واكدت "الأخبار" إن حسين، كان مقاتلا سابقا بحزب الله، وشارك بالقتال في سورية، واثنان من أخواله قتلا هناك إضافة إلى والده، كما أن صهره وأعمامه وأغلب أقاربه منخرطون في حزب الله.
ولفتت "صحيفة حزب الله "إلى أن طرف الخيط الذي قاد إلى إيقاف حسين، هو الشبهات العديدة التي حامت حوله، بعد ملاحظة أبناء بلدته الغسانية، تحسن حالته المعيشية، وسفره المتكرر للخارج بين عامي ٢٠٢٠ و٢٠٢٢، إلى دول ينشط فيها الموساد بتجنيد العملاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن حسين، الذي قاتل في سورية، وقتل والده بغارة إسرائيلية خلال قتاله أيضا هناك، حاول مراوغة المحققين بشأن تعرفه على فتاة تدعى حبيبة، خلال زيارته لاسطنبول وتبادله أرقام الهاتف معها بعد سماعها وهي تتحدث العربية، وتأمينها فرصة عمل له في محل للحلويات تملكه في مقدونيا.
لكنه اعترف لاحقا، بأن حبيبة كانت عنصرا في الموساد، وأنه بعد سفره إلى أبيدجان، كان يبحث عن عمل عبر "فيسبوك"، فتواصل معه شخص يدعى الحاج سليم، وقال إنه صديق لوالده، ويريد مساعدته، بعد ذلك اتصل به هاتفيا، وأرسل له مبلغا من المال، وعرض عليه السفر إلى تنزانيا للعمل في مصنع كاكاو عام ٢٠٢١.
وأضافت: "أن الحاج سليم وهو ضابط الموساد، عرض عليه أن يسافر إلى تركيا، ليلتقي بابنة صديقه للعمل في مصنع حلويات تملكه في مقدونيا".
ولفتت الصحيفة إلى أن الحاج سليم كان يستشهد بآيات قرآنية وعبارات دينية، وكان في الستينيات من عمره، والشيب يغطي شعره، ويلبس خاتما في يده اليمنى، ويحمل سلسلة فضية عليها عبارات دينية، ويؤم المصلين، وكان يدعي أنه قاتل في صفوف المقاومة اللبنانية، سنوات طويلة، قبل إصابته بجروح خطيرة اضطرته للذهاب إلى فرنسا للعلاج حيث تزوج فرنسية وعمل في الاستيراد والتصدير كما قدم نفسه لحسين.
وأشارت الصحيفة إلى أن "الحاج سليم"، كان دائم الزيارة لحسين، ويعطيه مبالغ مالية بصورة دورية كمساعدة كونه صديق والده، بالإضافة إلى أنه روى له في عدة مناسبات، أمورا كان سمعها من والده، لكن المثير في الأمر هو تطور العلاقة مع الفتاة التي تدعى حبيبة، إلى "الحب".
ولفتت إلى أن حسين خضع للاستجواب مطلع العام الجاري، من قبل أمن حزب الله، بشأن تركه للحزب، وما إذا كان تواصل مع جهاز استخباراتي إسرائيلي، لكنه كان نفى ذلك.
وعقب سفره للخارج مجددا، طلب منه الحاج سليم، لقاءه في بلجيكا، وحين دخل إلى إحدى الفلل، رحب به الحاج سليم، وقال له أنت الآن "في أحضان الموساد"، وعرض له فيديوهات جنسية مع حبيبة في تركيا ومقدونيا وبروكسل، وهدده بنشرها، والتعرض لعائلته، وأخضعه لتحقيق مفصل، حول مسيرته في حزب الله، وكافة أعماله العسكرية.
وكشف لضابط الموساد كيفية دخول حزب الله إلى سورية، وقتاله في القصير والقلمون وحلب وتدمر والزبداني وحمص، وأنواع الأسلحة، وتفاصيل الخطط العسكرية.
وأخضع ضابط الموساد حسين، لجهاز كشف الكذب، لمدة ٣ ساعات بحسب التحقيقات، ثم نقله إلى شخص يدعى أمير، من أجل التواصل معه، كما جرى تدريبه على أعمال المراقبة، وتشفير الرسائل، والتقارير، واستقبال الرسائل المشفرة.
لكن حسين عاد إلى لبنان، في أيار من العام الجاري، ليتم توقيفه من قبل المخابرات اللبنانية، ويكشف عن تشغيله من قبل الموساد لأغراض التجسس.