يسمي شباب الثورة وزير الخارجية السوري «وليد المعلك»، وهو لقب يبدو أنه يناسبه أكثر من اسمه الحقيقي، الذي لم يعد مناسبا لحاله، بعد أن سمح لأحمق مغرور ببهدلته عبر ما يضعه زبانيته الأمنيون على لسانه من أقوال كاذبة ووقائع ملفقة، مع أنه عاش خلال عمله الدبلوماسي تجارب كان يجب أن تعلمه احترام نفسه، إن كانت لم تعلمه احترام الحقائق وتجنب الكذب. ذات مرة، كان أحد أصدقائنا يجلس في غرفة الانتظار أمام مكتب ضابط رفيع في أمن الدولة استدعاه للتحقيق معه، حين سمع صوت الضابط وهو يقول لشخص لم يره: خذ هذه الأوراق وطر إلى المطار، إن وليد المعلم ينتظرها كي يعرف ما عليه قوله في طهران. هذه القصة تبين طبيعة دور «المعلك»، وخطورة ما يقوم به من دعم للباطل السلطوي ضد حرية المواطن السوري من جهة، والتحرر الوطني الذي يخوض الشعب معركته لاسترداد دولته المستقلة، التي اغتيلت مع قيام نظام الأسد عام 1970، عندما قلب ضياعها السلطة إلى فئوية وشخصية يقتصر خطابها اليوم على شعارات ثلاثة تعبر أحسن تعبير عن هويتها، هي: «أحكمكم أو أقتلكم»، و«الأسد أو لا أحد»، و«الأسد أو نحرق البلد».
ومع أن أشخاصا كوليد المعلم يعرفون أن هذه الشعارات وضعت قبل قيام الثورة كي تعبر عن تفكير وممارسات السلطة، وأنها لم تكن رد فعل على ثورة المجتمع، وأنه تم تلقين مضامينها إلى عناصر الأجهزة القمعية وضباطها لتطبيقها في حال قامت ثورة، فإن المعلم لم يخجل من التفوه بعبارات تنسب العنف إلى الشعب، وتزعم أن السلطة كانت تريد حلولا سلمية للأزمة، في تناس فظ لما حدث للصديق المناضل عبد العزيز الخير ورفيقيه أياس عياش وماهر طحان، وتجاهل غبي لواقعة أن الثلاثة اختفوا وهم في الطريق من المطار إلى دمشق، عائدين من الصين، بعد أن تشاوروا مع ممثليها حول حل سياسي وسلمي للأزمة، وحصلوا على ضمانات منها ومن روسيا تكفل أمن وسلامة من سيحضرون في دمشق مؤتمرا ستعقده فصائل معارضة يوم 23 من شهر سبتمبر (أيلول)، للتداول في هذا الحل السياسي السلمي للأزمة.
تجاهل المعلم هذه الواقعة التي تفقأ العين، وتجاهل أن حاجز أمن هو الذي أوقف سيارة المناضلين الثلاثة، ودعا المعارضة للبحث في حل سياسي «تحت سقف الوطن»، سقف النظام الأسدي، بعد أن وضع خطا أحمر لا يحق لها تجاوزه هو بقاء الأسد في الحكم، فكان قوله سببا محتملا لعدم رفع رأسه ولو لمرة واحدة خلال قراءة ما كتبه له فرع أمن الدولة وأمره بتلاوته أمام محفل دولي يعرف أعضاؤه أن قارئ النص الأمني يكذب عليهم، وينفخ في قربة مقطوعة عبر دعوته المعارضة إلى دمشق، حيث ستختفي كما اختفى الخير وعياش وطحان، واكتفى النظام، الذي يشن حربا ضد شعبه باسم حماية أمن المواطنين، بإعلان أنه ليس هو الذي اختطفهم، كأن إعلانه يجعله بريئا من دمهم، في حال تمت تصفيتهم أو أصابهم مكروه، لا قدر الله.
