ـ مقبرة فرعونية عمرها 2600 سنة اكتشفها "راهب الصحراء" أحمد فخري قبل 83 عاما في منطقة الواحات البحرية بالجيزة
ـ أهمية "باننتيو" تمكن في التعريف بأسلوب الرسوم والنقوش والخطوط في جدران المقبرة الفرعونية خلال تلك الحقبة التاريخية
ـ المقبرة تضم مدخلا لحجرة المدفن ورسوما لمحاكمة الموتى في العالم الآخر، وفق المعتقد الفرعوني
إلى جانب الأهرامات الثلاثة وأبو الهول، تحتضن محافظة الجيزة بمصر أيضا سرا فرعونيا ساحرا في منطقة الواحات البحرية الأثرية التي تضم مقبرة "باننتيو" ووالده "جد آمون إيوف عنخ"، كشاهدين على حضارة قديمة تنطق بالجمال.
وتقع منطقة الواحات البحرية في صحراء مصر الغربية، على بعد نحو 420 كم من القاهرة، غير أنها منطقة تعد بمثابة عروس لهذه الصحراء، وذات أجواء تاريخية ساحرة، وإضافة لآثارها التي تنطق بالجمال وتحوي كنوزا تاريخية، تعرف المنطقة بسياحة السفاري والجو والعلاج.
** الفن ينطق الصخور
مقبرة "باننتيو"، بحسب مراجع أثرية ووسائل إعلام مصرية، اكتشفت قبل 83 عاما، وتحديدا في أبريل/ نيسان 1938، على يد شيخ الأثريين بمصر الراحل أحمد فخري (1905 ـ 1973) المعروف أيضا باسم "راهب الصحراء".ومقبرة "باننتيو"، المنحوتة كليا في الصخر، تتكون من 4 أجزاء، عبارة عن بئر مؤدية إلى المقبرة طولها 6 أمتار، وأسفلها مدخلان أحدهما يفتح ناحية الجنوب والمدخل الآخر من الناحية الشمالية يؤدي إلى حجرة الدفن الأساسية.
وتتكون المقبرة من صالة ذات 4 أعمدة و3 حجرات جانبية، وتضم رسوما ونقوشا في جوانب عدة من جدرانها.
وترجع أهمية مقبرة "باننتيو" في التعريف بالأسلوب المستعمل في الرسوم والنقوش والخطوط في جدران المقبرة الفرعونية خلال تلك الحقبة التاريخية المزدهرة وقتها.
المقبرة، التي تعود إلى عصر الأسرة الـ 26 التي حكمت مصر قبل نحو 2600 سنة، تتميز بالنقوش الجنائزية الملونة، ورسوم رحلتي الشمس والقمر الفرعونيتين الشهيرتين، وطقوس التحنيط، وصور جدارية لإله فرعوني قابض على رمحه وأخرى لسيدات تحمل واحدة منهن صندوقا.
وقرصا الشمس والقمر، وهما مقدسان لدى الفراعنة، عادة ما رفعا في طقوس فرعونية تاريخية عبر مراكب شهيرة يرتادها عدد من الآلهة والأبناء، وكانت رحلتهما ذات منزلة دينية وعقائدية، لدى قدماء المصريين.
والتحنيط ارتبط بالعقيدة الفرعونية بالبعث والخلود، وكان الفراعنة أحرص على القيام به سواء كانوا ملوكا أو أغنياء أو عامة الشعب، وفي هذه المقبرة عرضت الصور تحنيط "باننتيو".
كما تضم المقبرة مدخلا لحجرة المدفن ورسوما لمحاكمة الموتى في العالم الآخر، وفق المعتقد الفرعوني.
و"باننتيو" هو اسم صاحب المقبرة كما تورده هيئة السياحة في محافظة الجيزة (رسمية) عبر موقعها الإلكتروني، لكنه يكتب أيضا "بناتي" أو باننتيوم" أو "بنيوتي"، باعتباره أنه كتب بطرق مختلفة في نصوص المقبرة، التي تعود إلى شخص كان كبير تجار.
** صحراء تحوي كنوزا
تعد مقبرة باننتيو أبرز المقابر الشهيرة في الواحات البحرية، قرب مقبرة والده "جد آمون إيوف عنخ"، وهما من أهم مقابر الأسرة السادسة والعشرين.وفق مصادر أثرية وإعلامية محلية متطابقة، لم يتبق من مقبرة "جد آمون إيوف عنخ" سوى حجرة الدفن التي يمكن الوصول إليها عن طريق بئر، وتحوي مناظر عدة من كتاب الموتى (نصوص عقائدية قديمة تستخدم دليلا للمتوفى في العالم الآخر)، وذكر اسم صاحبها مرات عدة على الجدران، من دون أي لقب.
وبحسب هيئة السياحة، كانت الواحات البحرية التي تحتضن مقبرتي "باننتيو" و"جد آمون إيوف عنخ" سلة خبز الفراعنة، نظراً إلى إمكاناتها الزراعية الكبيرة التي وفرت لهم عيشا كريما، ولذا عُرفت المنطقة ببناء تلك الآثار الخالدة.