القصيدة الكاملة للشاعر السوري الكبير حسن الخير ابن القرداحة الذي قطع حافظ الاسد لسانه:
ماذا أقول
--
ماذا أقولُ وقولُ الحقِّ يعقبُهُ *** جلدُ السياطِ وسجنٌ مظلمٌ رَطِبُ
وإن كذبتُ فإنّ الكذْبَ يسحقُني *** معاذَ ربّيَ أن يعزى لي الكذِبُ
وإن سكتُّ فإنَّ الصمتَ ناقصةٌ *** إن كانَ بالصمتِ نورُ الحقِّ يحتجِبُ
لكنّني ومصيرُ الشعبِ يدفعُني *** سأنطقُ الحقَّ إن شاؤوا وإن غضبوا
عصابتانِ هما: إحداهما حكمَت *** باسمِ العروبةِ لا بعثٌ ولا عربُ
وآخرونَ لباسَ الدينِ قد لبسوا *** و الدينُ حرّمَ ما قالوا وما ارتكبوا
عصابتانِ أيا شعبي فكنْ حذراً *** جميعُهم من معينِ السوءِ قد شربوا
أيقبلُ البعثُ أن تثري زعانفُهُ *** باسمِ النضالِ ثراءً ما له سببُ
من أينَ جاؤوا به حقّاً وجُلُّهم *** ما زانَهم أبداً علمٌ ولا أدبُ
ولا تشقّقَ كفٌّ فوقَ معولِه *** في الحقلِ يوماً ولا أضناهمُ التعبُ
ولا تجلّى على أيديهمُ هدفٌ *** ولا تحرّرَتِ الجولانُ والنقَبُ
هل ِالسماءُ بكَت من فوقِهم فرحاً *** فراحَ يهطُلُ منها المالُ والذهبُ
لا تكذبوا إنّها أموالُ أمّتِنا *** ومن غذاءِ بنيها كلُّ ما سلبوا
كم قد سمعْنا بهيئاتٍ تحاسبُهم *** لتستردَّ إلى الجمهورِ ما نهبوا
فما رأينا سوى قولٍ بلا عملٍ *** كم في تصرّفِهم من عجبةٍ عجبُ؟
علا برتبتِه ( لصٌّ ) ورتبتُهُ *** من سوئِه انخفضَت.. ولتخجلِ الرتبُ
******************
إنّي لأخجلُ أن أحصي معائبَهم *** أنّى ذهبتَ تجلّى العيبُ والعطبُ
قالوا: النقاباتُ قلنا: إنّها كذبٌ *** كم لعبةٍ بمصيرِ الشعبِ قد لعبوا
اختاروا لكلِّ قِطاعٍ لاعباً حذقاً *** ونصّبوه نقيباً بئسَ من نصبوا!
ومجلسُ الشعبِ كلُّ الشعبِ يعرفُهُ *** ويعرفُ الناسُ هل جاؤوا أم انتُخبوا
قالوا: وجبهتُنا ؟ قلنا: لقد صدقوا *** يومَ البيانِ بما قالوا وما كتبوا
إذ قالَ قائلُهم: إنّا سماسرةٌ *** نمشي كما يقتضيهِ العرضُ والطلبُ
لم يصدقوا بحديثٍ غيرِهِ أبداً *** وما عداه لعمري كلُّهُ كذبُ
سيعلمونَ جميعاً أيَّ منقلبٍ *** يومَ الحسابِ وما فيهِ همُ انقلبوا
قالوا: حماةُ عماها الحقدُ فاضطربَت *** يا للعجابِ عرينُ البعثِ يضطربُ؟!
لو يذكرونَ حماةَ الأمسِ ما فعلَت *** بالظالمينَ وبالإقطاعِ لانتحبوا
كانَت وكانَ بنوها خيرَ من رفعوا *** للبعثِ راياتِهِ خفاقةً تجبُ
لما رأوكم نكبتُم عن مبادئِكم *** فإنّهم شرفاً عن حبّكم نكبوا
ألم تكنْ حلبُ الشهباءِ ساحتَهم؟ *** ألم تدكّي كيانَ الفردِ يا حلبُ؟
ألم تثوري بوجهِ الانفصالِ وهلْ *** غضّى على عارهِ أبناؤك النجبُ؟
واللاذقيةُ مهدَ البعثِ ما فعلَت *** حتى أثيرَ على ساحاتِها الشغبُ؟!
