جعفر النميري
وعند وصول الشاحنة التي تحمل الجثمان الى ملعب كرة قدم قرب مقبرة احمد شرفي بام درمان، كان في الانتظار مئات من الرجال والنساء. وحمل ستة من كبار ضباط القوات المسلحة الجثمان الذي وضع على سرير سوداني تقليدي (عنقريب) وغطي بالعلم السوداني.
واصطف المئات للصلاة على جثمان الرئيس الراحل وجلست زوجته بثينة خليل في مواجهة الجثمان وهي ترتدي ثوبا سودانيا تقليديا باللونين الابيض والاسود.
وعقب الصلاة حمل الجثمان على وقع الموسيقى العسكرية فيما سار خلفه الرئيس البشير وعدد من الوزراء اضافة لبعض الوزراء الذين خدموا في عهد النميري.
ووري جثمان النميري الثرى في مقبرة احمد شرفي بمدينة ام درمان.
وحكم النميري السودان بين الاعوام 1969 و1985 عقب انقلاب عسكري على حكم الرئيس السوداني المنتخب اسماعيل الازهري.
ولد النميري في ام درمان عام 1930 وتخرج من الكلية الحربية السودانية ونال الماجستير في العلوم العسكرية من الولايات المتحدة الاميركية وعاد ليعمل ضابطا في القوات المسلحة.
ورغم انه تلقى دروسه العسكرية في الولايات المتحدة في الستينات، قاد النميري الانقلاب بدعم من الاشتراكيين والحزب الشيوعي، قبل ان يخوض نزاعا مفتوحا مع الاخير بعد بضعة اعوام.
والعام 1972، وضع النميري حدا لاول حرب اهلية كانت اندلعت بين الشمال والجنوب العام 1955، وذلك عبر اتفاق تاريخي ارسى سلاما نسبيا في هذا البلد المترامي في افريقيا.
ولكن مع نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، شهد الاقتصاد السوداني ازمة ارخت بظلالها على حكم النميري. واجتاحت البلاد مجاعة في عام 1984 وادت لوفاة المئات خاصة في اقاليم دارفور وكردفان وشرقي السودان.
وفي العام 1983، فرض الرئيس الاسبق الشريعة الاسلامية وقسم جنوب السودان ثلاث مناطق مختلفة، ما اثار استياء القادة الجنوبيين الذين ادخلوا السودان مجددا في حرب اهلية بين الشمال والجنوب اسفرت عن مقتل مليون ونصف مليون شخص حتى العام 2005.
واطيح بالنميري العام 1985 اثر انقلاب قاده الجنرال عبد الرحمن سوار الذهب الذي فتح الباب امام انتخابات ديموقراطية اوصلت الى الحكم رئيس حزب الامة صادق المهدي.
ولكن سرعان ما اطيح بالاخير العام 1989 عبر انقلاب جديد قاده الرئيس السوداني الحالي عمر البشير.
واقام النميري في مصر 14 عاما قبل ان يعود الى السودان العام 1999 حيث حاول من دون جدوى منافسة البشير في انتخابات وصفتها المعارضة بانها "مهزلة".
وكان النميري اول رئيس سوداني يضع صورته على العملة الورقية السودانية عندما اعاد طباعتها وعليها صورته وهو يرتدي الزي السوداني التقليدي المكون من جلباب وعمامة ويرتدي النظارة الطبية.