.
لكن الأزمة أثمرت عن تغيير جوهري، إذ تقدّم “أرنولفيني” في مايو الماضي باعتذار علني أعقبته استقالة مديره التنفيذي. وبعد جهود وساطة مكثّفة، أعلن منظّمو المهرجان مصالحتهم مع المركز بعدما أبدى استعدادًا حقيقيًا للمراجعة وتصحيح المسار. وقد أكد القائمون على المهرجان لموقع “ميدل إيست آي” أنهم حظوا هذا العام بحرية كاملة في اختيار عروضهم دون أي شروط أو قيود.
افتتحت دورة العام الحالي بمجموعة أفلام قصيرة تحت عنوان من الصفر، تضم 22 فيلمًا أُنجزت في غزة أثناء العام الماضي على وقع القصف والحصار. وجاءت هذه الخطوة في سياق تأكيد المهرجان على إظهار الواقع الفلسطيني بصورته الخام، حيث تضمنت الأفلام مواد وثائقية مبتكرة استخدمت الفن والرسوم المتحركة والشعر للتعبير عن عمق المعاناة والمرارة.
ووصفت الناشطة الاجتماعية الفلسطينية سالي عزام أجواء حفل الافتتاح بـ”العاطفية والمؤثرة”، قائلةً إن الجمهور خرج من العرض في حالة صدمة عميقة، وبقي في القاعة حتى أُضيئت الأنوار.
وأكّدت عزام أن قرار المصالحة مع مركز “أرنولفيني” كان مدروسًا، وأن المقاطعة أداة مهمة، لكن في حال أبدت الجهات المسيئة رغبة صادقة في التغيير، فلا بد من تهيئة مساحة للتقدّم والتعاون. هذا ولم يقتصر دور المهرجان على عرض الأفلام فحسب، بل امتد ليشمل فعاليات ثقافية تعزّز الهوية الفلسطينية، منها أمسية “الطعام والسينما” في متحف فلسطين ببريستول، حيث أعدّت عزام وجبة فلسطينية تقليدية حضرها مئة شخص، تلتها أصناف من التمور المحشوة، إضافةً إلى زيت الزيتون والزعتر الفلسطينيين.
وجاء ذلك ردًا على محاولات الاحتلال طمس المطبخ الفلسطيني، وللتأكيد على أن الثقافة الفلسطينية ما زالت حيّة وحاضرة.
شهد المهرجان أيضًا عرض أفلام توثّق الانتهاكات الإسرائيلية، مثل فيلم حيث تبكي أشجار الزيتون الذي تضمّن شهادات لمعتقلين فلسطينيين، ورؤى المعالج النفسي الشهير غابور ماتيه حول تبعات الصدمات النفسية في بيئة القمع والاحتلال.
كما عرض فيلم حرية الغد الذي يتناول قصة المناضل مروان البرغوثي، الملقّب بـ”نيلسون مانديلا فلسطين”، والمعتقل منذ 24 عامًا.
وجرى عرض هذا الفيلم في أجواء تضامنية عكستها الأعلام الفلسطينية واللافتات المنتشرة في أروقة الفعالية.
ولم تغب الرؤية الإبداعية عن المهرجان، إذ قدمت أعمالًا تستخدم الخيال لإعادة رسم المشهد الفلسطيني، مثل فيلم اللد الذي يتخيل المدينة لو لم تقع النكبة، وأفلام أخرى استحضرت التاريخ النضالي الفلسطيني من منظور نسوي يعيد الاعتبار لدور المرأة في مسيرة التحرر.
ويمكن القول أن تجربة منع إقامة المهرجان العام الماضي ساهمت في دفع مهرجان فلسطين السينمائي في بريستول نحو مرحلة جديدة من الوعي والشراكة، حيث لم يعد مجرد حدث سينمائي فحسب، بل منصة للمصالحة الثقافية ونافذة على قصص الصمود والأمل والإبداع الفلسطيني.
