نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


هل تستكمل أنقرة "استداراتها" بالانفتاح على دمشق؟





كشف تقرير لصحيفة ”حرييت“ التركية عن مداولات تجري داخل أروقة صنع القرار في أنقرة، تشتمل على مراجعة للموقف التركي من الأزمة السورية ونظام الأسد، دون أن تستبعد، استحداث ”استدارة“ كبرى في السياسة السورية لنظام العدالة والتنمية، تنسجم مع سلسلة الاستدارات في علاقات تركيا مع دول الإقليم والجوار، بوحي من نظرية ”تصفير المشاكل“ التي يُعاد لها الاعتبار اليوم، بعد عقد من القطيعة معها ومع مهندسها، أحمد داود أوغلو.



التقرير الذي حُظي بتغطيات واسعة، وأطلق سيلاً لم ينقطع من التكهنات والتأويلات، ينطوي على قدرٍ كبير من ”الواقعية“ بالنظر لتبدل أولويات السياسة الخارجية التركية في العامين الفائتين، بل إن ”منطق الأمور“، يقتضي استدارة تركية على المسار السوري، استكمالاً لاستدارات مماثلة على المسارات الإماراتية والسعودية والمصرية والإسرائيلية، وصولاً إلى الجبهتين الأرمينية واليونانية.
منذ أن تكسرت طموحات الرئيس رجب طيب أردوغان للصلاة في المسجد الأموي في دمشق، فاتحاً وغازياً، تقلصت أحلام تركيا في سوريا.. اليوم تكاد مصالحها تُختصر في ثلاث: (1) مطاردة حزب العمال الكردستاني ”بي.كا.كا“. (2) منع قيام كيان كردي مستقل في شمال سوريا. (3) التخلص من عبء اللجوء السوري الثقيل، الذي بات يتهدد فرص أردوغان وحظوظه في انتخابات ”المئوية الأولى“ لولادة الجمهورية، العام المقبل.
في مقال سابق لكاتب هذه السطور، قيل إن ما يجمع أردوغان بالأسد في سوريا، أكبر مما يفرقهما، على الرغم من الفجوة السحيقة التي تفصل بين الرجلين والنظامين، وحروب الاتهامات التي تطغى على أدائهما الإعلامي والسياسي. فالأسدان، الأب والابن، تعاونا مع أنقرة، قبل العدالة والتنمية وبعدها، في ”تنظيف“ سوريا من أي وجود لحزب العمال الكردستاني، ومنذ اتفاق أضنا (1998) بين البلدين، لم تسجل دمشق خروقًا تذكر في احترام التزاماتها حيال أنقرة.. العودة لهذه السياسة، ممكنة، بل وممكنة جداً، إن فُتحت أبواب المصالحة وتسوية النزاعات بين الدولتين الجارتين.
والأسد، الابن، أكثر من أردوغان، ما انفك يُشهر ”الفيتو“ في وجه قيام كيان كردي مستقل، حتى إنه يضيق ذرعاً بـ“الإدارة المدنية الذاتية“ التي يقيمها الأكراد شمال البلاد، بل ويعمل ما بوسعه، لتأليب العشائر العربية عليها، وهو يعتبرها مظلة للإبقاء على ”الاحتلال الأمريكي“ لتلك المناطق، ولطالما اصطدمت جهود موسكو وقاعدة ”حميميم“ للتوسط بين دمشق والقامشلي، بجمود مواقف دمشق عند مرحلة ما قبل 2011 من جهة، وارتفاع سقف توقعات الأكراد ورهاناتهم من جهة ثانية.
في ظني إن التوافق بين أنقرة ودمشق، حول مستقبل الحركة الكردية في شمال سوريا، سيكون أسهل من أي ملف آخر، يمكن أن يُدرج على جدول أعمال أي مفاوضات لاحقة بين الجانبين، وأحسب أن تركيا تدرك ذلك، وتراهن عليه.
أما اللاجئون السوريون، الذين فتح لهم أردوغان ذراعيه، أملاً بأن يكونوا ذخراً له في مشروعه السوري وورقة ضغط على اليونان والاتحاد الأوروبي، فقد تحوّلوا إلى عبء عليه، وربما يصبحون ”كعب أخيل“ حملته الانتخابية.. النظام في دمشق، لا يبدي حماسة لاستعادة اللاجئين، بيد أنه في المقابل، لا يمانع عودتهم، لا سيما إن تمت على نحو منظم ومتفق عليه مع الأتراك.
أنقرة التي تفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع عواصم عربية، يرغب معظمها باستعادة سوريا، تدرك أن من مقتضيات هذه الاستدارات إعادة ترتيب أوراق المعارضة والائتلاف السوريين، بما يهبط بأهميتها أولاً: إغلاق مكتبها في أنقرة مؤخراً.. وبما يقلص ثانياً: وهذا هو الأهم، من هيمنة الإخوان المسلمين عليها..
إذاً، لماذا نستغرب تقرير ”حرييت“، ولا نعتبر ما جاء فيه، حلقة في سياق أوسع وأكبر
----------------
مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية
 

عريب الرنتاوي
الاثنين 11 أبريل 2022