وقال اعلان دمشق في بيانه : "غادرنا اليوم إلى ديار الحق الشيخ الجليل جودت سعيد،، تاركًا وراءه إرثا فكريًا عظيما، ينضح إنسانية وعقلانية، وقد عاش تجربة حياتية مديدة وعامرة بحب الناس ومحاورة عقولهم لما فيه خيرهم، مركزًا على ما ينفع الناس من مقاصد الشريعة الإسلامية والتجربة التاريخية الإسلامية المديدة، مذ ابتدأ مسيرته مدرسًا مطلع الستينات من القرن الماضي، ثم شيخًا واعظًا ثم مفكرًا إسلاميًا تنويريًا، ترك بصمته في الساحتين الفكرية والاجتماعية، ولا أحد ينسى تلك الأجيال التي تحصلت على شهادات علمية وأدبية عالية ممن تربوا على أفكاره النبيلة والبناءة، وقد كان أوضح مثال لهم وللكثير من شباب داريا قبل الثورة وأثناء مرحلتها السلمية، حيث قدموا نموذجًا عظيمًا للعطاء، من تنظيف الشوارع وحتى تقديم الورود والمياه للجنود وعناصر الأمن الذين كانوا يجتاحون داريًا في الأشهر الأولى للثورة السورية.*
*لم يقتصر عطاء شيخنا الراحل على الوعظ الديني، بل كان مفكرًا إسلاميًا يتنقل من محاضرة إلى أخرى ومن ندوة إلى ثانية حاملًا راية الإنسان، من حيث كونه إنسانًا قبل أي توصيف آخر، رسالته الأولى هي إعمار الأرض، ونشر روح الإخاء بين البشر، والمجادلة بالحسنى ونبذ العنف بكل صنوفه وأدواته، وقد ترك للمكتبة العربية والإسلامية العديد من المؤلفات والكتب، التي تشرح رؤيته للحياة والإنسان ومقاصد الشريعة، وشعاره الأمثل أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض وما عداه زبد تبدده الأمواج".*
*واثنى البيان على جودت سعيد قائلا : " جودت كانت له أيضًا رؤيته السياسية، التي تعلي من شأن الحوار والاعتراف بالأخر، وأهمية وضرورة الديموقراطية، وحرية الاعتقاد والتعبير والتنظيم، كما ورؤيته بأن التغيير والانفتاح على العالم وما فيه من جديد، وأن من واجبات النظام تسهيل عملية التغيير والإصلاح لما فيه خير الشعب والبلد، الذي بات بأمس الحاجة لانطلاق عجلة التغيير، لكن النظام لم يَعرْ بالًا لطروحاته بذات القدر، الذي لم يُعرْ فيه بالًا لأية طروحات أرادت صلاح هذا البلد، ويجدر بالذكر بأن الشيخ جودت كان واحدًا من المناضلين العشرة المستقلين، الذين وقعوا وثيقة إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي، التي أُطلقت في 15/10 أكتوبر تشرين أول/2005 فأضاف لها معنى عن حقيقة التنوع السوري*.
كذلك نعى رواد مواقع التواصل الاجتماعي "سعيد" بعد نشر خبر وفاته على صفحته الشخصية في فيسبوك.
تعرض سعيد للسجن عدة مرات ووضع تحت الإقامة الجبرية لسنوات عديدة وكانت تتم مراقبته من قبل ميليشيات أسد الأمنية، ويمنع طلابه من حضور الدروس التي يقيمها بين الوقت والآخر، تارة يمنعون بالعنف وتارة بإغلاق الطريق المؤدي للقرية، وأحيانا باستدعائهم للتوقيع على تعهدات تنص على الامتناع عن حضور محاضراته.
واعتقل نجلا سعيد، بشر وسعد، خلال اعتصام وزارة الداخلية بداية الثورة السورية، ثم أطلق سراحهما بعد دفع كفالة مالية، فيما شارك هو بنفسه أبناء مدينة جاسم في درعا التظاهرات، والتي ألح فيها على ضرورة الالتزام بالنضال السلمي واللاعنف وسيلة لإسقاط النظام وتحقيق مطالب الناس.كما زار سعيد مدينة دوما بريف دمشق إبان المجزرة التي قام بها النظام في الشهر الأول من الثورة وألقى خطابا بالمعزين هناك.
