نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


" وان واي تيكيت"




لا نقاش مطلقا في صحة ما يقوم به الجيش اللبناني في عرسال. هذه مسألة سيادية لا جدال حول ضرورتها، بعدما أخذ "داعش" من توقيف الجيش لقيادي فيه ذريعة للانقضاض على لبنانية عرسال.


 

 
ولا وجوب لخلط الأمور ببعضها، لجهة اعتبار ان محاولة الجيش اللبناني استعادة زمام الامور في عرسال المخطوفة، هي مجرد طريق يسلكه العماد جان قهوجي الى القصر الجمهوري في بعبدا، فداعش ليس فرقة خفية في مخابرات الجيش، عمدت الى تقديم ذريعة لقائده، تماماً كما لم يكن "فتح الاسلام"، المولود الداعشي السابق من رحم بشار الاسد، فرقة في قيادة العماد ميشال سليمان.
ومن السخافة اعطاء أهمية لما يقوله "حزب الله" وأبواقه وأتباعه عن موقف ١٤ آذار من المسألة العرسالية، فجماعة الخط الأحمر على مخيم نهر البارد، وجماعة الانقلاب على الجيش في مار مخايل، وجماعة أنصار الله في مخيم عين الحلوة، وجماعة رفعت عيد في جبل محسن، وجماعة ميشال سماحة في السجن، وجماعة المتهمين الخمسة في لاهاي، وجماعة دعم المالكي في العراق والأسد في سوريا، والمنبطحون تقبيلا ليد الخامنئي في طهران، ليسوا في موقع يتيح لهم النقد او النصح او التبشير او التبليغ.
اذن، لا نقاش في صحة ما يقوم به الجيش في عرسال، لكن النقاش ضروري، وفي هذه اللحظة بالذات، في قدرة المهمة السامية التي يؤديها الجيش ،على توفير المناعة اللبنانية للحيلولة دون سقوطه، في ليلة ليلاء بيد "داعش" أو ما يماثلها.
من يدقق بمواقف البيئة المعنية بمحاربة "داعش"، يكتشف وجود نقاط ضعف خطرة على مستقبل لبنان، والسبب هو "حزب الله".
وفي سياق تسجيل الملاحظات، فان هذه البيئة تشكك بما يقدمه الجيش من تبريرات، انطلاقا من اقتناعها بأن "حزب الله" يخترقه، كما ان هذه البيئة التي ترفض "داعش" تسأل ، في الوقت نفسه، عن سبل معالجة المصائب التي ينتجها "حزب الله" أو ما يطلقون عليه تسمية "حالش".
في اعتقاد هؤلاء يستحيل شفاء المريض اللبناني بمعالجة عوارض المرض وترك المرض يستفحل.
بالتشخيص الطبي، هم محقون، فمعالجة الأسنان يفترض ان تبدأ باستئصال أمراض اللثة، ومعالجة السرطان يفترض ان تكون باستئصال الأورام.
وفي القاموس الطبي، يعني كل اهتمام بتخفيف الوجع في مقابل إهمال اصل المرض، حكما على المريض بالموت.
واذا ما جرى تطبيق النظريات الطبية على الواقع اللبناني المريض، فان "داعش" تبقى حتى إشعار آخر مجرد عارض من عوارض "حزب الله"، على اعتبار ان ما يقوم به هذا الحزب المذهبي سيقدم كل المبررات لنمو ألف داعش وداعش.
وفي هذا السياق، فان تمدد داعش الى لبنان، يكتسب تبريره من تمدد "حالش" الى سوريا، ومن ثم الى العراق.
وان العدائية لتوقيف الجيش اللبناني للدواعش تكتسب مبرراتها من تسهيله لعبور آلاف مقاتلي حزب الله الى سوريا.
ولا يقيم هؤلاء اعتبارا لعجز الجيش عن فعل ما يطالبون به، لأن العاجز عن ضرب فريق يخالف القانون، عليه ان ينأى بنفسه عما يتسبب به عجزه من نتائج، فلا يكتفي بالتصدي لمجموعة مما ينتج قوة للمجموعة المعادية.
ويشير هؤلاء الى ان مشكلة لبنان السيادية، تبدأ ببشار الأسد، تاريخا وحاضرا، ومع ذلك لا يتم التصدي له عندما يمعن في خرق السيادة اللبنانية.
وهذه المشكلة السيادية تجد تجلياتها،أيضاً، في وقوف "حزب الله" وليس "داعش" وراء تعطيل الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي وراء تعليق نصوص الدستور الانتخابية.
من هذا المنطلق، يتضح ان حماية لبنان من عاصفة العواطف المرتكزة الى المذهبية والطائفية، مستحيلة ان اعتمدت نظرية "حزب الله"، وهي نظرية التحرك في اتجاه واحد.
"وان واي تيكيت"، هي نظرية القتل في مقابل رفض الخضوع.
عرفناها ضد سعد الحريري، ومن ثم في عرض الحماية الذي قدمه ميشال عون، في باريس!
عرفناها مع وليد جنبلاط الذي لا يأمن للتحرك الحر في لبنان، الا بعد ان يجتمع بحسن نصرالله.
عرفناها في تعريف حزب الله للإرهاب، فارهابه مكافحة وثورة غيره إرهابا، وذهابه الى سوريا مقاتلا واجب شرعي فيما قدوم غيره إجراما.
ان التصرف السليم وحده يعطي دماء شهداء الجيش قيمتها الأبدية، فهؤلاء يستشهدون من أجل مكافحة الإرهاب، وليس من أجل تخفيف عوارضه.
التغلب على الإرهاب بحاجة الى عسكر والى سياسيين.
العسكر يقومون بواجبهم، وفق التعليمات المعطاة لهم، في حين ان السياسيين، عليهم واجب تكوين قرار يحمي لبنان من الإرهاب.
وهذه الحماية لن تتحقق الا بإسقاط فعلي لنظرية"وان واي تيكيت"، على كل المستويات .
ولمن لا يدري، فان كثيرا من مسيحيي العراق ممن كانوا يعانون الأمرين في شرعنة إقامتهم في أوروبا، وجهوا اخيراً شكرا عميقا لداعش، فبسبب أفعاله حصدوا نتاج حلمهم يوم قرروا، وقبل ظهور "داعش"، قطع" وان واي تيكيت".


فارس خشان
الثلاثاء 5 غشت 2014