نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

من دمشق... سقط المشروع الإيراني

08/01/2025 - عالية منصور

من بطاركة العرب إلى بطرك كرسي الأسد!

06/01/2025 - المحامي أدوار حشوة

جماعة ماذا لو ...؟ وجماعة وماذا عن ....؟

01/01/2025 - د.محيي الدين اللاذقاني

الشعب السوري يصنع مستقبله

28/12/2024 - أحمد العربي

‏ أسلمة سوريا..وتركة الأسد

26/12/2024 - ساطع نورالدين

عن الطغيان الذي زال وسوريا التي نريد

23/12/2024 - العقيد عبد الجبار العكيدي


هل ضعفت إيران بعد سقوط الأسد





مر حوالي شهر على سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، في سوريا على يد فصائل المعارضة المسلحة التي شكلت “هيئة تحرير الشام” رأس الحربة فيها، وكنتيجة لهذا التغيير الذي عمّ سوريا أضحت إيران خارج الخارطة السورية.
ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف التصريحات الإيرانية تجاه سوريا، تارة بالتهديد بالتصعيد، وأخرى عن استعدادها لعودة العلاقات مع الحكومة الجديدة في دمشق، لكنها لم تحدد موقفها بشكل نهائي حتى اليوم.
وفي 5 من كانون الثاني الحالي، قال عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي الإيراني، أحمد بخشيش أردستاني، “إن الصراعات المسلحة في سوريا ستستمر وتزداد أكثر


مبنى السفارة الإيرانية في دمشق- 26 كانون الأول 2023 (عنب بلدي/سارة الأحمد)
مبنى السفارة الإيرانية في دمشق- 26 كانون الأول 2023 (عنب بلدي/سارة الأحمد)
وأضاف لموقع “ديدبان إيران ” أنه إذا كانت جهة ما تريد أن يقوم نظام ديمقراطي في سوريا، يجب على الأشخاص الذين يؤمنون بالديمقراطية أن يؤسسوا هذا النظام، وليس أحمد الشرع، الذي كان عضوًا في “جماعات إسلامية متطرفة لسنوات عديدة”.
واعتبر أن التجربة أظهرت “عدم إيمان هذه الجماعات بالديمقراطية”، إلا في حال أرادت أن تحكم بنوع من الإسلام الليبرالي على غرار تركيا.

تهديد إيراني.. تحذير سوري

في 21 من كانون الأول 2024، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن ما حدث في سوريا يأتي في إطار “مشروع ضخم تخطط له أمريكا وإسرائيل للقضاء على أي مقاومة ضد إسرائيل”.
وأضاف أن طهران لا تفرض أي قرارات على “محور المقاومة” ولا تسعى للتدخل في الشأن السوري، معتبرًا أن قرار وجودها في سوريا كان بدعوة من نظام بشار الأسد لمكافحة “الجماعات المسلحة”.
من جانبه، وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، في 22 من كانون الأول، سقوط بشار الأسد، بـ”الفوضى”، متهمًا الثوار السوريين بالتسبب في هذه الفوضى.
وصرّح بأن تقدم المعارضة السورية ميدانيًا “ليس انتصارًا”، نافيًا وجود النفوذ الإيراني في سوريا، وفق موقع “إيران إنترناشيونال”.
من جانبه، حذر وزير الخارجية في حكومة دمشق المؤقتة، أسعد الشيباني، إيران من نشر الفوضى في سوريا.
وقال الشيباني في منشور له على منصة “إكس “، في 24 من كانون الأول، إن إيران يجب أن تحترم إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها.
وحمّل وزير الخارجية السوري إيران مسؤولية تداعيات تصريحاتها بشأن سوريا.
قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، ذكر في مقابلة له مع صحيفة “الشرق الأوسط ” السعودية، أن سوريا كانت “منصة لإيران” تدير من خلالها أربع عواصم عربية، وتسبب تدخلها في حروب وفساد وإغراق المنطقة بالمخدرات.
وأكد الشرع أن إخراج الميليشيات الإيرانية من سوريا حقق استقرارًا أمنيًا، معتبرًا أن المشروع الإيراني تراجع 40 عامًا، وهو ما ذكره في مقابلات صحفية متفرقة.

