نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


صنع الله ابراهيم واللباد يدافعان عن رواية متهمة بانتهاك الآداب وخدش الحياء العام




القاهرة – عزة مغازى - قضت محكمة جنح قصر النيل بتاجيل الحكم فى القضية المرفوعة من احد محامي الحسبة ضد رواية مترو –اول رواية مصورة فى مصر - والتى يتهم فيها الكاتب والرسام د. مجدى الشافعى والناشر " محمد الشرقاوى " بنشر مصنف روائى ينتهك الاداب ويخدش الحياء العام.


صنع الله ابراهيم واللباد يدافعان عن رواية متهمة بانتهاك الآداب وخدش الحياء العام
وكانت الجلسة التى عقدت فى العاشرة من صباح السبت بمقر مجمع محاكم عابدين بوسط القاهرة ، قد شهدت تقديم الروائى والكاتب الكبير صنع الله ابراهيم لشهادته والتى جاء فيها ان رواية مترو ذات فكرة مبتكرة تتناول واقع الحياة اليومية الممصرية بتقنية جديدة ولا يجوز محاسبتها او محاكمتها بمعزل عن كونها عمل ابداعى مختلف .
وردا على سؤال وجهه له القاضى حول اذا ما كانت الالفاظ والرسوم المستخدمة من الوارد استبدالها بما يناسب الذوق العام اجاب الكاتب الكبير بان الالفاظ المستخدمة فى الرواية هى الفاظ يتداولها الناس فى مختلف المناطق الشعبية فى مصر وقد لجأ اليها الكاتب لاحداث صدمة لدى القارئ وكشف الواقع امامه.
واضاف صنع الله ابراهيم جملة اضافها القاضى الى محضر الجلسة جاء فيها انه ككاتب يشعر بالتهديد لرؤيته كتاب يصادر
واستدعى عقب ذلك الفنان احمد اللباد " مصمم اغلفة ومدير التحرير الفنى لواحدة من كبريات مجلات الاطفال فى مصر الذى بدا شهادته بالحديث حول حداثة فن الكوميكس فى العالم العربى مؤكدا ما ذهب اليه الكاتب الكبير صنع الله ابراهيم فى شهادته حول كون فن الكوميكس فن جديد على مصر وان رواية مترو التى تجرى محاكمتها هى الاولى من نوعها ولا يجوز الحكم عليها بالمعايير التى يحكم بها على اى وسيط ابداعى اخر.
واشار اللباد الى ان د. مجدى الشافعى حاصل على شهادة تقدير خاصة لتميزه فى هذا الفن تحت رعاية اليونسكو ، وعندما ساله القاضى اذا ما كان قد اطلع على كامل الرواية وبخاصة الكادرين محل الدعوة فاجاب اللباد بان الرواية فانتازيا اجتماعية ويعد وجدود الكادرين محل الدعوة ضرورة فنية ولا يمكن استبدالهما او حذفها من بناء العمل مضيفا انه من حق الفنان ان يستخدم الادوات التى يراها اكثر قدرة على ايصال رسالة عمله الى الجمهور ولا يمكن الحجر عليه فى هذا .
وبعد ان انتهى توجيه الاسئلة اضاف اللباد ان تصويرالجسد البشرى كان موضع اهتمام الفنان المصرى منذ ما يزيد عن سبعة الاف عام مضت وتشهد بذلك جدران المعابد والمقابر التى لا يمكن مصادرتها ، فما اتى به مجدى الشافعى فى روايته ليس بجديد على الذائقة او الفن المصرى .
وفى نهاية الجلسة اصدر القاضى حكمه بتاجيل الحكم فى القضية الى جلسة الثالث والعشرين من مايو المقبل مع تغريم المدعى لعدم حضوره للجلسة.
يذكر ان وقائع قضية رواية مترو كانت قد بدات عندما اقتحمت شرطة الاداب فى السابع عشر من ابريل من العام الماضى مقر دار ملامح للنشر " ناشر الرواية " وقامت بالاستيلاء على النسخ الخاصة بالرواية ومصادرتها رغم عدم وجود اذن قضائى بذلك وعدم اختصاص شرطة الاداب بالمصنفات الفنية ثم جرت مصادرة النسخ المتبقية من الرواية فى مكتبات ديوان والشروق وعمر بوك ستور وهى مكتبات التوزيع الاكبر فى العاصمة المصرية.
وبعدها قام احد محامي الحسبة من المحسوبين على الحزب الوطنى الحاكم برفع قضية يتهم فيها كل من الكاتب د. مجدى الشافعى والناشر محمد الشرقاوى بصنع وحيازة وعرض مطبوعات ورسوم يدوية وإشارات رمزية بقصد الاتجار والتوزيع والعرض تتضمن ألفاظاً خادشة للحياء العام». لكن الأغرب أن التحقيق تحرك بناء على محضر تحريات انجزتها الشرطة ودار حول عبارات يراها ضابط الشرطة أنها خادشة للحياء أو تتضمن إسقاطات سياسية. والعبارات مكتوبة بالعامية المصرية، وعلى رغم فجاجتها إلا أنها من العبارات الموجودة في قاموس الحياة اليومية والمتداولة لا سيما في أوســــاط الشباب الذين ابتكروا لغة تعينهم على التحايل والقفز فوق محظورات سياسية واجتماعية كثيرة
وكان عدد من المحللين والحقوقيين قد اشاروا الى كون الاسبوع الماضى هو الاسبوع الاسود للحريات فى مصر حيث توقفت واحدة من كبريات الصحف اليومية " البديل لضائقة مالية " فيما اصدرت المحكمة الادارية قرارا بسحب ترخيص مجلة ابداع التى تعد اعرق المجلات الادبية المتخصصة فى مصر والعالم العربى على خلفية قضية الحسبة التى رفعها احد المحامين لنشر المجلة قصيدة للشاعر حلمى سالم حملت عنوان شرفة ليلى مراد راى فيها المدعى عيبا فى الذات الالهية كما اصدرت ذات المحكمة قرارا يلزم المجلس الاعلى للثقافة بسحب جائزة الدولة من الشاعر .
ومن المعروف ان رواية مترو تتناول يوما فى حياة مهندس اتصالات عبقرى متعطل عن العمل بسبب الفساد والمحسوبية مما يدفعه لاستغلال خبراته فى عملية سرقة لاحد البنوك الكبرى ليكشف من خلال السرقة عن تورط عدد من كبار رجال الدولة فى نهب ثرواتها ، ويتردد ان ما ورد بالرواية من صور تظهر فيها شخصيات تشبه بعض كبار رجال الدولة فى احداث الرواية هى السبب الرئيسى للتحرك ضدها ومصادرتها واتهام مؤلفها وان كانت الدعوة المرفوعة قد حددت كادرين فى الرواية لفتاة عارية الصدر وكادر اخرلتعرض فتاة لتمزيق لابسها على يد احد بلطجية الحزب الوطنى خلال مصادمات بالمظاهرات.
-----------------------------------------------
الصور : الروائي المصري صنع الله ابراهيم
2- بعض صور الرواية المشار اليها في قضية الحسبة

صنع الله ابراهيم واللباد يدافعان عن رواية متهمة بانتهاك الآداب وخدش الحياء العام

عزة مغازي
الاحد 19 أبريل 2009