يقول مثل سوري: «من يجرب المجرب يكون عقله مخرب». والمجرب في هذه الحالة ليس وليد المعلم، فهو شخص هامشي تماما في نظام لا يحترم أي إنسان من خارج حلقته الأسرية القيادية الضيقة. لكن المعلم يبقى مسؤولا عن أفاعيل نظام يرتكب جرائمه باسم حكومة هو «وزير سيادي» فيها، يشارك في أعمالها ويغطي جرائمها ويتستر عليها أو يبررها أمام المحافل الدولية مسوغا ما يجري على أرض سوريا من وقائع لا مثيل لوحشيتها وضراوتها في تاريخ العرب، يدمر النظام فيها ما بناه الشعب خلال نصف قرن بعرقه وجهده وإبداعه من مدن وقرى ومزارع ومصانع ومدارس ومشاف وطرق وجسور... إلخ، علما بأنه كان يبني بينما كانت السلطة تعرضه للنهب والإفساد والعنف المنظم، مثلما تعرضه اليوم للقتل وتخضعه لعملية إبادة فائقة التنظيم، لمجرد أنه مارس حقه الدستوري في الاحتجاج على أوضاعه، وطالب ببعض حقوقه.
لا عذر لوليد المعلم أو لغيره من أهل السلطة، بعد أن بانت الوقائع وصار من المستحيل تبرير ما يجري بحجة مكافحة الإرهاب.. من يصدق اليوم أن تدمير البلد المنهجي والشامل هو الرد على مجموعات مسلحة لها مائة مقر في مخيم الحجر الأسود قرب دمشق، داخل البيوت التي أحرقها جيش النظام وأمنه؟! ومن يصدق أن لها مقرات في بيوت سائر القرى السورية المحاذية لحدود تركيا على امتداد 850 كيلومترا، التي أحرقت دون أي تمييز؟! ومن يصدق أن مئات الآلاف من السوريين الذين يدفعون القتل عن أحبائهم وأنفسهم هم إرهابيون؟!
لا يجهل وليد المعلم ما يجري في بلاده. لقد كتب في شبابه أطروحة جيدة حول نضال الشعب السوري في سبيل الاستقلال. ومع ذلك، فإنه يتخلى اليوم عن شعب سوريا ويسهم في القضاء عليه خدمة لقلة لا تمت إليه بصلة، بدأت حكمها بتسليم الجولان إلى إسرائيل، وتنهيه في أيامنا بتدمير وطنها وإبادة شعبها وإيصاله إلى حال من الخراب لم ينجح أي غاز أو أجنبي في إيصاله إليها، في أي فترة من أي تاريخ سابق يشبه وليد المعلم النظام، لذلك لم يعد يشبه أي صاحب رأي حر يحرص على كرامته ونزاهته!
ومع أن أشخاصا كوليد المعلم يعرفون أن هذه الشعارات وضعت قبل قيام الثورة كي تعبر عن تفكير وممارسات السلطة، وأنها لم تكن رد فعل على ثورة المجتمع، وأنه تم تلقين مضامينها إلى عناصر الأجهزة القمعية وضباطها لتطبيقها في حال قامت ثورة، فإن المعلم لم يخجل من التفوه بعبارات تنسب العنف إلى الشعب، وتزعم أن السلطة كانت تريد حلولا سلمية للأزمة، في تناس فظ لما حدث للصديق المناضل عبد العزيز الخير ورفيقيه أياس عياش وماهر طحان، وتجاهل غبي لواقعة أن الثلاثة اختفوا وهم في الطريق من المطار إلى دمشق، عائدين من الصين، بعد أن تشاوروا مع ممثليها حول حل سياسي وسلمي للأزمة، وحصلوا على ضمانات منها ومن روسيا تكفل أمن وسلامة من سيحضرون في دمشق مؤتمرا ستعقده فصائل معارضة يوم 23 من شهر سبتمبر (أيلول)، للتداول في هذا الحل السياسي السلمي للأزمة.
