسبريس . يحمل الكتاب عنوان "تصادم المسيح-محمد" مع عنوان فرعي "المسيح ومحمد لا يتكلمان عن نفس الرب".
بحسب مقال نشر على موقع algérie-dz، فإن فقرة "محمد، نبي أو محارب" هي التي أثارت البلبلة.
وهنا تكمن المفارقة بما أن سيرة الرسول، إضافة إلى القرآن الكريم، يعرضان نشاطات محمد الحربية، بحسب التقاليد الإسلامية نفسها التي تصل حد وصف المغانم.
ويذكر التقرير، بالعودة إلى القرآن، أن الكتاب تحدث عن الكتب "السابقة"، يعني التوراة كما الانجيل، مشيرا إلى أنها مزيفة، وأن المسيحيين سيضيفون العذراء مريم إلى الثالوث المقدس.
في الواقع، إن المقارنة بين القرآن والإنجيل صعبة في البدء، بما أن الأسس مزعزعة.
وعندما لاحظت صحيفة ليكسبريس الالكترونية ان بعض التعليقات تحمل اساءة ، أقفل باب التعليقات على هذا المقال، بما أن العديد من مستخدمي الانترنت رفضوا مناقشة المسائل الدينية. فجاء على الموقع "نود تذكيركم أنه، وحفاظا على النقاش المحترم وبموجب القانون، نرفض أي تعليق مهين، افترائي أو كارها للغير. فمثل هذه التعليقات قد تؤدي إلى رفع دعوى قضائية على كاتبها. إن استخدام اسم مستعار لا يمنعنا من تحديد هوية الكاتب".
وقد وضع التقرير، بحسب القيمين على الصحيفة، بمناسبة اجتماع حوالي 50 رجل دين كاثوليكي ومسلم في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني في روما، بهدف "تشجيع الحوار الاسلامي-المسيحي". من جهته، أعلن ماكاريان أنه لم "يفهم" ردة الفعل الاسلامية والمغربية منها على وجه الخصوص حيث كان المغرب اول من منع العدد الذي لم يراعي حساسية المسلمين
يقول ماكاريان "احتراما للحساسية الدينية لقرائنا المغاربة، ارتأينا تصميم غلاف مخصص للنسخة الدولية، تحمل صورة مغطاة لوجه النبي محمد، احتراما للتقاليد الإسلامية. الصورة المستخدمة في هذا الغلاف مأخوذة من مخطوطة عثمانية من القرن السادس عشر من دون أي تعديلات. رغم هذا الاهتمام الخاص الذي يظهر اهتمامنا بالجمهور المغربي والديانة الإسلامية، واجهنا المشاكل. أنا لا أفهم".
نذكر أنه حتى في لبنان، حيث يثيرنا أن نعتقد أن المواضيع المتعلقة بالدين، الإسلامي أو المسيحي، تمر من دون ضجة، لا تزال الرقابة ذات سلطة قاسية. فقد مزقت الصفحة التي تحمل مقال "إيران: جمال النبي المقلق" من الصحيفة الفرنسية كورييه انترناسيونال (عدد 24 الى 28حزيران 2006)، من 280 نسخة وزعت في البلاد، وذلك فور وصول النسخ إلى لبنان.
جاء في المقال المحجوب، أنه عكس الإسلام السني، تقبل الشيعية الإيرانية تصوير الأنبياء. وأرفق المقال بصورة شاب، التقطها تونسي عام 1905، ونسختها الإيرانية التي صورت كالنبي محمد.
واقترحت شركة توزيع الصحف في لبنان، بموافقة وزارة الداخلية، تمزيق الصفحة التي تحمل المقال، منعا لحجب هذا العدد بأكمله. انتقد الكثير من الصحافيين اللبنانيين هذا القرار. فأصدرت وزارة الداخلية بيانا في 28 حزيران/يونيو الماضي جاء فيه "كان تمزيق الصفحات ضروريا، لأن المقال المعني يسيء إلى الديانة الإسلامية ويغذي التوترات الطائفية بين المسلمين".
كما حجب كتاب دان بروان بعنوان "دافينتشي كود" في لبنان في أيلول/سبتمبر 2004. بحسب إدارة الامن العام، سحب الكتاب من المكاتب اللبنانية بطلب من المركز الكاثوليكي للمعلومات لاحتوائه على عبارات "مسيئة" للكنيسة.
ومن المنتظر ان تتفاعل قضية اللعبة الاليكترونية الجديدة نحو مزيد من التصعيد ان لم يتم تدارك الموقف من قبل الشركة المصنعة والموقع الذي يدير العابها لسحبها قبل ان تتفاقم القضية في عالم ملئ بالتأزم والحساسيات العرقية والدينية والمذهبية

لندن - الهدهد - جدة - وكالات
الثلاثاء 28 أبريل 2009