نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


أطرف مرشح للانتخابات اللبنانية : لست مهرجا وسأحل مشاكل البلد بالمليارات الأميركية




البترون - عمر ابراهيم - البعض يتهمه بالجنون، وآخرون لا يخفون ضحكة هازئة لدى رؤيته، الا ان المندوب التجاري وبائع السمك بيار الحشاش يتمسك بحلمه في مقعد برلماني يمثل "الفقراء والناس العاديين".
ويقول الحشاش (37 عاما) "الانتقادات لا تزعجني. فالذي يريد ان يعرض نفسه للعموم عليه ان يتحمل كل ردات الفعل".


 أطرف مرشح للانتخابات اللبنانية : لست مهرجا وسأحل مشاكل البلد بالمليارات الأميركية
وذاع صيت بيار الحشاش بين ابناء مدينته البترون (شمال) ذات الغالبية المسيحية المارونية، بعد اعلان ترشحه الى الانتخابات النيابية في العام 2000.
وكان شعاره الانتخابي الاول "ساجعل الزفت يصل الى الركب"، ويقول انه اختار هذا الشعار "لان معظم الطرق في لبنان كانت فيها حفر وغير مزفتة"، مشيرا الى ان "النواب والمرشحين يعملون على ترغيب الناخبين من خلال تزفيت الطرق" قبيل حلول موعد الانتخابات.
واضاف "كنت احاول ان اوصل رسالة الى الناخبين مفادها ان الزفت حقكم على الدولة، وفي الوقت نفسه اهزأ من اسلوب السياسيين الذين يعرضون الزفت بدلا من البرامج".
ومبدأ السخرية من المرشحين ثابت لدى بيار الحشاش. ففي كل مرة يترشح الى الانتخابات، يجول على الناخبين ويصل الى منازلهم في مواكب سيارات "زجاجها داكن" شبيهة بمواكب السياسيين، فيما يقوم اصدقاؤه بدور المرافقين الذين يفتحون له الطريق ويقودون السيارات.
ويقول الحشاش الذي يعمل مندوبا لدى شركة لبيع ادوات تجميل لوكالة فرانس برس "انا املك سيارة عادية، ولم يكن عندي سابقا ملابس رسمية لكي اقابل بها الناخبين، وكنت استعير الثياب من اصدقائي، واجمع منهم السيارات لكي نقوم بهذه المسرحية".
ويمضي الحشاش العازب غالبية وقته في البترون متنقلا بسرواله الجينز وقميصه القطني وحذائه الرياضي، بين المقهى الذي اعتاد ان يلتقي فيه اصدقاءه، ومنزله حيث يقيم مع والدته، والبحر حيث يصطاد السمك في اوقات فراغه ويبيعه لتأمين دخل اضافي يساعده "على تحمل نفقات الحياة الصعبة"، كما يقول.
ولم يحالف الحشاش الذي ترشح في دورات 2000 و2005 والانتخابات الفرعية في 2007، الحظ في الوصول الى قبة البرلمان، او حتى في الحصول على عدد مرتفع من اصوات المقترعين، الا انه لم ييأس.
وهو يستعد للمشاركة في الانتخابات القادمة المقررة في السابع من حزيران/يونيو، لان الموضوع ليس الوصول الى البرلمان فحسب كما يقول، انما في "ايصال رسالة الى الطبقة السياسية الحاكمة بأنه يحق لأبناء الطبقة الفقيرة الترشح والتعبير عن وجهة نظرهم".
وبعد البترون وبعبدا (دائرة شرق بيروت)، اعلن الحشاش هذه المرة ترشحه عن المقعد الماروني في طرابلس، وهو المقعد الوحيد لهذه الطائفة في منطقة غالبية سكانها من السنة.
ويقول انه اختار طرابلس لان "ابناء مدينتي البترون خذلوني سابقا، ولانني حصلت على الكثير من التأييد من ابناء طرابلس في الانتخابات الماضية ولان ابناء طرابلس رفضيون للنظام ولا يحبون القمع ويملكون روحا مرحة".
اما شعار الحملة الحالية فهو "اللي متلنا تعا لعنا".
في العام 2000، جمع بيار الحشاش مبلغ تسعة الاف دولار من التبرعات لتغطية ثمن الصور وباقي النفقات، وفي 2005، حصل على 13 الف دولار.
وفي اطار حملة 2009، يوزع اصدقاء الحشاش اوراقا نقدية عليها صورته وقد كتب عليها "من اشتراك يبيعك"، في اشارة الى المال الذي ينفقه المرشحون لاجتذاب ناخبيهم في موسم الانتخابات.
ويهمس البعض بان الحشاش يترشح ليقايض انسحابه في ما بعد بالمال.
وقال رائد مقصود (26 عاما) وهو صاحب محل لبيع الالبسة في طرابلس، "هذا شخص مهرج، وفي الوقت نفسه تاجر. يستخدم هذا الاسلوب لكي يبتز السياسيين ماليا ويتصدر اجتماعيا".
ويضيف "هذه طريقة رخيصة".
الا ان الحشاش اجاب ساخرا لدى سؤاله عن هذا الموضوع خلال المؤتمر الصحافي الذي اعلن فيه برنامجه الانتخابي، "في حال دفعت لي اموال لكي انسحب من الانتخابات، فانني ساطلب مبلغ 47 مليار دولار اميركي، 40 مليار لدفع ديون لبنان، وسبعة مليارات لكي انفذ مشاريع انمائية في طرابلس".
ويدعو برنامجه الى "محاربة الفساد"، وقد وعد ناخبيه بمنح جامعية لاولادهم وقروض لشراء منازل.
ويقول فادي الرويدي (37 عاما) الذي يعمل في تأجير اجهزة صوت للحفلات "ساصوت لبيار الحشاش، ليس حبا فيه انما نكاية بالآخرين".
بين صور مرشحي الشمال المعلقة هنا وهناك، صور بيار الحشاش مختلفة. في احداها، يرتدي الجينز وقميصا رماديا ويترجل من باص عمومي متجه الى طرابلس، وفي اخرى يتحدث من هاتف عمومي على الطريق، وثالثة تصوره وهو يأكل سندويش سمك في احد مطاعم طرابلس الشعبية.
كما يوزع اصدقاؤه صورة له وهو يحمل لوحة سيارة تابعة لمجلس النواب رقمها 190، وكتب عليها "مش جريمة ان اكون نائبا". علما ان عدد اعضاء المجلس النيابي اللبناني 128.



عمر ابراهيم
الجمعة 17 أبريل 2009