وأغلقت السفارة الأمريكية في الخرطوم أبوابها الآن، وقالت في تغريدة على حسابها الرسمي على تويتر إن الوضع غير آمن بما فيه الكفاية كي تقوم الحكومة بإجلاء مواطنين أمريكيين من الأشخاص العاديين.
وتمكنت الحكومة البريطانية من نقل الدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم في جسر جوي إلى خارج البلاد فيما وصف بعملية "معقدة وسريعة".
وقال وزير الخارجية جيمس كليفرلي إن الخيارات المتاحة لإجلاء ما تبقى من المواطنين البريطانيين في السودان "محدودة جداً".
وقالت أليسيا كيرنز، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني لبي بي سي إن إجلاء الدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم كان "عملية هائلة وإجلاءً معقداً بشكل لا يصدق". وأضافت "ربما كان هذا الأمر الأكثر تعقيداً الذي رأيته في حياتي" بفضل الوضع غير المستقر على الأرض
وعندما سُئلت عما إذا كانت تعرف عدد الرعايا البريطانيين الذين قد يكونون عالقين في السودان، قالت إنه "اعتباراً من يوم الاثنين الماضي، كان هناك حوالى 100 شخص أبلغوا عن وجودهم في السودان. لذا [هي] تعتقد أن علينا أن نفترض أنه في اليوم الثالث ربما نكون قريبين من رقم مثل 1000."
وبينما أقرت بأنها لا تعرف العدد الدقيق، فقد أضافت أنها تعتقد أن المواطنين البريطانيين يشعرون "بخوف بالغ".
وقالت "نحن نعلم أن دولاً أوروبية أخرى تُخرج مواطنيها، وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها لن تفعل ذلك لأن الأمر ليس آمناً بما فيه الكفاية. لذلك أنا آمل بشدة أن نرى خطة"، لإجلاء البريطانيين من السودان.
ووصفت الوضع بأنه "صعب للغاية".
ونفذت عدة دول أخرى عمليات إجلاء الأحد:
- أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصول طائرة إلى جيبوتي الأحد تحمل مواطنين فرنسيين وآخرين.
- غادر عدد من المواطنين الهولنديين الخرطوم على متن الطائرة الفرنسية، وتأمل هولندا إخراج المزيد من المواطنين جواً خلال ساعات.
- تجري ألمانيا عملية إجلاء لمواطنيها، مع هبوط أول طائرة عسكرية لها في الخرطوم بعد ظهيرة يوم الأحد. وقال بيان للجيش أنه تم إجلاء 101 من المواطنين الألمان.
- بدأت عملية الإجلاء التي تقوم بها إيطاليا أيضاً، وفقاً لوسائل إعلام محلية.
- أعلنت إسبانيا الأحد، إجلاء نحو 100 شخص.
وأجلت دول أخرى بنجاح أشخاصاً السبت. فقد تم إجلاء أكثر من 150 شخصاً، معظمهم من مواطني دول خليجية، بالإضافة إلى مصر وباكستان وكندا، عبر البحر إلى ميناء جدة السعودي.
وقال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، على تويتر يوم الأحد، إن كندا علقت مؤقتاً عملياتها في السودان وأجلت دبلوماسييها
وأفادت تقارير بأن شبكة الانترنت انهارت بشكل شبه كلي في السودان، الأمر الذي من شأنه أن يعيق بشكل جدي تنسيق المساعدة لأولئك العالقين في الخرطوم ومدن أخرى.
وشهد الصراع على السلطة والسيطرة على الخرطوم قصفاً بالمدفعية الثقيلة في العاصمة، مع مقتل المئات وجرح آلاف غيرهم.
وصدرت نداءات يائسة للمساعدة من قبل الكثير من الطلاب الأجانب- من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط- العالقين أيضاً في الخرطوم، التي يعيش فيها نحو ستة ملايين نسمة.
وأدى إطلاق النار والقصف شبه المستمر في المدينة وأماكن أخرى إلى قطع الكهرباء وتعثر حصول عدد كبير من السكان على الغذاء والماء.
وقد تم تجاهل العديد من الهدن التي بدت وكأنها متفق عليها من الجانبين، ومن بينها وقف لأطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بمناسبة عيد الفطر، الذي بدأ الجمعة.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن القتال أودى بحياة أكثر من 400 شخص وجرح الآلاف. لكن حصيلة القتلى يُعتقد أنها أعلى بكثير مع صعوبة حصول الناس على الرعاية الصحية، حيث أن معظم المستشفيات في المدينة اضطرت للإغلاق بفعل القتال.
وبالإضافة إلى الخرطوم، تأثرت منطقة دارفور الواقعة غربي البلاد، وهي المنطقة التي ظهرت فيها قوات الدعم السريع لأول مرة، بشكل كبير بالقتال الدائر.
وحذرت الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 20 ألف شخص- معظمهم من الأطفال والنساء- فروا من السودان بحثاً عن الأمان في تشاد، عبر الحدود من دارفور.