بقي سعيد بعيدا عن أي تأييد لنظام أسد الأب والابن وبادر لحضور منتديات ربيع دمشق بعد وصول بشار أسد إلى السلطة عام 2000، كما كان أحد الموقعين على "إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي" عام 2005، والذي دعا إلى إنهاء حكم الحزب الواحد وإطلاق الحريات السياسية في سوريا.
جودت سعيد هو مفكر إسلامي معاصر، يعتبر امتدادًا لمدرسة المفكرين الإسلاميين الكبار، ويلقب بـ"غاندي سوريا" نظرا لمواقفه وأفكاره التي تركز على اللاعنف.
ولد سعيد يوم 9 شباط/فبراير 1931 بقرية بئر عجم التابعة للجولان في سوريا عام 1931م، انتقل إلى مصر لإكمال دراسته في الأزهر الشريف وحصل على إجازة اللغة العربية.
عُين أستاذاً في ثانويات دمشق كمدرس للغة العربية، وما لبث أن اعتقل لنشاطه الفكري، وتكررت الاعتقالات، ورغم صدور قرارات بنقله إلى مختلف مناطق سورية ،انتهى الأمر بصرفه عن عمله لتشبثه بأفكاره ومواقفه.
ونزح سعيد عن قريته بعد أن استولت عليها إسرائيل في حرب 1967 ولكنه تمكن من العودة إليها مجددا بعد تحريرها مع بعض القرى السورية من أيدي الاحتلال خلال حرب الـ 1973 وعاش فيها يعمل في الزراعة وتربية النحل ويتابع نشاطه الثقافي في الساحة العربية والعالمية.
وخلال مسيرة حياته ألّف سعيد العديد من الكتب أبرزها: إقرأ وربك الأكرم، الدين والقانون، حتى يغيروا ما بأنفسهم، كن كابن آدم، لم هذا الرعب كله من الإسلام، وغيرها من الكتب.
وعلى امتداد سنوات من تواجده في سوريا، لم يشغل سعيد أي منصب رسمي، إلا أنه وجد في الربيع العربي ومظاهراته السلمية تطبيقا حيّا وعمليا لما كان يدعو إليه في كتبه ومحاضراته، خاصة مع انطلاق الثورة السورية.
شارك الشيخ وطلابه في المظاهرات السلمية عام 2011، وألقى خلالها كلمات مساندة للثورة السورية ونضالها السلمي، ثم اضطر مع اشتداد إجرام نظام أسد ضد المدنيين للنزوح إلى دمشق ومنها إلى منفاه الأخير في تركيا
*لم يقتصر عطاء شيخنا الراحل على الوعظ الديني، بل كان مفكرًا إسلاميًا يتنقل من محاضرة إلى أخرى ومن ندوة إلى ثانية حاملًا راية الإنسان، من حيث كونه إنسانًا قبل أي توصيف آخر، رسالته الأولى هي إعمار الأرض، ونشر روح الإخاء بين البشر، والمجادلة بالحسنى ونبذ العنف بكل صنوفه وأدواته، وقد ترك للمكتبة العربية والإسلامية العديد من المؤلفات والكتب، التي تشرح رؤيته للحياة والإنسان ومقاصد الشريعة، وشعاره الأمثل أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض وما عداه زبد تبدده الأمواج".*
*واثنى البيان على جودت سعيد قائلا : " جودت كانت له أيضًا رؤيته السياسية، التي تعلي من شأن الحوار والاعتراف بالأخر، وأهمية وضرورة الديموقراطية، وحرية الاعتقاد والتعبير والتنظيم، كما ورؤيته بأن التغيير والانفتاح على العالم وما فيه من جديد، وأن من واجبات النظام تسهيل عملية التغيير والإصلاح لما فيه خير الشعب والبلد، الذي بات بأمس الحاجة لانطلاق عجلة التغيير، لكن النظام لم يَعرْ بالًا لطروحاته بذات القدر، الذي لم يُعرْ فيه بالًا لأية طروحات أرادت صلاح هذا البلد، ويجدر بالذكر بأن الشيخ جودت كان واحدًا من المناضلين العشرة المستقلين، الذين وقعوا وثيقة إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي، التي أُطلقت في 15/10 أكتوبر تشرين أول/2005 فأضاف لها معنى عن حقيقة التنوع السوري*.