قوات “مقاومة” في سوريا

ذكّر أحمد بخشيش أردستاني بما جاء على لسان مسؤولين إيرانيين قبل سنوات، حول وجود 130 ألف مقاتل دربهم “فيلق القدس” الذي يشكل الاستخبارات الخارجية الإيرانية في سوريا.
وقال، “لا ينبغي أن ننسى أن الشهيد سليماني درب 130 ألف شخص كقوات مقاومة سورية، وهؤلاء الأشخاص هم من الشعب السوري، وهم في الأساس إما من أتباع المذهب الشيعي أو المذهب العلوي”.
وأضاف أن قوات “المقاومة السورية” ساعدت ذات يوم في الحفاظ على بشار الأسد وهزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، لكن في المستقبل لم يسمح لهم الجيش السوري بأن يكون لهم مكان في البنية العسكرية لهذا البلد على غرار قوات “الحشد الشعبي” في العراق.
واعتبر عضو لجنة الأمن القومي الإيراني، أنه عندما نفذت المعارضة هجومها الأخير ضد نظام الأسد، لم تساعد قوات “المقاومة السورية” في حمايته، لكن لا تزال هذه القوى موجودة في سوريا، وترى الاستياء الحاصل، ومن المحتمل أن تكون قادرة على العمل.
من جانبه، قلل المحلل السياسي المتخصص في الشأن الإيراني مروان فرزات، من أهمية حديث أردستاني، إذ اعتبر أن إيران قد تملك ولاء قادة مجموعات أنشأتها في سوريا، لكنها لن تتمكن من الوصول لعناصر هذه المجموعات في الداخل.
وأضاف لعنب بلدي أنه في أحسن الأحوال، يمكن القول إن إيران لديها 2000 عنصر من وحدات “الحرس الثوري” الإيراني، الذي جُنسوا في سوريا خلال السنوات الماضية، مستبعدًا وجود أعداد أكبر.
ولفت إلى ضرورة إيداع قادة المجموعات التي اشتهرت بكونها موالية لإيران والعناصر الفاعلين فيها، في السجون لعامين على الأقل، ريثما تتأكد الحكومة السورية الجديدة من زوال خطرهم.

أضعف بعد سقوط الأسد

في وقت تحدث فيه أردستاني عن أن الحكومة الجديدة في سوريا تحاول خلق نوع من “القطبية” عند الحديث عن أن إيران تتدخل في شؤون سوريا، ولا تريد السلطة الجديدة من هذه التصريحات عداء إيران، إنما تحاول القول إنه “ليست لديها القوة ولا المصلحة لمواجهة إسرائيل”.
وأوضح أن حديث خامنئي عن أن الشباب السوري جاهز للقتال، لا يعني أن إيران ستدعم فصائل “المقاومة السورية”، لكنه يعني أن الحكومة الجديدة لا تستطيع التعامل مع التحديات الكثيرة التي تواجهها.
ولفت إلى أن سوريا ستواجه في المستقبل، العديد من المشكلات الأمنية والمعيشية، وفي مثل هذه الحالة، سينشط الشباب الموجود في سوريا ويشكلون تنظيمات لمواجهة الحكومة الجديدة.
الباحثون في معهد “دراسات الحرب ” الأمريكي، آندي باري، كاثرين ويلز، ألكسندرا برافيرمان، كارولين مورمان، سيدانت كيشور، وبريان كارتر، كتبوا عقب سقوط النظام السوري بأقل من شهر، أن إيران تشعر بمزيد من الضعف بعد سقوط نظام الأسد، والعمل العسكري الإسرائيلي ضد الدفاعات الجوية الإيرانية وإنتاج الصواريخ، والهزائم التي لحقت بـ”حماس” و”حزب الله”.
وجاء في التقرير الذي أعده الباحثون، أن مضاعفة إيران لعدد التدريبات العسكرية هذا العام يأتي “ردًا على مشهد التهديد المتطور”، وتوسعة مشاركة الألوية المنخرطة في عمليات التدريب تشير إلى أن طهران تشعر بالضعف بشكل متزايد بعد النكسات التي عانت منها منذ “طوفان الأقصى” وحتى سقوط نظام الأسد.
ورجح التقرير أن تكون “حركة المقاومة السورية “، التي أعلنت عن وجودها في كانون الأول 2024، كجماعة مسلحة مؤيدة للأسد، وصفت نفسها بأنها حامية “للشعب السوري” ضد “العصابات الإرهابية” و”المرتزقة الأجانب”، وهو ما يشبه اللغة التي تستخدمها منافذ دعاية النظام المخلوع حتى قبل سقوطه بساعات.
واعتبر أن إيران كانت تهدف لإعادة خطوط الاتصالات البرية بين سوريا ولبنان، وإعادة ترسيخ النفوذ الإيراني في الجغرافيا السورية، وهو ما خسرته بسقوط نظام بشار الأسد.

عنب بلدي اونلاين
الاربعاء 8 يناير 2025