وأدان غوتيريش بشدة “القصف العشوائي للمناطق المدنية في السودان، والتي طال مرافق الرعاية الصحية”، حاثا الطرفين المتحاربين على “وقف العمليات القتالية في المناطق المكتظة بالسكان والسماح بمواصلة عمليات الإغاثة الإنسانية دون عوائق.”.
وأكد الأمين العام من جديد أنه على اتصال دائم بأطراف النزاع ودعاها إلى تهدئة التوترات والعودة إلى طاولة المفاوضات، وقال: “سنواصل جهودنا مع شركائنا لتأمين وقف دائم للقتال في أسرع وقت ممكن”.
أبلغ السيد غوتيريش مجلس الأمن بأنه أذن بنقل بعض موظفي الأمم المتحدة وأسرهم داخل السودان وخارجه بشكل مؤقت.
وذكر أن الأمم المتحدة تعيد تموضعها في السودان لتتمكن من مواصلة دعم الشعب السوداني، بالعمل مع المنظمات الإنسانية على الأرض. وشدد على ضرورة وصول المدنيين إلى الغذاء والماء والإمدادات الأساسية الأخرى، وأن يتمكنوا من مغادرة مناطق القتال.
ودعا الأمين العام جميع أعضاء المجلس إلى التأثير على الأطراف لإنهاء العنف واستعادة النظام والعودة إلى مسار التحول الديمقراطي.
وفي خبر اخر أفادت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) بأن الأمم المتحدة قامت امس بنقل موظفيها المُعيَّنين دوليًا -بصورة مؤقتة- من الخرطوم إلى بورتسودان بغرض إجلائهم إلى البلدان المجاورة، حيث “سيعملون عن بُعد، كإجراء لتقليل المخاطر على سلامتهم، بينما يواصلون تقديم المساعدة للشعب السوداني”. وحسب البيان الصادر عن البعثة الأممية اليوم الاثنين، “وصل حوالي 700 من موظفي الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية الدولية، وموظفي السفارات وعائلاتهم إلى بورتسودان عن طريق البر”.
وأشارت البعثة إلى أنه “كما تم بالفعل إجلاء 43 من موظفي الأمم المتحدة المُعينين دوليًا و29 من موظفي المنظمات غير الحكومية الدولية من الجنينة (غرب دارفور) وزالنجي (وسط دارفور) إلى تشاد، بينما العمليات الأخرى جارية أو مخططة. سيبقى عدد بسيط من الموظفين المُعينين دوليًا، من ضمنهم الممثل الخاص للأمين العام فولكر بيرتيس، في السودان وسيواصلون العمل من أجل حل الأزمة الحالية، والعودة إلى المهام المُوكلة للأمم المتحدة”.
كما تتخذ الأمم المتحدة “التدابير اللازمة لحماية الموظفين السودانيين وعائلاتهم، وتبحث في كل السبل الممكنة لدعمهم”.
و يعمل لدى الأمم المتحدة في السودان 877 موظف دولي و3272 موظف محلي، بإجمالي 4149 موظف وموظفة.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للسودان: “طرأ تعديل على طبيعة تواجدنا على الأرض في ضوء الوضع الأمني، لكن اسمحوا لي أن أؤكد لكم أنه لا توجد خطة أو تفكير بمغادرة الأمم المتحدة للسودان”. وأضاف: “نحن ملتزمون بالبقاء في السودان ودعم الشعب السوداني بكل وسيلة ممكنة. وسنبذل قصارى جهدنا لإنقاذ الأرواح مع حماية سلامة أفرادنا”.
سيواصل الممثل الخاص للأمين العام فولكر بيرتيس “استخدام مساعيه الحميدة، بالتنسيق الوثيق مع الشركاء، لتهدئة التوترات وإنهاء الأعمال العدائية في السودان”، حسب البعثة.