انتقادات لأحد المراكز الفنية في بريطانيا
هذا وواجه مركز أرنولفيني انتقادات شديدة بعد أن رفض عرض فيلم فرحة للمخرجة دارين ج. سلام وأمسية شعرية كان من المقرر أن يشارك فيها مغني الراب والناشط لوكي، كم اتهم ناشطون مركز أرنولفيني بـ”إسكات الأصوات الفلسطينية” في وقت كانت فيه آلة الحرب الإسرائيلية تحصد أرواح الآلاف في غزة، وهو ما دفع ذلك بمجموعة من الفنانين إلى الدعوة لمقاطعة المركز والمطالبة بتفسيرات رسمية.لكن الأزمة أثمرت عن تغيير جوهري، إذ تقدّم “أرنولفيني” في مايو الماضي باعتذار علني أعقبته استقالة مديره التنفيذي. وبعد جهود وساطة مكثّفة، أعلن منظّمو المهرجان مصالحتهم مع المركز بعدما أبدى استعدادًا حقيقيًا للمراجعة وتصحيح المسار. وقد أكد القائمون على المهرجان لموقع “ميدل إيست آي” أنهم حظوا هذا العام بحرية كاملة في اختيار عروضهم دون أي شروط أو قيود.
افتتحت دورة العام الحالي بمجموعة أفلام قصيرة تحت عنوان من الصفر، تضم 22 فيلمًا أُنجزت في غزة أثناء العام الماضي على وقع القصف والحصار. وجاءت هذه الخطوة في سياق تأكيد المهرجان على إظهار الواقع الفلسطيني بصورته الخام، حيث تضمنت الأفلام مواد وثائقية مبتكرة استخدمت الفن والرسوم المتحركة والشعر للتعبير عن عمق المعاناة والمرارة.
ووصفت الناشطة الاجتماعية الفلسطينية سالي عزام أجواء حفل الافتتاح بـ”العاطفية والمؤثرة”، قائلةً إن الجمهور خرج من العرض في حالة صدمة عميقة، وبقي في القاعة حتى أُضيئت الأنوار.
وأكّدت عزام أن قرار المصالحة مع مركز “أرنولفيني” كان مدروسًا، وأن المقاطعة أداة مهمة، لكن في حال أبدت الجهات المسيئة رغبة صادقة في التغيير، فلا بد من تهيئة مساحة للتقدّم والتعاون. هذا ولم يقتصر دور المهرجان على عرض الأفلام فحسب، بل امتد ليشمل فعاليات ثقافية تعزّز الهوية الفلسطينية، منها أمسية “الطعام والسينما” في متحف فلسطين ببريستول، حيث أعدّت عزام وجبة فلسطينية تقليدية حضرها مئة شخص، تلتها أصناف من التمور المحشوة، إضافةً إلى زيت الزيتون والزعتر الفلسطينيين.
وجاء ذلك ردًا على محاولات الاحتلال طمس المطبخ الفلسطيني، وللتأكيد على أن الثقافة الفلسطينية ما زالت حيّة وحاضرة.
شهد المهرجان أيضًا عرض أفلام توثّق الانتهاكات الإسرائيلية، مثل فيلم حيث تبكي أشجار الزيتون الذي تضمّن شهادات لمعتقلين فلسطينيين، ورؤى المعالج النفسي الشهير غابور ماتيه حول تبعات الصدمات النفسية في بيئة القمع والاحتلال.
كما عرض فيلم حرية الغد الذي يتناول قصة المناضل مروان البرغوثي، الملقّب بـ”نيلسون مانديلا فلسطين”، والمعتقل منذ 24 عامًا.
وجرى عرض هذا الفيلم في أجواء تضامنية عكستها الأعلام الفلسطينية واللافتات المنتشرة في أروقة الفعالية.
ولم تغب الرؤية الإبداعية عن المهرجان، إذ قدمت أعمالًا تستخدم الخيال لإعادة رسم المشهد الفلسطيني، مثل فيلم اللد الذي يتخيل المدينة لو لم تقع النكبة، وأفلام أخرى استحضرت التاريخ النضالي الفلسطيني من منظور نسوي يعيد الاعتبار لدور المرأة في مسيرة التحرر.
دعم السينما الفلسطينية
يخصص المهرجان التبرعات لدعم مبادرات سينمائية فلسطينية، مثل “فيلم لاب فلسطين” في رام الله، وورشة “قصتي أصبحت فيلمًا للأطفال” في غزة، ما يعكس حرص القائمين على المهرجان على تأمين استمرارية الإنتاج الإبداعي الفلسطيني، رغم الواقع الصعب والمتغيرات السياسية والأمنية.ويمكن القول أن تجربة منع إقامة المهرجان العام الماضي ساهمت في دفع مهرجان فلسطين السينمائي في بريستول نحو مرحلة جديدة من الوعي والشراكة، حيث لم يعد مجرد حدث سينمائي فحسب، بل منصة للمصالحة الثقافية ونافذة على قصص الصمود والأمل والإبداع الفلسطيني.