حرب تقنية مستعرة بين عملاقي التكنولوجيا الأمريكييْن، أبل وميتا (فيسبوك سابقاً). (the wall street journal) (Others)
في النهاية سيتمكن الفائز في هذه المعركة التقنية من أن يقرر شكل الإنترنت للمستهلكين في المستقبل. فبينما ترى شركة أبل أنه يجب على الأشخاص دفع مقابل مادي جزئي للحصول على تجربة خاصة وآمنة في المساحات الرقمية، يتمثل موقف فيسبوك في أن الإنترنت يجب أن يظل مفتوحاً ومجانياً من خلال الإعلانات الموجهة التي تجعل ذلك ممكناً.
ما مستقبل الإنترنت بعد نهاية الصراع؟
من جانبها ترى شركة ميتا أن مليارات الأشخاص تمكنوا من الوصول إلى الشبكات الاجتماعية والبريد الإلكتروني والأخبار والترفيه بشكل مجاني وذلك لأن الإعلانات تدفع ثمن استخدامهم المجاني، وليستمر ذلك على الشركة أن تجمع البيانات عنا من أجل استخدامها بفاعلية وكفاءة خلال إطلاق الحملات الإعلانية.
بالمقابل، ترى أبل أن من حق الأشخاص ببساطة أن يكون لديهم الخيار حول تتبعهم عبر التطبيقات أم لا، ومن العدل أن تسألني أبل عما إذا كان مطعم البيتزا المحلي الخاص بي يحتاج إلى معرفة ما أفعله على تطبيق للياقة البدنية للإعلان بشكل فعال لي.
وبالعودة إلى الجزء الذي يتعلق بمصالح كل منهما، تشعر فيسبوك بالقلق من تضرر أرباحها من ميزة أبل الجديدة التي تقيد الإعلانات على المنصة، فيما تسوّق أبل هواتفها وأجهزتها على أنها هي المكان المناسب للخصوصية، وفي نفس الوقت تحصل على مليارات الدولارات كل عام من جوجل، أكبر شركة إعلانية مستهدفة.
حرب استقطاب المواهب
أثار برنامج المكافآت التي فعلته أبل مؤخراً غضب بعض المهندسين الذين لم يتلقوا الأسهم ويعتقدون أن عملية الاختيار عشوائية. وبينما تساوت قيمة بعض المكافآت منحة الأسهم السنوية الممنوحة لبعض مديري الهندسة، يتوقع أن تزداد قيمتها إذا استمر سعر سهم أبل في الارتفاع. يذكر أن قيمة الأسهم ارتفعت بنسبة 36% في عام 2021، مما يضع القيمة السوقية للشركة عند ما يقرب من 3 تريليون دولار.
وبينما تسبب قرار أبل الرامي إلى تسريع العودة للعمل من المكتب في صخب بعض الموظفين، مما أدى إلى انشقاقات هندسية، وقالت الشركة إنها تتوقع من موظفي الشركات العمل من المكتب ثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع. في المقابل تنوي ميتا وشركات التكنولوجيا الأخرى أن تكون أكثر تساهلاً فيما يخص سياسة العمل من المكتب، وذلك في خطوة يجدها البعض تحفيزية لجذب المواهب المنشقين عن شركة أبل.
وفي الوقت الذي تشن فيه شركة أبل حرباً لاستقطاب المواهب من شركات التكنولوجيا في وادي السيلكون، ظهرت شركة ميتا كتهديد خاص لأبل، وذلك بعد أن استقطبت ميتا حوالي 100 مهندس من أبل في الأشهر القليلة الماضية. لكن ذلك لم يكن طريقاً ذا اتجاه واحد، خصوصاً وأن أبل نجحت في استدراج بعض موظفي ميتا الرئيسيين، وكان آخرهم أندريا شوبارد التي كانت تشغل منصب مدير الاتصالات التي كانت تقود فرق ميتا البحثية في مجال الواقع الافتراضي "ميتافيرس".
منافسة محتدمة في عالم الواقع الافتراضي
حرب اصطياد المواهب ما هي إلا جزء بسيط من حرب تكسير عظام بين عملاقي وادي السيليكون والتي وصلت إلى حد قطع أبل الطريق على فيسبوك للربح من الإعلانات الموجهة، ومن المرجح أن تصبح الشركتان متنافستين شرستين في سماعات الواقع المعزز والافتراضي والساعات الذكية، مع التخطيط لإصدارات الأجهزة الرئيسية على مدار العامين المقبلين.
وفي الوقت نفسه، كثفت شركة ميتا جهودها لاستقطاب المواهب الهندسية من أقسام الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي والبرمجيات وهندسة الأجهزة في أبل، ففرضت الشركة، التي تضم منصات التواصل الاجتماعي العملاقة مثل فيسبوك وانستغرام وواتساب، زيادات كبيرة في رواتب المهندسين الذين تسعى من خلالهم لاقتحام عالم الواقع الافتراضي المعرف أيضاً باسم "ميتافيرس" والسيطرة على أجهزته.
كما أصاب استنزاف المواهب مجالات أخرى دخل شركة أبل، بما في ذلك الفريق الذي يعمل على سيارات أبل ذاتية القيادة، بالإضافة إلى الفرق التي تسعى للحفاظ على براعتها الهندسية في نطاق عملها على العديد من أجهزة الجيل التالي، بما في ذلك الإصدارات المستقبلية لهواتف أيفون أيباد فضلاً عن سماعات الرأس VR وAR.