تجاهل المعلم هذه الواقعة التي تفقأ العين، وتجاهل أن حاجز أمن هو الذي أوقف سيارة المناضلين الثلاثة، ودعا المعارضة للبحث في حل سياسي «تحت سقف الوطن»، سقف النظام الأسدي، بعد أن وضع خطا أحمر لا يحق لها تجاوزه هو بقاء الأسد في الحكم، فكان قوله سببا محتملا لعدم رفع رأسه ولو لمرة واحدة خلال قراءة ما كتبه له فرع أمن الدولة وأمره بتلاوته أمام محفل دولي يعرف أعضاؤه أن قارئ النص الأمني يكذب عليهم، وينفخ في قربة مقطوعة عبر دعوته المعارضة إلى دمشق، حيث ستختفي كما اختفى الخير وعياش وطحان، واكتفى النظام، الذي يشن حربا ضد شعبه باسم حماية أمن المواطنين، بإعلان أنه ليس هو الذي اختطفهم، كأن إعلانه يجعله بريئا من دمهم، في حال تمت تصفيتهم أو أصابهم مكروه، لا قدر الله.
يقول مثل سوري: «من يجرب المجرب يكون عقله مخرب». والمجرب في هذه الحالة ليس وليد المعلم، فهو شخص هامشي تماما في نظام لا يحترم أي إنسان من خارج حلقته الأسرية القيادية الضيقة. لكن المعلم يبقى مسؤولا عن أفاعيل نظام يرتكب جرائمه باسم حكومة هو «وزير سيادي» فيها، يشارك في أعمالها ويغطي جرائمها ويتستر عليها أو يبررها أمام المحافل الدولية مسوغا ما يجري على أرض سوريا من وقائع لا مثيل لوحشيتها وضراوتها في تاريخ العرب، يدمر النظام فيها ما بناه الشعب خلال نصف قرن بعرقه وجهده وإبداعه من مدن وقرى ومزارع ومصانع ومدارس ومشاف وطرق وجسور... إلخ، علما بأنه كان يبني بينما كانت السلطة تعرضه للنهب والإفساد والعنف المنظم، مثلما تعرضه اليوم للقتل وتخضعه لعملية إبادة فائقة التنظيم، لمجرد أنه مارس حقه الدستوري في الاحتجاج على أوضاعه، وطالب ببعض حقوقه.
لا عذر لوليد المعلم أو لغيره من أهل السلطة، بعد أن بانت الوقائع وصار من المستحيل تبرير ما يجري بحجة مكافحة الإرهاب.. من يصدق اليوم أن تدمير البلد المنهجي والشامل هو الرد على مجموعات مسلحة لها مائة مقر في مخيم الحجر الأسود قرب دمشق، داخل البيوت التي أحرقها جيش النظام وأمنه؟! ومن يصدق أن لها مقرات في بيوت سائر القرى السورية المحاذية لحدود تركيا على امتداد 850 كيلومترا، التي أحرقت دون أي تمييز؟! ومن يصدق أن مئات الآلاف من السوريين الذين يدفعون القتل عن أحبائهم وأنفسهم هم إرهابيون؟!
لا يجهل وليد المعلم ما يجري في بلاده. لقد كتب في شبابه أطروحة جيدة حول نضال الشعب السوري في سبيل الاستقلال. ومع ذلك، فإنه يتخلى اليوم عن شعب سوريا ويسهم في القضاء عليه خدمة لقلة لا تمت إليه بصلة، بدأت حكمها بتسليم الجولان إلى إسرائيل، وتنهيه في أيامنا بتدمير وطنها وإبادة شعبها وإيصاله إلى حال من الخراب لم ينجح أي غاز أو أجنبي في إيصاله إليها، في أي فترة من أي تاريخ سابق يشبه وليد المعلم النظام، لذلك لم يعد يشبه أي صاحب رأي حر يحرص على كرامته ونزاهته!