مباحثُ السوءِ شاؤوا أن تشبَّ بها *** نارُ الخلافِ وقد أغراهمُ اللهبُ
قالَت لهم وجراحُ الحزنِ تؤلـمُها: *** لا تحلموا بخلافٍ كلّنا عربُ
آلَ الفقيدِ عزاءً أنَّ محنتَكم *** من محنةِ الشعبِ لا تجدي بها الخطبُ
لئنْ نكبتُم بحرٍّ صادقٍ فطنٍ *** فحسبُكم أنَّ كلَّ الناسِ قد نُكبوا
يرضى فقيدُكمُ درباً يوحّدنا *** وليس يرضى إذا تاهَت بنا شُعَبُ
سيسقطُ الغيثُ في أرضي وقد ظمئَت *** وينجلي الليلُ والإعصارُ والسحبُ
*************
يبقى مدى الدهرِ صوتٌ لا بديلَ له *** اللهُ أكبرُ إنّا كلَّنا عربُ
ماذا أقول
--
ماذا أقولُ وقولُ الحقِّ يعقبُهُ *** جلدُ السياطِ وسجنٌ مظلمٌ رَطِبُ
وإن كذبتُ فإنّ الكذْبَ يسحقُني *** معاذَ ربّيَ أن يعزى لي الكذِبُ
وإن سكتُّ فإنَّ الصمتَ ناقصةٌ *** إن كانَ بالصمتِ نورُ الحقِّ يحتجِبُ
لكنّني ومصيرُ الشعبِ يدفعُني *** سأنطقُ الحقَّ إن شاؤوا وإن غضبوا
عصابتانِ هما: إحداهما حكمَت *** باسمِ العروبةِ لا بعثٌ ولا عربُ
وآخرونَ لباسَ الدينِ قد لبسوا *** و الدينُ حرّمَ ما قالوا وما ارتكبوا
عصابتانِ أيا شعبي فكنْ حذراً *** جميعُهم من معينِ السوءِ قد شربوا
أيقبلُ البعثُ أن تثري زعانفُهُ *** باسمِ النضالِ ثراءً ما له سببُ
من أينَ جاؤوا به حقّاً وجُلُّهم *** ما زانَهم أبداً علمٌ ولا أدبُ
ولا تشقّقَ كفٌّ فوقَ معولِه *** في الحقلِ يوماً ولا أضناهمُ التعبُ
ولا تجلّى على أيديهمُ هدفٌ *** ولا تحرّرَتِ الجولانُ والنقَبُ
هل ِالسماءُ بكَت من فوقِهم فرحاً *** فراحَ يهطُلُ منها المالُ والذهبُ
لا تكذبوا إنّها أموالُ أمّتِنا *** ومن غذاءِ بنيها كلُّ ما سلبوا
كم قد سمعْنا بهيئاتٍ تحاسبُهم *** لتستردَّ إلى الجمهورِ ما نهبوا
فما رأينا سوى قولٍ بلا عملٍ *** كم في تصرّفِهم من عجبةٍ عجبُ؟
علا برتبتِه ( لصٌّ ) ورتبتُهُ *** من سوئِه انخفضَت.. ولتخجلِ الرتبُ
******************
إنّي لأخجلُ أن أحصي معائبَهم *** أنّى ذهبتَ تجلّى العيبُ والعطبُ
قالوا: النقاباتُ قلنا: إنّها كذبٌ *** كم لعبةٍ بمصيرِ الشعبِ قد لعبوا
اختاروا لكلِّ قِطاعٍ لاعباً حذقاً *** ونصّبوه نقيباً بئسَ من نصبوا!
ومجلسُ الشعبِ كلُّ الشعبِ يعرفُهُ *** ويعرفُ الناسُ هل جاؤوا أم انتُخبوا
قالوا: وجبهتُنا ؟ قلنا: لقد صدقوا *** يومَ البيانِ بما قالوا وما كتبوا
إذ قالَ قائلُهم: إنّا سماسرةٌ *** نمشي كما يقتضيهِ العرضُ والطلبُ
لم يصدقوا بحديثٍ غيرِهِ أبداً *** وما عداه لعمري كلُّهُ كذبُ
سيعلمونَ جميعاً أيَّ منقلبٍ *** يومَ الحسابِ وما فيهِ همُ انقلبوا
قالوا: حماةُ عماها الحقدُ فاضطربَت *** يا للعجابِ عرينُ البعثِ يضطربُ؟!
لو يذكرونَ حماةَ الأمسِ ما فعلَت *** بالظالمينَ وبالإقطاعِ لانتحبوا
كانَت وكانَ بنوها خيرَ من رفعوا *** للبعثِ راياتِهِ خفاقةً تجبُ
لما رأوكم نكبتُم عن مبادئِكم *** فإنّهم شرفاً عن حبّكم نكبوا
ألم تكنْ حلبُ الشهباءِ ساحتَهم؟ *** ألم تدكّي كيانَ الفردِ يا حلبُ؟
ألم تثوري بوجهِ الانفصالِ وهلْ *** غضّى على عارهِ أبناؤك النجبُ؟
واللاذقيةُ مهدَ البعثِ ما فعلَت *** حتى أثيرَ على ساحاتِها الشغبُ؟!
مباحثُ السوءِ شاؤوا أن تشبَّ بها *** نارُ الخلافِ وقد أغراهمُ اللهبُ
قالَت لهم وجراحُ الحزنِ تؤلـمُها: *** لا تحلموا بخلافٍ كلّنا عربُ
آلَ الفقيدِ عزاءً أنَّ محنتَكم *** من محنةِ الشعبِ لا تجدي بها الخطبُ
لئنْ نكبتُم بحرٍّ صادقٍ فطنٍ *** فحسبُكم أنَّ كلَّ الناسِ قد نُكبوا
يرضى فقيدُكمُ درباً يوحّدنا *** وليس يرضى إذا تاهَت بنا شُعَبُ
سيسقطُ الغيثُ في أرضي وقد ظمئَت *** وينجلي الليلُ والإعصارُ والسحبُ
*************
يبقى مدى الدهرِ صوتٌ لا بديلَ له *** اللهُ أكبرُ إنّا كلَّنا عربُ