تعد رحلات القطار السياحي الأطول في تركيا، ويبلغ طولها 1310 كيلومترات، تبدأ من أنقرة إلى قارص مروراً بخمس ولايات، يستمتع الركاب برحلة شتوية رائعة وسط الثلوج حتى يصلوا إلى ولاية قارص حيث يمتزج جمال الطبيعة مع التاريخ العريق.
يستأنف "قطار الشرق السريع" رحلاته السياحية الأربعاء 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بعد تعليقها لفترة في إطار التدابير المفروضة لمواجهة انتشار جائحة كورونا.
وينطلق القطار من العاصمة التركية أنقرة (وسط) إلى ولاية قارص أقصى شمال شرقي البلاد، في رحلة تجمع بين التاريخ وجمال الطبيعة.
ومع ازدياد الإقبال على قطار الشرق، بدأت هيئة السكك الحديدية التركية بالتعاون مع وزارة السياحة والثقافة ووزارة النقل والبنى التحتية تقديم رحلات سياحية على الخط نفسه عام 2019 بهدف تحسين الخدمة والمساهمة في السياحة الداخلية.
وتعد رحلات القطار الشرق السريع، أطول رحلات هيئة السكك الحديدية التركية، حيث يبلغ طول مسار الرحلة 1310 كيلومترات، تبدأ من أنقرة إلى قارص مروراً بولايات قيريق قلعة وقيصري وسيواس وأرزينجان وأرضروم.
وسيودع وزير النقل والبنية التحتية التركي عادل قره إسماعيل أوغلو، ركاب أول رحلة لقطار الشرق السريع السياحي، الأربعاء، بعد استئناف رحلاتها إثر تخفيف القيود المفروضة لمواجهة كورونا.
وطوال الطريق يستمتع الركاب برحلة شتوية رائعة وسط الثلوج حتى يصلوا إلى ولاية "قارص" حيث يمتزج جمال الطبيعة المغطاة بالثلوج مع التاريخ العريق.
وتستقبل قارص بخاصة خلال فصل الشتاء العديد من السياح المحليين والأجانب بفضل رحلات قطار الشرق السريع والقطار السياحي.
وتضم ولاية قارص العديد من الأماكن السياحية المهمة التي تجذب السياح وأشهرها مدينة "آني" الأثرية التي تعتبر المدخل الأول إلى الأناضول من جهة القوقاز.
ويطلق على أطلال "آني" أسماء عديدة أهمها "مدينة العالم" و"مهد الحضارات" و"الألف كنيسة وكنيسة" و"المدينة ذات الـ40 باباً"، وقد أدرجتها يونسكو عام 2016 على لائحة التراث العالمي.
كما تضم قارص صروحاً معمارية ذات قيمة تاريخية وجمالية فريدة مثل مسجد أبو المنوجهر، الذي يعد أول مسجد شيده الأتراك في الأناضول، وقلعة قارص التاريخية والعديد من الكنائس والكاتدرائيات.
كما يستمتع زوار المدينة بركوب الزلاجات التي تجرها الخيول فوق سطح بحيرة جيلدير التي تتجمد مياهها مع انخفاض درجات الحرارة في الشتاء، كما يحاولون صيد السمك بطريقة الإسكيمو عبر فتحات دائرية على سطح البحيرة المتجمد، الذي يصل سُمكه إلى نصف متر في بعض الأماكن.
وتعد البحيرة من أهم المراكز السياحية في تركيا وتقع بين ولايتي قارص وأردهان وتبلغ مساحتها 123 كيلومتراً.
كما يهتم السياح القادمون إلى قارص بزيارة المتحف الحربي لجبهة القوقاز الذي يعد أحد المتاحف التفاعلية الثلاثة في تركيا، بالإضافة إلى زيارة قرية بوغاتبه التي تشتهر بصنع العديد من أنواع الجبن.
اهتمام يفوق التوقعات
وفي تصريحات للأناضول أعرب خير الدين تشتين، مدير الثقافة والسياحة بولاية قارص، عن سعادته بعودة الرحلات السياحية لقطار الشرق السريع، مشيراً أنها تعد من أجمل رحلات القطار في العالم.
وقال: "يعيش ركاب القطار السياحي أجواء خيالية طوال رحلتهم وعقب رؤية العديد من الأماكن يصلون إلى قارص حيث تنتظرهم أطلال مدينة آني التاريخية، وبحيرة جيلدير ومركز التزلج بصاري قاميش وغيرها من الأماكن السياحية".
وأشار تشتين إلى أن قطار الشرق السريع ساهم إسهامات مهمة للغاية في إنعاش السياحة بولاية قارص، وأوضح أن اهتمام السياح بقارص وإقبالهم على زيارتها فاق كل توقعاتهم، لدرجة أن الراغبين في الزيارة يواجهون صعوبة في إيجاد التذاكر للقطار وأن عدد الرحلات لا يكفي لمواجهة الطلب المتزايد.
وأوصى المسؤول التركي القادمين إلى الولاية بتناول لحم الإوز وأنواع الجبن التي تشتهر بها قارص، واقتناء الهدايا التذكارية المصنوعة من أحجار الأوبسيديان (السبج).
قطار الشرق السريع السياحي
وفي 29 مايو/أيار 2019 انطلقت رحلات قطار الشرق السريع السياحي بتعاون بين وزارة النقل والبنية التحتية ووزارة السياحة والثقافة وهيئة السكك الحديدية في تركيا بهدف تنشيط السياحة إلا أن الرحلات توقفت في مارس/آذا ر 2020 بسبب وباء كوفيد-19.
ويعتبر مسار قطار الشرق السريع السياحي واحداً من أجمل المسارات حول العالم، كما تتيح محطات التوقف الطويلة في ولايات أرزينجان، وأرزينجان-إيليتش، وأرضروم، وسيواس-ديفريي، وسيواس- بوستانكايا، فرصة مهمة للسياح من أجل استكشاف المنطقة والاستمتاع بطبيعتها الخلابة.
ويتوقف القطار السياحي أثناء اتجاهه من أنقرة إلى قارص في أرزينجان لمدة ساعتين و50 دقيقة، وفي قضاء إيليتش لمدة ثلاث ساعات و5 دقائق، وفي أرضروم لمدة ساعتين و40 دقيقة، وفي رحلة العودة يتوقف في سيواس لمدة ساعتين و50 دقيقة، وفي بوستانكايا لمدة 3 ساعات و15 دقيقة من أجل تمكين السياح من زيارة المواقع ا لمهمة في تلك الولايات والتعرف على إمكاناتها السياحية.