كذلك نعى رواد مواقع التواصل الاجتماعي "سعيد" بعد نشر خبر وفاته على صفحته الشخصية في فيسبوك.
موقفه من نظام أسد
تعرض سعيد للسجن عدة مرات ووضع تحت الإقامة الجبرية لسنوات عديدة وكانت تتم مراقبته من قبل ميليشيات أسد الأمنية، ويمنع طلابه من حضور الدروس التي يقيمها بين الوقت والآخر، تارة يمنعون بالعنف وتارة بإغلاق الطريق المؤدي للقرية، وأحيانا باستدعائهم للتوقيع على تعهدات تنص على الامتناع عن حضور محاضراته.
واعتقل نجلا سعيد، بشر وسعد، خلال اعتصام وزارة الداخلية بداية الثورة السورية، ثم أطلق سراحهما بعد دفع كفالة مالية، فيما شارك هو بنفسه أبناء مدينة جاسم في درعا التظاهرات، والتي ألح فيها على ضرورة الالتزام بالنضال السلمي واللاعنف وسيلة لإسقاط النظام وتحقيق مطالب الناس.كما زار سعيد مدينة دوما بريف دمشق إبان المجزرة التي قام بها النظام في الشهر الأول من الثورة وألقى خطابا بالمعزين هناك.
بقي سعيد بعيدا عن أي تأييد لنظام أسد الأب والابن وبادر لحضور منتديات ربيع دمشق بعد وصول بشار أسد إلى السلطة عام 2000، كما كان أحد الموقعين على "إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي" عام 2005، والذي دعا إلى إنهاء حكم الحزب الواحد وإطلاق الحريات السياسية في سوريا.
جودت سعيد في سطور
جودت سعيد هو مفكر إسلامي معاصر، يعتبر امتدادًا لمدرسة المفكرين الإسلاميين الكبار، ويلقب بـ"غاندي سوريا" نظرا لمواقفه وأفكاره التي تركز على اللاعنف.
ولد سعيد يوم 9 شباط/فبراير 1931 بقرية بئر عجم التابعة للجولان في سوريا عام 1931م، انتقل إلى مصر لإكمال دراسته في الأزهر الشريف وحصل على إجازة اللغة العربية.
عُين أستاذاً في ثانويات دمشق كمدرس للغة العربية، وما لبث أن اعتقل لنشاطه الفكري، وتكررت الاعتقالات، ورغم صدور قرارات بنقله إلى مختلف مناطق سورية ،انتهى الأمر بصرفه عن عمله لتشبثه بأفكاره ومواقفه.
ونزح سعيد عن قريته بعد أن استولت عليها إسرائيل في حرب 1967 ولكنه تمكن من العودة إليها مجددا بعد تحريرها مع بعض القرى السورية من أيدي الاحتلال خلال حرب الـ 1973 وعاش فيها يعمل في الزراعة وتربية النحل ويتابع نشاطه الثقافي في الساحة العربية والعالمية.
وخلال مسيرة حياته ألّف سعيد العديد من الكتب أبرزها: إقرأ وربك الأكرم، الدين والقانون، حتى يغيروا ما بأنفسهم، كن كابن آدم، لم هذا الرعب كله من الإسلام، وغيرها من الكتب.
وعلى امتداد سنوات من تواجده في سوريا، لم يشغل سعيد أي منصب رسمي، إلا أنه وجد في الربيع العربي ومظاهراته السلمية تطبيقا حيّا وعمليا لما كان يدعو إليه في كتبه ومحاضراته، خاصة مع انطلاق الثورة السورية.
شارك الشيخ وطلابه في المظاهرات السلمية عام 2011، وألقى خلالها كلمات مساندة للثورة السورية ونضالها السلمي، ثم اضطر مع اشتداد إجرام نظام أسد ضد المدنيين للنزوح إلى دمشق ومنها إلى منفاه الأخير في تركيا